Al Jazirah NewsPaper Friday  23/10/2009 G Issue 13539
الجمعة 04 ذو القعدة 1430   العدد  13539

عدد من العاملين في الحقل القرآني يحددون الضوابط لـ(الجزيرة)
التقنية في خدمة الحلق القرآنية

 

الجزيرة - خاص

تقدمت وسائل التقنية الحديثة في مجال الحواسيب، وقد استفاد المسلمون منها، ولاسيما في مجال تسجيل القرآن الكريم صوتاً وكتابة بالرسم العثماني، وقد ساعدت كثيراً على الحفظ نتيجة القراءة والسماع، وانتجت برامج خاصة لمن يرغب في الحفظ من خلال الترديد، والسؤال: هل تغني هذه الوسائل عن حلقات تحفيظ القرآن؟ أو الطريق الصحيح هو طريق التلقي من القارئ والشيخ مباشرة؟ أو هما معاً؟.

التلقي هو الأفضل

في البداية يبين الدكتور علي بن محمد عطيف رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة أحد المسارحة: إن الناظر في سيرة سلفنا الصالح عبر القرون بدءا من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى زماننا الحاضر يلحظ أن المسلمين استفادوا من الوسائل والتقانات المتاحة في خدمة كتاب الله الكريم كتابة وتدوينا وضبطا وتجويدا وتعلما وتعليما. ولعل المواد التي كان يكتب عليها الوحي الكريم من اللخاف والعظام والجلود، وغير ذلك خير شاهد على ذلك ثم من الله على الناس بالرقاق ثم بالورق وفي كل مرحلة نلحظ أن المسلمين أفادوا في تدوين القرآن وكتابته. وهكذا في التعلم والتعليم فمن الكتابة على الرمل إلى الكتابة على الألواح إلى الأوراق إلى الأدوات الإلكترونية. ولاشك أن التلقي والمشافهة والأخذ عن الشيوخ المتقنين هو الأساس والركن الركين في أخذ القرآن ولا يمكن ضبط الجوانب الأدائية إلا بالأخذ والمشافهة، وإذا نظرت مثلا إلى أحكام النون الساكنة والتنوين وهي من أبجديات التلقي في التجويد تلحظ كيف لا يستطيع القارئ أن يضبطها إلا بالتلقي في كيفيات الاقلاب والإظهار والإخفاء والإدغام وما في حروفها من أداء فأداء الإخفاء عند الكاف يختلف عنه عند التاء.. فإذا انتقلت إلى الإمالة والفتح وبين اللفظين وإلى التسهيل للهمزة والأحكام الأخر لها أو إلى الوصل والفصل أو إلى توفية الحركات على الحروف أو غير ذلك من الأحكام فإنه يصعب بل يستحيل على التقانات الحديثة أن تعالج الأخطاء لكل قارىء إذ تتعدد الكيفيات بالنسبة للقراء، ولكن يمكن أن يستفيد المتعلم من هذه التقانات في المذاكرة والتحضير والاستماع. وهناك نوع جديد من هذه التقانات وجد في السنوات القريبة وهو ما يسمى بالتفاعليات من خلال المواقع الالكترونية أو من خلال البرامج المعدة سلفا وكل ذلك قد يفاد منه ولكنه لن يحل أبداً عن التلقي والمشافهة إذ إن التلقي والمشافهة خصيصة من خواص كتاب الله الكريم بدءاً من مشافهة النبي للصحابة الكرام بالقرآن الكريم ومروراً بمدارسة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في كل عام مرة وفي رمضان من العام الذي توفي بعده رسول الله صلى الله عليه وسلم دارسه مرتين. وفي هذا من الفوائد أن المشافهة من القارىء المتقن لا تتوقف بل هي مستمرة فالمبتدىء والمتوسط من باب أولى.

الضبط على يد المشايخ

ويقول الدكتور محمد بن سيدي محمد الأمين الأستاذ بقسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة: لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلف هذه الأمة، من أشد الناس حرصاً واهتماماً بكتاب الله، تلاوة وتعلماً وتعليماً، بعد سماعهم الأحاديث الدالة على الترغيب في تعلمه وتعليمه، كما جاء في الحديث الصحيح: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وكانت طريقتهم الأولى في أخذه وتلقيه، والتي لا تعدلها طريقة، هي سماعهم من الشيوخ مباشرة، والعرض عليهم، فسماع الشيخ من الطالب هو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ على جبريل ويعارضه القرآن في كل رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه القرآن مرتين.

وقد أُمر صلى الله عليه وسلم بالعرض على الصحابي الجليل أبيّ رضي الله عنه كما ثبت في الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم لأبيّ: (إن الله يأمرني أن أعرض القرآن عليك، فقال: أسمّاني لك ربك؟ قال: نعم، فقال أبيّ: بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون).. قال أبو عبيد القاسم بن سلام: معنى هذا الحديث عندنا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد بذلك العرض على أبيّ أن يتعلم منه القراءة، ويثبت فيها.

وليكون عرض القرآن سنة، وليس هذا على أن يستذكر النبي صلى الله عليه وسلم منه شيئاً بذلك العرض، وعرض عبدالله بن مسعود رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا}، قال ابن مسعود: فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.

وذكر الحافظ الذهبي في كتابه (طبقات القراء)، جملة ممن عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدّ منهم: عثمان بن عفان رضي الله عنه، علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أبيّ بن كعب رضي الله عنه، عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، زيد بن ثابت رضي الله عنه، أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، أبو الدرداء عويمر بن يزيد رضي الله عنه.

فالعرض على الشيخ مباشرة لا يقدم عليه شيء من طرق الأخذ والتحمل، ويليه السماع من الشيخ، وإنما كان العرض مقدماً عندهم لأنه يلاحظ فيه كيفية الأداء من تجويد الحروف، فليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء والمحاكاة، ولهذا قال مالك - رحمه الله-: قراءتك عليّ أصح من قراءتي عليك، وقال ابن فارس: السامع أربط جأشاً وأوعى قلباً.

فلابد في تعلم القرآن من أخذه وتلقيه من أفواه الشيوخ الضابطين المسندين، لأن هناك أموراً لا تدرك إلا بالسماع منهم، ورياضة اللسان عليها المرة تلو المرة أمامهم، كالردم، والإشمام، والإدغام، والإخفاء، ومقدار المد والقصر، والإمالة، والتسهيل، والتفخيم والترقيق، وضبط مخارج الحروف وصفاتها، وهذه أمور لا تدرك حقيقتها إلا بالمشافهة، ولا يغني فيها السماع شيئاً من مذياع أو نحوه.

فمن ترك الجلوس إلى شيوخ الإقراء، والأخذ عنهم مع توفرهم، عجز لا محالة عن معرفة وضبط تلك الأحكام، ووقع في اللحن جلية وخفية، وقد قال القائل:

من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة

يكن عن الزيغ والتصحيف في حرم

ومن يكن آخذاً للعلم من صحف

فعلمه عند أهل العلم كالعدم

ثم إن في الأخذ والتلقي من أفواه الشيوخ المسندين، اتصال السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، خصيصة هذه الأمة، وهو أحد أركان القراءة الصحيحة، بل هو أهم أركانها.

وقد نبه الإمام الداني في أرجوزته (المنبهة) إلى وجوب العرض على الشيوخ، وأنه سنة، فقال:

واعلم بأن العرض للقرآن

على الإمام الفاضل الديان

من سنة النبي والصحابة

ذوي المحل وذوي القرابة

والتابعون بعد لم يعدوه

بل من وكيد الأمر قد عدّوه

إذا كان قد صح عن الرسول

بأنه قرأ على جبريل

وقد قرا بالوحي إذ أتاه

على أبيّ ثم قد أقراه

فأي شيء بعد هذا يتبع

وهل يردُّ الحق إلا مبتدع

أو جاهل لقوله لا ينظر

إذ هو في الورى كمن لا يبصر

وبناء على ما تقدم، فإن من تيسر له الأخذ من أفواه الشيوخ الضابطين لكتاب الله المسندين، سواء في حلق التحفيظ، أو غيرها، فإنه لا يجوز له العدول عنهم إلى تقنية كائنة ما كانت، فهذه الحواسيب والتقنيات آلات جامدة لا تستطيع تصحيح خطأ المتعلم مهما بلغت دقتها.. أضف إلى هذا ما يدخلها من مؤثرات صوتية، وتشويش لما يعتريها من خلل قد يفسد معه نطق الحرف.

أما من لم يتيسر له القراءة على الشيوخ كالإخوة في البلدان غير الإسلامية، والأقليات التي لا تجد معلم القرآن، فأرى أنه لا مانع من استفادتهم من هذه التقنيات في تعليم القرآن وحفظه، فليس أمامهم إلا تلك الوسيلة، وقد نفعت الكثير منهم، والله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، كما أن هذه التقنيات والحواسيب تفيد صغار المبتدئين في الحلق بعد أخذهم الدرس من الشيوخ لتطبيق ومراجعة ما سمعوا، ومحاكاته.

وأما كون هذه التقنيات والحواسيب يستغنى بها عن حلق التحفيظ، ويكتفى بها عن الأخذ من أفواه الشيوخ.. فلا وألف لا.

المعلم الوسيلة المثلى

ويشير الدكتور أحمد بن موسى السهلي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف: إن قراءة القرآن قراءة صحيحة، مقصد من مقاصد الدين الإسلامي، وكل مقصد يتوصل إليه، غالباً بوسيلة تحقق له المقصد، ومن القواعد المقررة في الشريعة الإسلامية أن الوسائل لها أحكام المقاصد، فالوسيلة إلى تحقيق الواجب، واجبة، والوسيلة إلى تحقيق المستحب مستحبة، والوسيلة إلى المكروه مكروهة، وإلى المحرم محرمة، وإلى المباح مباحة، ولما كان الدخول في الاسلام واجباً، ولا يقبل الله من إنسان ديناً غير دين الإسلام: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. وإذا كان الأمر كذلك، فتعلم القرآن واجب بالطريقة التي تعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم من جبريل، وعلمها الصحابة، لأن القرآن لا يُتعلم تعلماً صحيحاً إلا بالتلقي، والسماع.

وقد تلقى جبريل عليه السلام القرآن من الله سبحانه وتعالى مباشرة، وسمعه منه حقيقة، ثم نزل به إلى الأرض ليقرأه على الرسول صلى الله عليه وسلم، فيسمعه منه مباشرة، ويحفظه، وكان في بداية الأمر يخاف الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يجتمع له القرآن، فيحرك لسانه عند السماع، فنهاه الله عن ذلك، ووعده أنه جل جلاله، سيتولى جمعه، وقرآنه: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}، وقد تولى جبريل عليه السلام إقراء الرسول، وكان يدارسه القرآن الكريم كل سنة في شهر رمضان، وفي السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، دارسه القرآن الكريم مرتين -كأنه إيذان بوفاته- ثم اختار الرسول صلى الله عليه وسلم عدداً من الصحابة يدونون القرآن، ويكتبونه، ويقرؤه عليهم، وعُرف جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراء (يعني الحفاظ) يُقرؤون بقية الصحابة، وهكذا تناقله التابعون، يحفظونه في صدورهم، وتابعي التابعين، جيلاً بعد جيل، بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل ذلك بطريق السماع، والمشافهة، والتلقي، فطبيعة القرآن لا يحفظ صحيحاً إلا بالتلقي من معلم متقن مجود، ولذلك ثبث أن من قرأ القرآن مباشرة من تلقاء نفسه، ولم يقرأه على معلم، كان كثير الأخطاء، فيحرف اللفظ والمعنى، لأنه خالف طبيعته، وهو التلقي، والسماع مباشرة، والمشافهة، وهذا كله داخل في إعجاز القرآن، وحفظه الذي تكفل الله جل جلاله في قوله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}، وفي قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

* وهذا ما تميز به القرآن الكريم عن الكتب السماوية الأخرى التي سبقته، فإن الله تولى حفظه بنفسه، ولم يتكفل الله بحفظ تلك الكتب السماوية، بل وكل حفظها إلى الأحبار، والربانيين، قال الله تعالى عنها: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء) أما القرآن الكريم، فقيض الله تعالى له من استظهره، وحفظه، وكتبه كتابة متفق عليها، من قبل علماء الصحابة، وحفاظ القرآن وقرائه، ومن ذلك مجمعات طباعة المصحف، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في العالم الإسلامي، من خلال المساجد، والمراكز الإسلامية في العالم الغربي.

* ومما تميز به القرآن الكريم أيضاً -وهو داخل ضمن تكفل الله بحفظه -كما أسلفت- يجلس الطالب أمام المعلم يقرأ عليه، وهو يصحح له الخطأ، ويقرأ المعلم للطالب قراءة نموذجية، بحيث يشاهد الطالب كيف ينطق المعلم الكلمة، وكيف يخرج الحرف، ويمد المد، ويغن الغنة.... إلخ، ثم يقوم الطالب فيحاكي معلمه، حتى ينطق الآية نطقاً صحيحاً، فالمعلم هو الوسيلة المثلى الصحيحة ليتعلم القرآن، وهذا هو الطريق الصحيح، فإذا لم يتيسر ينتقل للوسائل الحديثة.

* ومن هذه الوسائل: الحاسوب -الشبكة العنكبوتية- البالتوك - غرف المحادثة.. الخ هذه التسميات، فلقد ظهرت في العصر الحاضر هذه الوسائل الحديثة، وقامت بدور كبير في تعليم القرآن، وهي وسيلة صحيحة، لا غبار عليها، وهي تعد من نعم الله تعالى على المسلمين، ومن تسخير الله تعالى لعباقرة الغرب أن يخترعوا ما هو في صالحنا - والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها، فهو أحق بها - لاسيما إذا نظرنا إلى سهولة الاتصال من ناحية، واتساع رقعة العالم الإسلامي من ناحية، ووجود مسلمين في ديار الكفر، لا يتسنى لهم الجلوس أمام معلم متقن للقرآن الكريم، وتعلم القرآن واجب على كل مسلم، حتى يعرف حقيقة دينه، إضافة إلى أن هناك بعض الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن تحول بينهم، وبين الحضور أمام المعلم عوائق وعقبات تعيقهم، وتعلم القرآن واجب على كل مسلم لمعرفة الدين، فالحل الشرعي هو الانتقال إلى تعلم القرآن عن بعد، عن طريق الحاسب الآلي، وقد اطلعت على بعض ما كتب عن فوائد الحاسوب في العملية التربوية التعليمية، وما كتب عما يقدمه - الحاسوب - من فائدة تواصل الطالب مع شيخه في حفظ القرآن عن طريق نظام الغرف الصوتية (غرف الدردشة) التي تستخدم حلقات قرآنية الكترونية، وقد أعدت كلية علوم الحاسب بجامعة الملك سعود في الرياض - استبياناً حول شريحة من الطلاب المستفيدين من استخدام أسلوب التعليم الإلكتروني في تعليم القرآن، وتبين من خلال الاستبيان ما يلي:

1- أعمار أغلب المستفيدين للنظام تتراوح ما بين 21 إلى 30 سنة، وهذا يدل على أن الفئة المستخدمة للنظام أغلبها من فئة الشباب، مما يدل على أنه وفر لهم الوقت والجهد في مشوارهم.

2- كانت نسبة من يعانون إعاقة حركية 13% من المستخدمين، مما يدل على أن النظام سهل على فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة حفظهم للقرآن.

* كما أظهر الاستبيان أبرز الأسباب التي دعت لاستخدام النظام منها القدرة على التوفيق بين الحفظ والمراجعة لكتاب الله، مع ضبط أمور الحياة اليومية بدون إهدار للوقت، ساعد الشباب الذين لم تتوفر لهم مدارس تحفيظ القرآن الكريم في الدول التي يقيمون فيها.

* وظهرت نسبة من حفظ القرآن كاملاً منذ بداية تسجيله في النظام 30.43% ونسبة من حفظ أكثر من جزء 43.48%، وهذا يدل على جدوى وفعالية النظام، وسهولة متابعة حفظ الطالب من خلاله.

وعند سؤال المستفيدين عن وجود صعوبة في التعامل مع نظام الحلقات الالكتروني؟ جاءت نسبة من أجابوا بلا 78% مما يدل على سهولة وسلاسة العملية التعليمية من خلالها.

وأما أبرز المزايا في الوسائل الحديثة من وجهة نظر المستخدمين، فكانت هي توفير الوقت المناسب للطالب في دخول الحلقة حسب توقيت الدولة التي يقيم بها، وتشجيعه على الاستمرار في الحفظ، وسهولة التواصل بين الطلاب ومعلميهم، مما يوفر لهم جواً من الألفة بينهم.

وعلى هذا، فالذي يظهر لي، أن -الحاسوب- وسيلة مباحة شرعاً، لأنها وسيلة لتحقيق الواجب على المسلم، كالأشرطة السمعية التي يستمع اليها الطلاب، فيما يسمى بالقراءة المعلمة، لكن إذا تيسر الجلوس أمام الشيخ مباشرة، من غير مشقة، فهو أولى، فإذا لم يدرك كله كما يقال، فلا يترك جله.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد