شعر - محمد عبدالرحمن الجابري
|
كَفَى بوقوفي في رحابكَ مقصدا |
وحسبُ قصيدي أنْ تكونَ له مدى |
بأيّ القوافي أرتضيكَ قصيدةً |
تعانقُ فخراً في عُلاكَ تفردا |
ومن أين أبدأُ يا عظيمَ مناقبٍ |
لقد صار شعري حائراً مترددا |
أرى مجدكم بحراً بعيدَ شواطئٍ |
سواحلهُ جودٌ وبالخير أزبدا |
ومن رامَهُ حصراً تبلّدَ لبُّه |
أيحصُرُ بحراً زاخراً متمددا |
وقمتُ أناجي الفكرَ إلهامَ شاعرٍ |
لألمسَ شيئاً من جلالك مقصدا |
فذا البذلُ من بسماتكم متدفقٌ |
وذا الخيرُ نورٌ من جلالك قد بدى |
وما الحلمُ إلاّ من سجاياكَ يرتقي |
عن الضعفِ يا من عشت فذّاً وسيدا |
أنا في صميمِ الضارعين لربهم |
بألاّ يريك تكدّراً وتنكُّدا |
فأهلاً بسلطان القلوب ومرحباً |
بسلطانِ خيرٍ دام للخيرِ موردا |
حليمٌ كريمٌ ألمعيٌّ سميدعٌ |
وفي أعينِ الأعداء كنت مهنّدا |
سليلُ الكرامِ الشمِّ تسمو بحكمةٍ |
فمجدُ أبيكم قد أنار لك المدى |
ملكتَ الفضائلَ والمكارمِ رفعةً |
ومن كلّ ما يُدني تعيش مجرَّدا |
ويا سيّدي حسب القوافي أنْ ترى |
جلالاً يفوق الوصفَ عزّاً وسؤددا |
ومن جاءكم ترجو النعيمَ حياتُهُ |
ويشكو إليكم دهرَهُ المتنكدا |
يعود وقد لاحت على الوجه بسمة |
فقد نال حظاً من عطاياك أرغدا |
إذا الحُرُّ قد ملك الصحاب بحبهِ |
فأنت حبيبٌ تأسر الصحب والعدا |
وكلّ أديبٍ سوف يُنقدُ شعرُهُ |
وإنْ عانقت أبياتُهُ النجمَ فرقدا |
ولكنّني لا أستكين لناقدٍ |
لأنّ قصيدي في ذراك تخلدا |
سكبتُ به الألحان دُرّاً ولؤلؤاً |
ورصّعتهُ شوقاً بقلبي توقدا |
ولو عِيبَ مدحُ الماجدين تنزُّهاً |
لما امتدح الأنصارُ يوماً محمدا |
فحسّانُ كم صاغ القريض مهذّباً |
لمدحِ رسولٍ جاء بالنورِ والهدى |
ويبقى قصيدي في عُلاكَ محلقاً |
ستشدو بهِ الدنيا إذا الدهرُ أنشدا |
فعذراً إذا شعري تقاصر وانطوى |
فمن أين لي شعرٌ يفيك تمجُّدا |
|