الفترة التي كان فيها مصطفى السقا ومصطفى عامر وعزت النص في الجامعة هي فترة كلية الآداب في مقرها السابق في الملز، فترة التأسيس والتكوين، وكانت كلية التجارة، التي تحولت إلى كلية العلوم الإدارية فيما بعد، تشارك الآداب في المبنى، وكان أمامها صاحب الدكان..
|
.. الذي طالما أكلنا السندوتشات والشاي بالحليب عنده، كان بمثابة مقصف يخدم الكليتين. مصطفى عامر كان يدرس الجغرافيا التاريخية، ويعمل مستشارا لمدير الجامعة، والسقا كان عميد كلية الآداب ثم استلم المنصب بعده عزت النص، الذي كان جغرافيا متميزا في الفرعين الرئيسيين للجغرافيا الطبيعية والبشرية، كان رحمه الله في الرحلات الميدانية، الذي يصحب فيها طلاب القسم يقول: الآن يجب أن نعكس المثل القائل: (إذا كان الحديث من فضة فالسكوت من ذهب)، نريدكم أن تتكلموا وتسألوا فمفتاح العلم السؤال.
|
مجلة كلية الآداب التي صدر العدد الأول منها في سنتها الأولى عام 1370هـ، ولقد استطعت الحصول على ذلكم العدد المميز، أما هيئة التحرير للمجلة فتكونت من عزت النص، عميد كلية الآداب ومنصور الحازمي، رئيس التحرير وعضوية كل من حسن شاذلي من قسم اللغة العربية ومحمد الشعفي من قسم التاريخ وعزت خطاب من قسم اللغة الإنجليزية وأسعد عبده من قسم الجغرافيا، ممثلين هؤلاء الأربعة الأقسام التي تتكون منها كلية الآداب آنذاك. تذكر أسرة تحرير المجلة في تصدير العدد الأول لسنتها الأولى أن هنالك دلالة يكشف عنها صدور هذه المجلة عن كلية الآداب أن جامعة الرياض قد شرعت في النهوض بمهمتها، مهمة البحث الموضوعي والاستقصاء المنهجي بالإضافة إلى مهمة تثقيف الأجيال وتزويدها بالمعرفة وتنشئتها على الخلق القويم والشعور بالمسؤولية.
|
وتصدرت مقالة الدكتور النص محتويات العدد الأول بعنوان شيق: (المزاج الطبيعي لمنطقة نجد). ومن المقالات الأخرى الشيقة في العدد مقالة للدكتور عبدالله الوهيبي بعنوان: (الحجاز كما حدده الجغرافيون العرب)، ومقالة للدكتور أحمد الضبيب بعنوان: (كتاب الأمثال لأبي فيد مؤرج بن عمرو الدوسي). مقالة النص استقرأت ما ورد في كتب المؤرخين أمثال ابن بشر وابن عيسى من تدوين لفترات الجدب والقحط وكذلك بعض الحوادث المناخية المصاحبة لمواسم المطر في شبه الجزيرة عامة ونجد على وجه الخصوص، ويذكر النص أن الوسمي وهو في اللغة أول مطر الربيع، إلا أن أهل نجد يعنون به الوسمي مطر الخريف وأول الشتاء، ثم يعطي نماذج من الشعر النجدي ذي الدلالات الجغرافية:
|
نسيم الخزامى والرياح التي جرت |
بليل على نجد يذكرني نجدا |
ويعزو النص الاختلاف الحراري بين الليل والنهار وكذلك بين الصيف والشتاء في نجد لصحو سمائها وللصراع المستديم بين كتل الهواء الباردة من الشمال والكتل الحارة من الجنوب وانعدام الأثر البحري الملطف.
|
أما الرسائل التي أتبادلها مع إخوة أعزاء أو الخطابات التي يتم تلقيها لأسباب مختلفة فحدث ولا حرج، إذ تعتبر مصدر معلومات جيد ورصيدا تاريخيا يعول عليه، ومن تلكم خطاب الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ الشخصي، كان وزيرا للمعارف، يهنئني من خلاله على حصولي الماجستير، رحمك الله يا رجل العلم والمعرفة. ورسالة الدكتور علي بكر جاد، الذي تقلد منصب عميد كلية الآداب في فترة الملز، يقول فيها: (إنني أشعر بنوع من تأنيب الضمير إذ أجد نفسي قد أزيح عن كاهلي عبئا شاقا ومسئولية كبيرة تحملتها أنت عندما توليت العمادة، لكنها ضريبة أديتها عن طيب خاطر شعورا بحق الوطن والجامعة والمواطنين علي، ولا شك أنك أنت تتقبلها، رغم مشقتها ومسئولياتها، بكل طيب خاطر لنفس الأسباب، أعانك الله وأعان الإخوة الزملاء). كتب تلكم الرسالة وهو يقضي سنة تفرغه العلمي في جامعة هارفارد.
|
ولي وقفات مع رسائل، وربما خطابات، من إخوة كرام شملوني بكرمهم وغمروني بمشاعرهم الفياضة وشاركوني تجاربهم المميزة التي أبرزت خطوطا عريضة لموضوعات كانت محاور لقضايا مجتمعية متعددة انتظمت في أطر زمنية ومكانية، وإلى لقاء إن شاء الله.
|
|