لا يمكن لمن يرى ويستمع لرئيس نادي الاتحاد الدكتور خالد المرزوقي إلا أن يحترم هذه الشخصية الرائعة ويحترم ناديه حتى ولو لم يكن من أنصاره. فالمرزوقي بهدوئه ووقاره وشخصيته الرزينة وكلامه الموزون الذي يفيض أدباً واحتراماً هو مكسب كبير للوسط الرياضي السعودي وهو نموذج للشخصية القيادية التي نتمنى أن تستنسخ في كثير من أنديتنا.
صدمة كبيرة تعرض لها جمهور الأهلي بعد خسارة فريقه لمباراته السهلة التي كانت أمام الاتحاد أمس الأول. فقد كانت المباراة فرصة تاريخية لتسجيل انتصار أهلاوي كبير في ظل النقص الكبير الذي كان يعاني منه الاتحاد. ولكن لاعبي الأهلي خذلوا جماهيرهم بأدائهم المتواضع.
لن يجد الأهلي فرصة سانحة لتحقيق فوز سهل على الاتحاد مثلما وجدها أمس الأول وفرط فيها. فالاتحاد كان جاهزاً لتلقي الهزيمة وربما بنتيجة كبيرة ولكن لاعبي الأهلي كانوا كرماء مع أشقائهم في الاتحاد فرفضوا الفرصة وبلغت بهم الرأفة على أوضاع وظروف الاتحاد أن قدموا له الفوز هدية وعلى طبق من ذهب.
سمو الأمير فهد بن خالد المشرف على قدم الأهلي قال في معرض حديثه عن خسارة فريقه أمام الاتحاد بأنه عندما كان خارج العمل في النادي كان يرى الأهلي أجمل بكثير...!! وفي هذا القول معان كثيرة فهمها واستيعابها يوضح معاناة الفريق الحقيقية.
قفز محمد نور لأسوار ملعب استاد الأمير عبد الله الفيصل ودخوله المستطيل الأخضر أثناء مباراة فريقه أمام الأهلي ليس له ما يبرره إطلاقاً حتى ولو كان من أجل الاطمئنان على زميله مبروك زايد. فهو ليس طبيباً ولا إدارياً صاحب قرار إنما هو مجرد لاعب خارج التشكيل وموقوف أيضاً، وهو موجود في المدرجات كأي مشجع. وليس من حقه الوثوب واقتحام الملعب بتلك الكيفية وكأنه في ملعب حواري دون احترام للأنظمة والتعليمات. وهذا التجاوز هو حلقة ضمن سلسلة تجاوزات نور لكل الحدود وعدم اكتراثه بالأنظمة واطمئنانه لعدم صدور أي عقوبة تردع تصرفاته الرعناء مثلما حدث عندما تطاول على مساعد حكم مباراة فريقه أمام الاتفاق ولم يتخذ بحقه أي إجراء لا من الحكم ولا من لجنة الانضباط. على الأقل لإعادة اعتبار مساعد الحكم وحفظ كرامته وهيبته التي أهدرها نور بذلك التصرف.
لن ينقذ الأهلي من حالة التدهور الفني التي يعيشها إلا التعاقد مع أربعة لاعبين أجانب على مستوى كبير. أما النظر للاعب الأجنبي على أنه عنصر مكمل للعناصر المحلية فإنه سيجعل الفريق يراوح مكانه.
الشباب لن يفرط بالأخوين عطيف مهما تعقدت أمور التفاوض معهما أو طال أمدها، فاللاعبان سيبقيان شبابيين ولن يغادرا بيتهما إطلاقاً.
