تأمل أخي المسلم إلى هذا الحديث في الصحيح (عن جابر بن عبدالله قال جاء سُليكُ الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له يا سليك قم فأركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما) انظر أخي إلى هذا الحديث القصير لكن فيه فوائد كثيرة منها أن النبي صلى الله عليه وسلم يتثبت من الرجل عن الخطأ الذي وقع فيه فيسأله (أصليت) فلم يحكم مباشرة عليه ولم يأمره بتصحيح الخطأ مباشرة وإنما تأكد بداية هل الرجل وقع في خطأ، علما أن النبي صلى الله عليه وسلم يرى الرجل أمامه والمسجد ليس بكبير جداً والرجل دخل أمامه ومع ذلك كله يسأله النبي صلى الله عليه وسلم (أصليت) لم يستعجل بتوجيه الأحكام ولم يصدر التعليمات ولم يباشر التوجيهات ولكن كان التثبت أولاً (أصليت) وبعض الناس حالياً لا يعرف هذا الهدي النبوي الشريف فتجده مجرد أن يلمح خطأ من أخيه أو أهل بيته يبادر بالإنكار والتوجيه بل ويريد أن يصلح الأخطاء قبل أن تثبت أصلاً أنها أخطاء، وهذا قد يوقعه في أحيان كثيرة إلى أن يندم على تسرعه، فقد لا يثبت أنه خطأ أصلاً فكيف يبحث عن مبرر لتصليح تعجله في الحكم على الآخرين، وقد يحاول الدفاع بأسلوب الهجوم فيجعل العيب على الطرف الآخر أنه لم يبرر موقفه وهكذا تتأزم المواقف ولو أنه صبر قليلاً وسأل وتثبت من نفس الشخص الذي ظهر منه الخطأ وكان النقاش والتثبت بأسلوب مناسب للموقف لجعل نفسه في عافية من ذلك كله ونسأل الله أن يحفظنا بحفظه.
* تبوك