القاهرة - ياسين عبدالعليم:
أكد الدكتور محمد بن أحمد بن صالح الصالح، أستاذ الدراسات العليا عضو المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود، أن فكرة الوسطية هي محصلة حضارية بُنيت على أركان العقيدة الإسلامية، ونفى أن يكون الإسلام دعوة عصبية أو قاصرة عما يكفل الحياة السعيدة للناس في قرية كونية سقطت فيها حواجز الزمان والمكان. وقال في افتتاح أعمال الدورة الثالثة لصالون السفير هشام ناظر (المقعد الثقافي): إن ما جاء به الإسلام هو برنامج عمل إصلاحي للبشرية كافة ويشكِّل مرتكز خصائص الأمة الإسلامية. وأوضح أن قاعدة التفاعل الحضاري الإسلامي ترعى المنافع وتبادل المصالح لتحقيق السلم والأمن بين الشعوب في ظل موازين لا تختل فيها قيم العدالة أو الكيل بمكيالين، وإنما التزام بالعدل. مشيراً إلى أن الأمة الإسلامية تعيش في إطار المنتدى البشري بحثاً عن شراكة إنسانية يتجلى فيها التفاعل وحوار الحضارات، وأن الأخذ بالجديد المفيد يرتكز على الأخوّة الإنسانية والكرامة الآدمية والتبادل العادل للمصالح والحق والعدل، وأن الحضارات تتقاسم أقداراً من القيم تفرض علينا الأخذ بالنافع المفيد من اللباب والجوهر والإعراض عن القشور وما يتنافى مع أخلاقنا وقيمنا. واستشهد بتواصل المسلمين في صدر الإسلام وفي القرون الأولى بالدول المجاورة وفتح نوافذهم على الأمم من حولهم؛ فنشطت حركة تأليف الكتب والترجمة في شتى المعارف والثقافات.
وشدَّد الدكتور الصالح على أن أعمال التجديد والاجتهاد ضرورة ملحة لاستيعاب قضايا العصر ومتطلبات الحياة من خلال الثبات على مقاصد الشريعة وقواعدها العامة ومبادئها الكلية، مع المرونة في الوسائل ودقة الفَهم وإدراك المصلحة، وأن دور الوسطية هنا يتجلى في ركنين أساسيين هما اعتماد الأصل والاتصال بالعصر.