القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:
يبدأ الرئيس المصري حسني مبارك زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية يلتقي خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. ومن المتوقع أن يبحث الزعيمان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وصرّح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن جولة الرئيس مبارك بالدول الشقيقة الثلاث السعودية والإمارات والكويت تكتسب أهمية خاصة باعتبارها تمثّل استمراراً للتشاور الدائم والمستمر بين الرئيس مبارك وأشقائه من قيادات الدول العربية الثلاث الشقيقة في الرياض وأبو ظبي والكويت. وأضاف عواد أن هذه الجولة تكتسب أيضاً أهميتها من طبيعة القضايا التي ستتناولها مشاورات مبارك مع قادة الدول الثلاث التي يأتي في مقدمتها مجمل الوضع العربي الراهن, وعملية السلام في الشرق الأوسط بالتركيز على القضية الفلسطينية وسبل تحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني, والوضع في الخليج والملف النووي الإيراني والوضع في العراق والسودان ولبنان واليمن. وشدد عواد على العلاقات المتميزة والجيدة التي تربط مصر بالدول العربية الثلاث. وأضاف السفير عواد أن مشاورات الرئيس مبارك في الدول الثلاث سوف تتناول العلاقات الثنائية المتميزة والتطورات الراهنة في مختلف مجالات التعاون الثنائي بين مصر وشقيقاتها العربيات الثلاث.
ويؤكد الخبراء والمراقبون أهمية القمة السعودية المصرية وضرورتها لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية خاصة في الفترة المقبلة، ويرى الخبراء أن التشاور السعودي المصري المستمر يعد سنداً قوياً للقضايا العربية إقليمياً ودولياً خاصة في الملفات والقضايا الملتهبة في فلسطين ولبنان والعراق والسودان والصومال إلى جانب ضرورة التوحد العربي الذي تقوده الرياض والقاهرة في مواجهة القوى الإقليمية.
ويشير الخبراء إلى أن العلاقات السياسية بين السعودية ومصر تتسم بقدر كبير من التقارب والخصوصية والتميز والتنسيق المتواصل على مستوى القيادة السياسية في البلدين عكسته الزيارات المتبادلة على مستوى عال، كما تعد مثالاً بارزاً وشاهداً على نموذجية العلاقات الإيجابية المتطورة بين دولتين عربيتين لهما مكانتهما المتميزة إقليمياً ودولياً.
ويؤكد مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين أن العلاقات المصرية السعودية تشكل عنصراً إستراتيجياً مهماً في علاقات مصر العربية والدولية، حيث تعود جذورها المشتركة بين البلدين إلى عصور ما قبل التاريخ بسبب جوارهما الجغرافي وامتدادهما الأرضي وتشاركهما في الجزء الأكبر من طول البحر الأحمر وكلها عوامل عزّزت موجات الهجرة السكانية، حيث يتواصل الامتداد السكاني منذ قديم الأزل في أجزاء كبيرة من محافظات الصعيد وشمال سيناء وشرق الدلتا ثم جاء الفتح العربي لمصر ليضيف إلى صلات الجوار الجغرافي والأصل السكاني البعد الإسلامي الذي جعل من حضانة مصر للإسلام قاعدة لانطلاقه حتى أقصى الغرب من الشمال الإفريقي وجنوباً إلى عمق القارة الإفريقية، وأكد مكرم أنه عندما تنصلح أحوال العلاقات المصرية - السعودية ينصلح حال العرب جميعاً ويتوافق إيقاعهم لما فيه خير الأمة العربية وعندما كانت تنضم دمشق إلى هذه الثنائية المهمة, في العالمين القديم أو الحديث تتضاعف قوة العرب ويزداد وزنهم الدولي ولهذه الأسباب كانت العلاقات المصرية السعودية جزءاً من ثوابت المصلحة المشتركة للبلدين.