في وقت واحد يتواجد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ومبعوث الرئيس أوباما للسلام في الشرق الأوسط السناتور جورج ميتشل في فلسطين لتحريك عملية السلام.
رحلات المسؤولين الأمريكيين سواء شملت نائب الرئيس أو وزيرة الخارجية وتردد ميتشل على المنطقة أصبحت من الأشياء المعتادة التي أصبح المواطن العربي والفلسطيني بالذات لا يعيرها أي اهتمام، سوى أنها مقدمة لطلب أمريكي من العرب.. أو انتزاع تنازل جديد من الفلسطينيين الذين انتزع منهم العرب والأمريكيون والإسرائيليون كل شيء ولم يبق لديهم شيء سوى أرواحهم وأرواح أبنائهم وحتى هذه يسلبها جنود الاحتلال الإسرائيليون الذين لا يمر يوم إلا ويزهقون أرواحا من أبناء فلسطين.
نعود لزيارة بايدن ونتساءل ماذا يريد من الفلسطينيين بعد أن تكفل العرب بإنجاز المهمة وأعطوا (الضوء الأخضر) لمحمود عباس لاستئناف المفاوضات مع نتنياهو، وإن (غلف) بإطار (مفاوضات غير مباشرة)..!
بايدن يحضر لفلسطين المحتلة وقبله وصل ميتشل واتجه للأراضي الفلسطينية (المحررة) وقابل محمود عباس.
الاثنان لهما مهمة واحدة وهي (إرضاء) و(تهدئة) إسرائيل فلكي ترضى إسرائيل وتهدئ من سعيها في توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية ولأن أمريكا لا تريد فتح جبهة ثالثة بعد أفغانستان والعراق في إيران تعلم أنها ستمتد إلى لبنان وسوريا وربما مناطق أخرى، فإنها أرسلت نائب الرئيس الذي يوصف بأنه حامي حمى إسرائيل في الكونغرس الأمريكي قبل أن يصبح رئيساً له إذ بموجب منصبه كنائب للرئيس يعد رئيساً للكونغرس فهو صديق لا يشك في ولائه لإسرائيل ولهذا فإن نتنياهو يسمع له ويتقبل هداياه التي ذهب ميتشل لتجهيزها على حساب الفلسطينيين فمبعوث (السلام) المسلح ب(الفتوى) العربية باستئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية سيقنع محمود عباس بأن يكون مرناً مع نتنياهو، رغم أن الأخير يواصل توقيع أذونات بناء المستوطنات وتوسيعها..!!
jaser@al-jazirah.com.sa