رؤية - سامي اليوسف
يحق للشبابيين أن يفخروا برئيس ناديهم خالد البلطان الذي أوجد شخصية إعلامية أكثر استقلالية لناديهم، تحديداً فريقه الكروي، وسعى بقوة إلى الدفاع والمحافظة على حقوق الشباب المكتسبة في العقد الأخير، التي جاءت من وراء حصد عدد الألقاب المحلية، إلى جانب وفرة النجوم من فئة (السوبر). البلطان انطلق من مبدأ أن الشباب قوة كبرى لا تقل عن الأربعة الكبار، التي كانت موروثاً كروياً قديماً، استبدله الرئيس الشبابي بمفهوم كروي جديد من خلال قاعدة (الثلاثة الكبار)، استنادا إلى القيم الفنية للفرق الكروية، والألقاب، والإنجازات.
ويبدو أن الرئيس الشبابي فهم قواعد اللعبة الإعلامية، وحفظ أسرارها جيداً، وانطلق من هذا الفهم العميق إلى توظيف السجال الإعلامي لتحقيق الهدف الاستراتيجي لمنهجيته في إدارة الأمور الشبابية، التي ترتكز على جعل الشباب قوة بالحفاظ على هيبته كفريق كبير، والتي لن تتحقق إلا بالحفاظ على نجومه الذين يمثلون الدعامة الحقيقية للانتصارات من جهة، وللجذب الجماهيري من جهة أخرى.
في السجال الإعلامي الأخير استطاع بذكائه توصيل رسائل واضحة ومحددة، واضحة لخصومه ومنافسي الشباب بأن ناديه بات يمثل ثقلا نوعيا مهما على خارطة الكرة السعودية وجغرافية المنافسة والبطولات، ومحددة بأنه لن يقبل المساس بشخصه أو حقوق ناديه والاقتراب من نجومه الذين يرغب في إبقائهم شبابيين على طول الخط. كسب البلطان الجولة، وحقق انتصارا إعلاميا، أعقبه بانتصار فني على أرض الملعب، وعندما نقول البلطان فإننا نعني أولا وأخيرا نادي الشباب الذي نختصره بشخصه؛ لأنه الرئيس. لم يكتف الرئيس الشبابي بنصره، بل أضاف عليه نصرا آخر بإعلانه التوقف عن الدخول في سجالات إعلامية مجددا، وجاء هذا الإعلان في التوقيت المناسب؛ لكي يضفي على إدارته للأمور صفتي الحسم واختيار التوقيت المناسب لقراراته، وهذا أحد فنون الإدارة؛ ليكسب التقدير والاحترام. ولعلنا نجدها فرصة سانحة بأن يمضي قدما في قراره ويتفرغ بل ويركز أكثر من أي وقت مضى على فريقه وتنمية قوته وتقييم عمل الفترة الماضية وترميم ثغراته مع اقتراب فترة التسجيل الثانية؛ تحسبا للاستحقاقات المقبلة التي يقف على رأسها المعترك الآسيوي. إن بقاء نوعية أمثال الرئيس الشبابي على رأس العمل الإداري في الأندية يعدّ إضافة نوعية، سوف تسهم في جوانب إيجابية لنوعية العمل والاستثمار ولاسيما ونحن نسير في طريقنا نحو الخصخصة التي تحتاج إلى عقول وأموال، والأهم العقول التي توظف الأموال لمصلحة الكرة والرياضة السعودية.