الجزيرة – عبد الله الحصان

في الوقت الذي يترقب العالم نتائج قمة كوبنهاجن حول المناخ، كشف رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئية في مجلس الشورى عن مقترح تمت دراسته لإنشاء هيئة للطاقة الذرية النظيفة بالمملكة وقال الدكتور محسن الحازمي ل(الجزيرة): ان موضوع التلوث أصبح خطيراً وجدياً وذا عواقب وخيمة، مؤكداً ان انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تنتج في معظمها من الدول الصناعية وليس الدول النفطية والنامية.

وأضاف: ان هناك دولاً صناعية كبرى لم توقع على اتفاقية كيوتو ولم تتخذ إجراءات فاعلة في الحد من هذه الانبعاثات الضارة على الرغم من عزم بعض الدول الصناعية الكبرى التقليل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي لخرق طبقة الأوزون والاحتباس الحراري والوصول إلى معدل قريب من الصفر خلال العشرين سنة القادمة، مبرراً ذلك بأن العالم يعيش اليوم هذا الخطر فما سيكون عليه الحال بعد عشرين سنة على حسب تخطيط تلك الدول؟ الى ذلك قال الدكتور عبد الله الفايز وهو أحد المتابعين لهذه القمة: ان الدول النفطية يمكنها المساهمة في الحد من انبعاثات الغاز دون انعكاسات سلبية على اقتصاداتها وأضاف: لن يستطيع العالم الاستغناء عن النفط كوسيلة لإنتاج الطاقة غير انه يمكن القيام بدراسات وبحوث تسهم في الحد من الانبعاثات الناتجة الوقود عن الوقود الاحفوري، واستشهد الفايز بتجربة شركات الأسمنت السعودية في الحد من الانبعاثات الناتجة عن تصنيع الأسمنت وقال: في السابق كانت تخرج من فوهات المداخن مواد تؤثر في البيئة وقامت هذه الشركات بتطوير تقنيات تقوم بإنزال الغازات للأسفل ومن ثم التخلص منها بطرق تحافظ على سلامة البيئة.

وطالب الفايز الشركات المرتبطة مباشرة بصناعة النفط والجامعات المتخصصة في هذا المجال بتسخير الجهود للبحث العلمي للمساعدة في عدم انبعاث الكربون وحمل هذه المبادرة لما لها تأثير على سلامة البيئة.

وحول تأثير القمة على تعاملات النفط وأسعاره في السوق الدولية قال الخبير النفطي هشام علوي كيال «ل(الجزيرة)» ان كمية الاستهلاك لن تتأثر مباشرة بهذه القمة ولكن على المدى الطويل قد تؤثر وبرر كيال هذا التأثر بأن هناك دولا تطلب تقليل حجم المواد المتصاعدة من النفط والمصانع كغاز ثاني أكسيد الكربون وستقوم خلال هذا المؤتمر بتوقيع اتفاقيات غير ملزمة مع الدول الصناعية لتقليل حجم الغازات المنبعثة.

ولم يخف كيال وجود خلافات بين الدول المصنعة كأمريكا والدول الناشئة كالصين والهند بسبب هذه التوجهات، حيث إن الدول الناشئة تقول ان أمريكا والدول الصناعية قامت خلال أكثر من 100 سنة بملء العالم بالغازات وثاني أكسيد الكربون وترفض أن يكون دفع الثمن على حسابها.