|
إلى مقام خادم الحرمين الشريفين ملكنا الغالي والمحبوب:
|
عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أعزه الله بعز من عنده ونصره وأعانه وحفظه لنا.. آمين..
|
لقد سرنا وأثلج صدورنا ما صدر من مقامكم الكريم بتعويض مَنْ تضرر من سكان جدة من هذه الأمطار والسيول، وصرف مليون ريال لذوي كل شهيد منهم، وتشكيل لجنة للتحقيق على مستوى رفيع لتقصي الحقائق في أسباب تلك الفاجعة كما عبَّر عنها البيان من المقام السامي.
|
وهذا ليس بمستغرب منكم يا خادم الحرمين؛ فأنت ملك كريم، وابن ملك كريم، وحفيد ملوك كرام عادلين محبين ومشفقين على أبناء الوطن كافة.
|
وإنا على يقين بما تشعر به من أسى وحزن لما حدث لأبنائك سكان جدة، وما تشكيل هذه اللجنة إلا غضبة منك لما وصفته بأنه تقصير من أطراف يجب أن تُساءل ويوقَف على نواحي التقصير، فيقال للمسيء أسأت ويقال للمحسن أحسنت، والعرب تقول: احذر غضب الحليم، وأنت حليم وبشعبك رحيم، حفظك الله وأبقاك لنا عزا ً وذخراً.
|
|
إلى أهالي جدة المكلومين المفجوعين بكارثة السيول وما نتج عنها من استشهاد بعض أبنائها:
|
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يغفر لموتاكم وموتى المسلمين أجمعين.
|
لقد آلمنا جميعاً في كل مدن وقرى هذا الوطن العزيز ما حدث لكم، ولا نقول نحن وإياكم إلا: ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ?.
|
وكما قيل: رُبَّ ضارة نافعة، فمعاناة جدة وسكانها من مسألة الصرف وغيره من قضايا مشروعات للطرق والإسكان كان يجب أن تقام أو أن تُعمَل بشكل صحيح، وغير ذلك، كلها سوف تسير بإذن الله من بعد هذه الكارثة بشكل سريع وسليم كما يريد وكما أمر ولاة الأمر - حفظهم الله -.
|
وإن كان ما حدث ليس بالهين، لكن أملنا بالله عزَّ وجلَّ أن يتقبل مَنْ توفي من أهاليكم وأبنائكم شهداء، إنه ولي ذلك وهو أرحم الراحمين.
|
|
إلى كافة أبناء شعب هذا الوطن المعطاء، أبناء ومواطني مهد الإسلام ومنبت العروبة، في كل مدينة وقرية وهجرة ومن كل جنس:
|
لنعلم جميعاً أن ما أصاب أحبابنا وإخواننا سكان جدة قدر من الله سبحانه وتعالى، مع يقيننا أن لكل شيء سبباً، ولعله ابتلاء من الله وتمحيص لمن استُشهد أو أُصيب أو تضرر أو خسر. فمَن توفّي نسأل الله له الرحمة، ومَن أصيب نسأل الله له الشفاء العاجل، ومَن تضرر وفقد شيئاً من ممتلكاته أن يعوضه الله خيراً مما فقد.
|
وعلينا أن نُرجع كل شيء يصيبنا من خير أو ضده إلى أنه قدر قدّره الله مقدر الأقدار ومسبب الأسباب، وأن نرضى به ونحمده عليه؛ فما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وأننا كلنا نخطئ ونذنب، وخيرنا التوابون الأوابون، جعلنا الله جميعاً توابين أوابين.
|
|
إلى كل مسؤول قصَّر أو أهمل وتهاون فيما أُوكل إليه من عمل..
|
في كل وزارة أو مرفق من مرافق ووزارات دولتنا العزيزة..
|
سواءً في (فاجعة) جدة أو غيرها.. قبلها أو خلالها أو بعدها:
|
اتقوا الله في كل ما أُوكل إليكم، واعلموا أن إزهاق روح مسلم واحد أعظم وأكبر عند الله عزَّ وجلَّ من أن يُهدم البيت الحرام حجراً حجراً!
|
وارعوا الأمانة التي حملتموها حق رعايتها أو تنحوا ليحل محلكم مَن يرعاها ويخاف الله في خلقه وفيما اؤتُمنَ عليه، وهم كثر ولله الحمد في بلاد الحرمين الشريفين.
|
|
يقول الشاعر إبراهيم الحضرمي:
|
حملتَ أمانات فكن من حسابها |
على وجل ٍ واذكر مناقشة الفردِ |
فإنَّ السما والأرضَ أعرضن خيفةً |
وأشفقنَ من حمل الأمانةِ والعهدِ |
|