إلى والدنا الحبيب وولي عهدنا المحبوب، صاحب السمو الملكي الأمير- سلطان بن عبد العزيز، أقر الله نفوسنا بتمام صحته، وإشراقة ابتسامته حفظه الله.
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
|
فإنما أكتبه لسموكم وعن سموكم، وكما هو تهنئة لسموكم بالشفاء بفضل الله فهو كذلك تهنئة لهذا الشعب السعودي الذي لا أتصور إلا وهو يعيش ألماً واشتياقاً طيلة رحلتكم الاستشفائية، معتقداً أن الوطن وساكنه شكا كما شكوتم وكأني به ينشد معي من قولي خلال تلك الغيبة:
|
مشاعر صدق لو يباح بكنهها |
لأنّ جماد واستلج جماد |
فكيف بنا أهل المشاعر والحجى |
وسلطان منا في الوجود عماد |
أقول هذا وما هو بالتملق ولكن الحب الذي أعلنه احتسبه من الوفاء إن لم يكن من الوجوب، ولقوله- صلى الله عليه وسلم- (إن خير أمرائكم من تصلون عليهم ويصلون عليكم) أو كما ورد وهؤلاء هم ولاة أمرنا، وهنا أقول:
|
أقول وما قلت المقال تملقاً |
أبت خلتي عن منهج المتملق |
إذا قمت في أمر صدوقاً ولم أصب |
نفى اللوم عني مركب الصدق زورقي |
أأخفي هوى نفسي وحبي مخافة |
يلوك بعرضي غائباً كل من شقي؟! |
كفى أنني في الصدق قمت بواجبي |
وما عيب ذو صدق إذا لم يوفق |
وكيف لا أقول: وهذا سلطان من يأتي قولي متطفلاً ليذكر شيئاً من صفاته:
|
بمثله تفخر الأيام والأمم |
والصدق والنبل والأخلاق والقيم |
من فيه تقترن الأمجاد ماثلة |
من ليس تلقاه إلا وهو يبتسم |
ابن الأبي الندي الفذ منفرداً |
ابن الذي شاد مجداً دونه القمم |
ابن النقي القوي، العدل منهجه |
ابن التقي الذي في الله يعتصم |
أقول هذا والكل يعرف سلطان جنة الفقير بعد الله ومن كأني أتمثل لسان حال كل فرد من الفقراء منشداً معي من قولي:
|
يدعو الفقير وليس غيرك سامعاً |
إلا الذي للصادقين يجيب |
فيجيبه من في السجون مكبلاً |
ولكل قلب وجفة ووجيب |
آمين يا رب العباد تكرماً |
حتى يئوب إلى الحبيب حبيب |
بل وكأني بمن قلب له الزمن ظهر المجن فاجتواه الصحب وقلاه الإخوان كأني به يتأوه ولسان حاله كما أقول:
|
من للنوازل والكوارث إن دهت |
إلاك بعد الله يا سلطان |
بل مَنْ لمن ثقلت عليه ديونه |
لم ينجه صحب ولا إخوان |
حقاً فأنت ملاذه ومجيره |
ومعينه حين اكفهر زمان |
وأعود هنا لأبين أنها وإن بعدت الأجسام فإن القلوب ترافق سموكم ولسان حالها كما قلته:
|
لئن أبعدت أجسامنا شقة النوى |
فإن قلوباً لا تزال ترافقه |
إذا خفقت في نبضة، كل نبضة |
تقوم على ما شاهد الحب صادقه |
فما أنت إلا خافق في صدورنا |
وما نحن إلا في المحبة خافقه |
وإنه وبحق فما أن يبدو سموكم حين كنتم في الرحلة العلاجية ومن خلال التلفاز إلا ويهتف الجميع بقولي:
|
لئن كنت يا سلطان ناءمحلة |
فأنت لعمري في القلوب نزيل |
وما صدح التلفاز يوماً ولا شدا |
بذكرك إلا والقلوب تميل |
بل وإنها وحين تشرق تلك الشعرات الكريمة مبتسمة من فودي سموكم وقد كساها البهاء والوقار، لتهيج كوامن الأبي أشواقاً، ويحن لها الكريم هياما، فتتوق لها النفوس، وتشرئب لها الأعناق، وتشخص لها العيون اشتياقاً، وكأني بذلك البهاء والوقار يضاعفان من نبضات القلوب توقاناً ومحبة ولِمَ لا؟ وكأن قولي يترجم ذلك المشهد البهي:
|
وزاره الشيب إكراماً لغرته |
وأي شهم مع الأيام لم يشب؟! |
يجمل الشيب من فوديه طلعته |
إذ حل من سامق في الكون لم يغب |
ما كنت لائمه ضيفاً سما وبدا |
في قمة المجد والعلياء والرتب |
ليهنأ الشيب ما قد نال من شرف |
أن حل في قمة الأفلاك والشهب |
وتلك هي الفضائل والمحامد تسمو إلى أعز مكان وأشرف موضع وعلى حد قولي:
|
هو المجد لا يبقى سوى في أرومة |
توارثت الأمجاد كهلاً إلى شبل |
أقول هذا وما قلت غير الحق ومن يعرف، يعرف أني وكما قلت:
|
وما كنت مداحا ولست مداهناً |
ولكنني للحق ما عشت قائل |
إذا لم أكن في الحق أصدع صادقاً |
فلا حملت مني اليراع الأنامل |
وكيف لا ؟ وتلك شيمة العربي يوم أن كان في الجاهلية، وماذا عساه أن يكون وهو العربي المسلم؟ ! إلا أن يقول الحق ولا يداهن، ولولا ذكر الفضائل ونسبتها إلى أهلها وما خلده الشعراء والخطباء في أقوالهم عمن يستحق ذلك ما وصل إلينا ما نقرؤه من فضائل العرب بخاصة والمسلمين بعامة، بل كيف لا ؟ والحديث عن أحد ولاة الأمر وهو من عرف - وكلهم كذلك ممن عرفنا - بصدق العزيمة وقوة الشكيمة، وأصالة الإباء، وقوة المراس، وجميل الأخلاق، وكريم الصفات كل هذا في ابتسامة لا تفارق ذلك المحيا الكريم ومتى رؤي سلطان غير مبتسم؟ وعلى حد قولي:
|
جمعت إلى حسن الخلائق قوة |
وشدة بأس الضيغم المتأجج |
إذا حل في أرض سقى الغيث كفه |
بما تستقي منه العباد وترتجي |
كريم محيا، خيره متدفق |
على وفق شرع الله في خير منهج |
|
وأكرم من سحاب عام محل |
صفات تحيي المجد التليدا |
بها يحيا القصيد وفيه تبقى |
خلوداً باقياً أبداً أبيداً |
وبحق فلقد طال الانتظار والمشاعر ترافق سموكم هنالك في رحلتكم وفي الجو حال أوبتكم، وما أطولها مدة وكما قلت:
|
شهور بدت وقعاً على غربة النوى |
سني عجاف غير أن لنا صبرا |
صبرتم عليها غربة مثل صبرنا |
على بعدكم حتى كسبنا بها الأجرا |
وتم بحمد الله أن عدت طيباً |
لقاء محبيك الذي أعقب البشرى |
ولذلك تضاعفت الأشواق واشتد الحنين وسموكم في الجو عائد إلى بلده المقدس وشعبه الوفي، ثم ما كان من ذلك اللقاء الأبوي الأخوي الذي لا يستطيع البيان أن يصفه حين استقبل سموكم فيه خادم الحرمين الشريفين الملك- عبد الله بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وذلك الجمع المهيب من أمراء وعلماء ووزراء ووجهاء وأكابر ولو يتسع الموضع لرأينا الملايين شاهدة حافلة وعلى ذلك المشهد يقع قولي:
|
تلاقت بنا الارواح قبل لقائنا |
لقاء كريم هاج ما الصدر كاتمه |
فلا تنكروا حب الكبير فإنه |
إذا حن هاجت للخلي روازمه |
|
وأبلغ ما يكون الشوق يوماً |
إذا دنت الديار من الديار |
وأصدقه حنينا حين يبدو |
إذا قرب المزار من المزار |
وبحق فإن ذلك اللقاء ومشهده أبكى المحب وأشجى الأبي، بكاء محبة وشجو اشتياق، وعلى حد قولي:
|
أحاديث ما بين القلوب إذا التقت |
دموع محب وانتحاب حبيب |
ولا غرو إذ يبكي الكريم محبة |
ولا عجب أن يشتاق كل لبيب |
بل وكأني بكل نفس كريمة من أطياف هذا الشعب الوفي تنشد معي من قولي مرددة:
|
تلألأت بهجة الأرواح تغمرها |
جذلى وثغر الدنا في الأنس يبتسم |
وقال كلٌ - ولو أسمعتها - فرحاً |
إلى أعاديك يا سلطننا الألم |
في القول والحال ما قالوه شاهده |
تلك الألوف وهذا الحشد والأمم |
ما طبت إلا وطاب الكل يا أمل |
لمرتجيه ويا ركن ويا علم |
سلطان حييت يا سلطان عزتنا |
ما أنت إلا ونحن الروح تلتحم |
أبٌ، أخٌ، أنت رب الدار عامرة |
ونحن أضيافها والجند والخدم |
وبحق فما كنت بالناسي ولا الجاحد لسموه مكرمتين طوق بهما عنقي وما استرقت الأحرار بأكرم من ذلك، واستأذن أبا الطيب حين قال -
|
وما قتل الأحرار كالعفو عنهمُ |
ومن لك بالحر الذي يملك اليدا |
|
وما ملك الأحرار كالذب عنهمو |
على غيبة فيها استطال لئيم |
سأرسلها في آخر الليل دعوة |
وربك في صدق الدعاء كريم |
يجازيك خيراً مثلما أنت أهله |
جزاء إلى يوم الحساب يقوم |
وهاتان المكرمتان: الأولى، خطاب وجهه إليّ سموه يحفظه الله يفيض ندا وأريحية ونبلاً وتواضعاً وكرماً برقم 1-1-1-4158 في 3-11-1418 هـ جاء بما أثلج الصدر وغمر النفس بالبهجة، وقد نشر ضمن مقالتي (من نفحات صبا الزلفي إلى مقام سموكم الكريم) في 17-1-1419 هـ فقلت عن ذلك الخطاب الكريم:
|
خطاب تشم الروح عطر نسيمه |
وترتع فيه العين في خير مرتع |
وجدت به ما تطلب النفس بعضه |
وزالت به الأسقام من كل موضع |
كأن به ريا القميص يسوقها |
برياه في ذوق وشم ومسمع |
وكيف لا أقول، وسموه نبراس هداية وغوث مستغيث، ونطاسي أسى، وشفاء محب، وكما قلت:
|
هو الخير من أي الوجوه، وفيضه |
لعمرك يزري بالسحاب الهواطل |
وثانية المكرمتين: أنه وحين أثيرت ضدي زوبعة مختلقة وجاء مريد السوء بي منكرا الحقيقة وناسباً إليّ خلاف الحق رافعاً الأمر إلى سموه وكان قادراً بكلمة واحدة أن يضر بهذا المشتكى الغائب، لولا الواقعية والأناة والتثبت والأمانة والصدق والديانة وأنه لا تأخذه بالله لومة لائم كثر العدد أو قل، ارتفعت الأصوات أو خفتت، أوجب عليه هذا وكما يرى - وهو بن عبد العزيز - وجوب قول الحق غير مداهن لأمر أو مجامل فيه ليعلم من لا يعلم، حين سأل المشتكين قائلاً، ما قاله عبد العزيز، أصحيح أم غير صحيح ؟ ! فإن كان ما قاله صحيحاً فكونوا معه وإن كان ما قاله غير صحيح فردوا عليه في الجريدة ! فما كان منهم إلا وأن انصرفوا، فأوضح الله الحق أمام خادم الحرمين الشريفين الملك- عبد الله بن عبد العزيز بما حفظه له التاريخ، وسيحفظه له طالما عجلة الزمان دائرة والأجيال متعاقبة وسيبقى وساماً يعطر سيرتي، وتاجاً أحمله على رأسي حتى أوارى جدثي ثم إلى ولدي من بعدي، بما تضمنته تلك الكلمات الأربع المعجزة التي تقصر دونها البلغاء، وتعجز عنها الحكماء فله مني خالص الولاء وصادق الدعاء وعاطر الثناء.
|
ولأعود للحديث عن سموه الذي أراه يشرف قولي كما يشرف قارئه، وشهود الحق في خلقه، هذا يعالج مبتعثاً، وهذا يعالج في مستشفيات المملكة، وهذا يدعم بما يصلح حاله، وذاك تدرس أوضاعه، وذلك له مخصصه، وهلم جرا، كل هذا وغيره الكثير مما أجمع عليه الجميع على حساب سموه الخاص، غير ما يبذله سموه للعلم وأهله ولكل ما يتطلب دعما لنمو هذا البلد في شتى المجالات، بل وما يبذله خارج البلد من إقامة مشاريع تنموية اجتماعية، أقول هذا ومن لم يقل كلمة الحق فهو شيطان أخرس، ومن قال غير الحق فهو مفتر، ومن لم يقر به فهو معاند، ومن أنكر الواقع فهو مكابر، ومن لم ينسب الفضل إلى أهله فهو لئيم، ولا أسوأ من صفة جاحد الفضل وهو يعرفه، ولله في خلقه شؤون !! ولي في هذا:
|
عليّ مقال الصدق في كل موقف |
ولست أبالي باللئيم يفند |
فإما حسود حاقد متلجلج |
وإما كفور للفضائل يجحد |
طباع ولو تخفى لعمرك إنها |
على قسمات الوجه تبدو فتشهد |
وإن محبة خادم الحرمين الشريفين الملك- عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وعموم ولاة الأمر في هذا البلد لهي من أوجب الواجبات فيما يتطلبه الأمر من الحقوق القائمة بين الراعي والرعية، وهي وصية الأوفياء إلى أبنائهم، والأمناء إلى أحفادهم وعلى حد قولي:
|
على ذاك أبقى ما حييت فإن أمت |
عهدت بهذا للبنين وذا عذري |
بل وعلى حد قولي من رسالتي المنصفة المرفوعة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله:
|
على ذاك أوصاني أبي وأبو أبي |
وجد أبي والأكرمون العباقر |
وإن الذم والهلكة في مخالفة هذه الصفات، وكيف يقع؟ ! ونحن اسرة واحدة الحاكم والمحكوم، قامت صلاتها على الدين والتواصل والتربية والتراحم، والانتماء الواحد وطناً وديناً وعنصراً وعلى حد قولي:
|
وراع ومرعيٌ بدا الوصل بينهم |
كما هو للأولاد حباً لوالد |
إذا ما اشتكى شخص مصاباً رأيتهم |
لأرحامهم جاؤوا على قلب واحد |
وفي هذه المناسبة الكريمة والعزيزة على كل نفس شفاء سمو ولي العهد الأمير- سلطان بن عبد العزيز وعودته إلى وطنه ومحبيه جاءت هذه القصيدة (لرؤياك شوقاً).
|
لرؤياك شوقا تاق في الربع آهله |
فأشرق مسرورا تغني بلابله |
تحاكي ابتسامات الرياض تهللا |
محياك يا من أسعد الكل نائله |
قدومك غيث بل هو الخير جنة |
يجن بها من تعتريه نوازله |
فحياك رب الدار والدار والهوى |
وحياك خير لا تجف مناهله |
وحياك شعب بل وحياك وافد |
وحياك من في الخير يرغد آمله |
وحيتك منا دعوة ظهر غيبها |
يجود بها من لم يخب - قط - سائله |
تماثل في الإشراق ثغرك باسما |
وكفك بذلا أخجل الغيث وابله |
أيادٍ ولو عددتها ورصدتها |
لأعجز ذا الأقلام ما أنت فاعله |
أجل إيه يا سلطان والحب شاهد |
وكم حملت شوق المحب رواحله |
ولو أن ما في القلب يأتيك مرسلا |
لعطرت الآفاق حبا رسائله |
أبا خالد أولاك ربك نعمة |
يموت بها مَنْ حقده اليوم قاتله |
فما ضعضعت منه الحوادث جانبا |
كأيوب إذ نادى وذو الضر حامله |
أطل بوجه مشرق غير آبه |
بما مسه والجسم في السقم ناحله |
فما غيرت منه المصائب بسمة |
تعز على من لا أراه يشاكله |
كسبت من الأسقام أجرا ومغنما |
وصحة جسم لا سقام يداخله |
وقاك وأبقاك الكريم معمرا |
كما عمرت فوق الأديم أطاوله |
أسلطان إن المدح دون مقامكم |
ومن يملك الوصف الذي قد يقابله؟ |
يعطر شعري أن سلطان رمزه |
وقد خان مقصود الثناء مجامله |
وكيف ولا أثني بما هو أهله؟! |
وقد أجمعت تثني عليه محافله |
حواضرها تثني ومثل ثنائها |
تقوم اتفاقا في الثناء قبائله |
ولو لم يكن منها الثناء تشرفا |
لأثنت على شخص الكريم شمائله |
طلوعك فينا طلعت البدر زاهيا |
سيبقى على الأزمان تروى فضائله |
تلقتك آساد لو الأمر نخوة |
لذل لها من كل ما خيف كاهله |
تقدمها من فيك يعلن حبه |
وأنت له فيما أحب تبادله |
تعانقتما أوفى التعانق مشهدا |
يلوح به من صادق الحب كامله |
لقاء لعمري لا يماثل هيبة |
قديما ولا في حاضر ما يماثله |
ولو أفصحت تلك الجموع بحبها |
لضاقت به جرعاؤه ومسايله |
لك الله كم هيجت للحر كامنا |
يشاغله رغما على ما يشاغله |
فلو أنه يعطى المحب مراده |
لجاء بما قامت عليه أوائله |
فداؤك منا من يعز وجوده |
ومن سطرت صدق الحديث أنامله |
ونصحك من أوليته النصح معلما |
لنبقى على النهج السوي نواصله |
وكيف وقد ذبيت عنه خصومه |
فأسكتهم في موقف قام حابله |
تحيّن أني غائب متربصا |
فجرأ عير القوم أن غاب صاهله |
فلست بناس قولك الحق معلنا |
وقد نال مني ساعة الغيب جاهله |
أبينوا إذا ما كان أخطأ منهجا |
وإلا فقولوا مثلما هو قائله!! |
يقولون عني غير ما كنت قلته |
ألا غالت الكذاب منا غوائله |
ومات عدو الحق غيضا بعزكم |
على شر حال مثلما مات باطله |
وهنا وإنه من الوفاء لأهل الوفاء وجوباً وفي هذه المناسبة الكريمة أن نذكر الوفاء لأهله وإن لم يكونوا بحاجة إلى ذكره وعلى قاعدة أهل الوفاء ولولا ما يعقبه الوفاء ما خلد بيننا ابن مامة والسموأل ولا الطائي وابن جدعان وغيرهم ممن اشتمل الوفاء فخلده، وأهل الوفاء ذاكرون أو مذكورون لا يباعدهم عنه جفاء ولا يقربهم إليه اصطفاء، لا يقولونه عن صاحب حبا ولا ينفونه عنه عتبا وكل من اصطنع خلاف شمائله إليها يعود، وعلى حد:
|
كل امرئ عائد يوما لشيمته |
ولو تخلق اخلاقا إلى حين |
وملازمة صاحب السمو الملكي الأمير- سلمان بن عبد العزيز لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير- سلطان بن عبد العزيز طيلة استشفائه خارج المملكة وكما هي لسموه مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد- رحمه الله-، تأخذ بنا إلى كيف تكون الإخوة الصادقة والوفاء الأصيل، بل وأقول: إن هذه الصفة السامية لتبعث في الأمة حب الوفاء والتسابق إليه وتثبت أن في الأزمنة المتأخرة من سيذكرهم التاريخ وفاء بل سيبقون مدارس، تعلم الوفاء وما هذا القول بالتزلف ولكنه الإعجاب، وأكرم من يعرف الكاتب سموه وستبقى هذه الخلة لسموه مثالا يحتذى ومثلا به يقتدى وما هذا بغريب على سموه وقد جمع المجد من أطرافه فتبوأه أرومة وخؤولة، فهو سليل الملوك، وعون الملوك، وحمال أعباء الملوك، ومستودع أسرار الملوك، ولقد كان وخلال ملازمته وصحبته تعرف حالة الأمير سلطان حال رؤية الأمير سلمان من خلال التلفاز ومن لم يصحب الشاكي مرضا لا يجد هذا ولو تألم فهو يسلو فيغفل فينام، أما من صحب فما أطول ليله وأمض نهاره وعلى حد قولي:
|
إلى متى الليل يبقى أيها الشاكي |
طولاً ؟ ! يمض فؤاد المدنف الباكي |
|
وليلة بتها لازلت أذكرها |
ولا جرت ليلة بالحزن تنسيها |
|
فبت كأن الليل حزنا لطوله |
سيبقى إلى يوم القيامة سرمدا |
ومن رافق مريضا عرف الألم: |
لعمرك ما ذاك المريض الذي اشتكى |
مريضا ولكن المريض المرافق |
إذا أن من فوق السرير تجاوبت |
له في الحنايا عبرة تتسابق |
أنهنهها بالصبر والعزم جاهداً |
لكيلا يرى مني التضعضع ناطق |
وبمثل هذه المواقف لسموه تعرف الأصالة في معدنها حقيقة لا تصنعا وكل من عرف سموه عرف هذه الخلال وسينشد معي من قولي:
|
أسلمان إن المجد صهوة شامخ |
تملكتها حتى بقيت لها مأوى |
عبرت لها مجرى الكواكب سابحاً |
وليس بلوغ المجد غايتك القصوى |
بل وحين يسأل عن أهل الوفاء ستتوجه الأنظار معي منشدة من قولي:
|
إذا قيل من ذاك الوفي توجهت |
إليك وجوه الناس فرداً إلى فرد ؟! |
بل سيقال: إن وفاء سلمان أحيا في النفوس حب الوفاء وأقول:
|
وفاؤك أحيا في النفوس وفاءها |
فحقق فيما ترتجيه رجاءها |
فأنت بها منها الجواهر جوهراً |
وأنت بها منها الضياء ضياءها |
سمات تجول الروح في صفحاتها |
إلى أن رأت حيث الوفُّي صفاءها |
وما السموأل وحين وفى بموقف كمن وفى بمواقف وأقول:
|
يقولون لي يبقى السموأل أولا |
فقلت وما كان السموأل سابقا |
لعمرك إن السبق عند كرامه |
فعال توالت لاحقا ثم لاحقا |
جدود وآباء لها السبق لم يزل |
وقد كنت منها في الشواهق سامقا |
وتكشف من لحن المقال حقيقة |
أكان كذوبا ذاك أم كان صادقا؟! |
بل، كأني بمن يقدم شيئاً من الوفاء إلى أخ أو قريب أو صاحب سيتذكر فينشد معي من قولي:
|
أسلمان هل أبقيت للناس خلة؟! |
لتذكر فيها الأوفياء سواكا |
إذا ضربوا عند الوفاء تماثلا |
تبدى لها التاريخ ثم دعاك |
وبحق فما أصعبها خلة وأثقلها محملاً، يعرفها من جرب أو قاس الأمور، وإن شكك كل غبي أو مغموز فالجواب إليه حيث أقول:
|
ولو فكر الماضون في كل موقف |
إلى حيث قال الناس ما ركبوا صعبا |
ومن خلد المجد كلاماً ليس كمن خلده فعالاً، وما أجمل ما قاله شوقي في مثل هذا المقام:
|
وما عذر المقصر عن جزاء |
وما يجزيهمو إلا كلاما |
هذا جهد المقل، وإني أسأل الله سبحانه أن يديمها محبة ثابتة وعلاقة متوطدة وأمنا مستقراً، ورغداً مغدقاً، بين الراعي والرعية، صادقين لله ولاءً ومحبةً ولكتابه تحكيماً ولرسوله وسنته اتباعاً ولولاة أمرنا نصحاً وانقياداً وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك- عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وزير الدفاع والطيران الأمير- سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير- نايف بن عبد العزيز وإخوتهم الأمناء وأبنائهم الفضلاء وأن يديم علينا جميعاً فيض عفوه وكريم نواله وهو حسبنا.
|
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
|
|