قبل أيام وتحديداً في الفترة بين 2 إلى 3 ديسمبر 2009م وفي المنامة عاصمة مملكة البحرين عقد الملتقى الإعلامي العربي الأول لقادة الإعلام العربي، وتناولت وسائل الإعلام برنامج الملتقى وما دار فيه ومحاور الحوار ونتائج ما توصل إليه هؤلاء القادة برعاية دولة البحرين ووزيرة الثقافة والإعلام فيها الشيخة مي آل خليفة التي أعرفها نشيطة وواعية ومتطلعة لإعلام عربي مؤثر وفاعل.. لفت انتباهي مما قرأت عن هذا الملتقى: أنه ركز في محاوره على أمور جوهرية لم تخلُ من موضوعات التكنولوجيا وأهميتها في صناعة إعلام قوي وفاعل، ضمن متغيرات عالمية أثّرت في ضخ وسائل الإعلام بقوى دافعة ومعينة, كذلك تأثير رأس المال في صناعة الإعلام وتدوير القوة المالية في صالح هذا الجهاز الوسيط بين أرجاء المعمورة، بما في ذلك مواكبة المتغيرات العالمية في مجتمعات العالم المتداخلة من حوله، ولم ينسوا التعرض للجدية فيما يطرحه الإعلام العربي بقنواته العديدة وكيفية استثماره لتوجهات متفقة ومتعاونة بين القنوات العربية، مع مواكبة واقتناص للجديد والاستفادة من تجارب وخبرات الآخر في المجال، وتعزيز ثقافة الحوار وإحياء روح الجدل المثمر الإيجابي، والإفادة من الاتصالات وبرامجها وأجهزتها في التعزيز والترابط,
ثم لم ينسَ القادة الإعلاميون أن يضعوا للغة العربية محوراً ضمن جدولهم باعتبارها وعاء أفكارهم ولسانهم الناطق بها وبوجدانهم وهمومهم وأمورهم على جميع الأصعدة والقضايا، وهي نقطة مهمة كان ينبغي أن يتم فيها التركيز على توحيدها لغة لجميع الناطقين في وسائل الفضاء الإعلامي والاتصالي وليس في بعضه، بل كان عليهم الإصرار على التوصية بنبذ اللهجات وتعميم لغة الأمة، هذا من جانب، غير أن الذي لحظته جلياً أن الملتقى لم يتعرض لمضامين ما يبثه الإعلام العربي في جميع أقنيته يتوافق ويتطابق مع الشرع الإسلامي وأبجديات الأديان من حيث الحفاظ على المضمون مفرغاً من الإباحة وانتهاك ما يتعرض لتسطح الأخلاق والإسفاف بالقيم العامة.. فالضوابط وفق منظور أخلاقي وتطبيق ذلك في توجهات هذا الملتقى لوضع معايير وبث منهجية ضابطة كان حرياً بالملتقى ألا يهملها.بمثل ما لم يُغفل ما يتعلق بالمتغيرات المعاصرة المؤثرة في الإعلام وهي ليست كلها تناسب ولا جميعها خالية من المثالب.
ويبقى الأمل قائماً فيمن بدأ ليتم.