الجزيرة- المحرر التشكيلي:
بالتعاون مع معرض تراث الصحراء بالخبر، وبمبادرة رائدة من قبل فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام يقام خلال هذه الأيام وحتى نهاية الأسبوع القادم معرض يجمع ثلاثة فنانين مهمين ومؤثرين ومساهمين في تأسيس الحركة التشكيلية السعودية (محمد الصقعبي، عبد الله الشيخ، عبد الرحمن السليمان) هذا المعرض الذي يلتقي فيه ثلاثة فنانين تجمعهم قواسم مشتركة بمعناها الحقيقي أداء وثقافة وحضوراً متميزاً محليا وعربيا بأعمال بمفهوم المعاصرة منطلقة من روح ورائحة المكان (الوطن) بهوية وخصوصية لا يمكن إلا أن تكون خليجية بلغة عالمية تقف بكل ثقة مع الجديد ومع كل تحرك مستقبلي تفرضه ظروف الساحة التشكيلية العالمية، هؤلاء الثلاثة كل منهم يشكل حجر زاوية في بناء الساحة التشكيلية السعودية وجاء اتفاقهم موفقا، كما يجب أن تكون عليه مثل هذه المشاركات بين أكثر من واحد في معرض مشترك وهي أهمية التوافق والتمازج الثقافي والإبداعي عكس ما يشاهد من مشاركات مماثلة أو تزيد في العدد من اختلاف وتباين في مستوى الأعمال ما يضعف الفكرة والهدف.
كما نجزم بأن القارئ التشكيلي أو المنتسب والمتابع للساحة الثقافية عامة لا تنقصه معلومة أو معرفة بهؤلاء مع ما تتمتع به الساحة من أمثالهم من الرواد الذين حققوا الكثير وتحققت لهم خط سير يمكن أن يضيفوه لتاريخهم من ريادة البدايات نحو ريادة الأسلوب، نهنئ الزملاء على هذا المعرض ونقدر لفرع جمعية الثقافة والفنون هذه المبادرة الرائدة التي يقف خلفها الزميل الفنان إبراهيم بن عمر رئيس لجنة الفنون التشكيلية وما يقدمه من نشاط متنوع بين المعرض والندوات والمحاضرات جعلت من هذا الفرع مصدر دعم للفن التشكيلي كما عهد منه في بداية انطلاقة الجمعية بالمنطقة الشرقية وفي الدمام تحديدا.
هذا المعرض يذكرنا بما كنا ولا زلنا ننادي كثيرا به لإيجاد آلية تتمثل في إقامة معرض نخبوي يضم أصحاب الخبرات السابقة رواد الساحة من أجيالها الأولى والأجيال الأقرب لها من حيث فترات الحضور وإقامة المعارض المبكرة، ولم نسمع أي تحرك أو حتى النية من قبل الجهات المسؤولة إلا من معرض يتيم نظمته أطلق عليه معرض كبار الفنانين، مؤملين أن يكون لهذا لمعرض وبهذا المستوى والاختيار والتسمية أن يحرك الساكن في قسم الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة التي بدأت تثري الساحة بمختلف المعارض ولمختلف الفئات مخففة الحمل بهذا التحرك عن كاهل الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي لا زالت تفتقر للميزانية التي يتمتع بها هذا القسم.
