(الجزيرة) - عبدالرحمن المصيبيح:
رعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس الحفل السنوي الرابع لجمعية الناشرين السعوديين وذلك بمركز الملك فهد الثقافي وبحضور عدد من المثقفين والناشرين وضيوف معرض الكتاب والإعلاميين ومدير مركز الملك فهد الثقافي الأستاذ عبدالرحمن العليق.
وقد بدئ الحفل بآي من الذكر الحكيم بعد ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام د.عبد العزيز محيي الدين خوجة كلمة رحب فيها بالحضور. قال فيها: يطيب لي أن التقي بكم اليوم في مناسبة سعيدة تنظمها جمعية الناشرين السعوديين لتكريم عدد من المؤسسات الثقافية أسهمت في نشر الكتاب وتوزيعه. وأبرز معاليه أهمية هذه المناسبة قائلاً: إنها تأتي متضامنة مع معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يجسد حجم الحراك الثقافي في المملكة وتضافر جهود المؤلف والناشر في نشر الثقافة في الداخل والخارج.
وأشار إلى اهتمام الدولة بنشر الكتاب وتوزيعه فقال معاليه: وكذلك الاهتمام بالمثقف ولا أدل على ذلك من رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمؤتمر الناشرين العرب الأول ولمعرض الكتاب الدولي ووزارة الثقافة والإعلام من جانبها تدرك مدى أهمية ما يقوم به الناشرون من جهود مشكورة لإيصال الأفكار والأحاسيس والمشاعر لرواد العلوم والمعارف.. والثقافات وهي في هذا السبيل تسعى جاهدة لتكون حلقة وصل قوية بين المثقف والناشر فيما يضمن نشر المعرفة وانتشارها.
وأكَّد معاليه اهتمام الوزارة بحقوق الناشرين والكتّاب والأدباء وهي محط اهتمام منسوبي هذه الوزارة. وقد ترجم هذا الاهتمام في إجراءات رقابية ومتابعات ميدانية حققت أفضل النتائج قدرها الآخرون وأسهمت في رفع اسم المملكة من قائمة الدول غير الملتزمة بالملكية الفكرية ومن بينها حقوق المؤلف وهذا صدر قبل أكثر من أسبوعين.
ومضى معاليه قائلاً: في كلمته: في الوقت الذي نسعى فيه إلى قيام صناعة نشر متكاملة نأمل من القائمين على هذه الصناعة القيام بدورهم كاملاً وتشجيع المؤلفين والكتّاب وتقديم التسهيلات والدعم الفني والمادي لهم. لتبقى حركة النشر سائرة في خط مستقيم يوصلها إلى مستويات منظورة مليئة بالعلم والمعرفة. وعول معاليه آمالاً كبيرة على المؤسسات الثقافية وقال: إننا نعوِّل كثيراً على المؤسسات الثقافية والصحفية والبحثية في القيام بدورها في هذا الشأن من دعم صناعة النشر والناشرين.
مستشهداً بذلك بمركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية من دعم في هذا الاتجاه ما يشكل نموذجاً الأحرى أن يتبع. وقدم معاليه في ختام كلمته شكره لجمعية الناشرين السعوديين ورئيسها الأستاذ أحمد الحمدان على إتاحة الفرصة، كما أنني أجدها مناسبة طيبة لأقدم له التهنئة بمناسبة تجديد انتخابه في عضوية اتحاد الناشرين العرب كنائب للرئيس، كما أشكر المكرمين على ما قدموه من جهود في خدمة الثقافة. بعد ذلك ألقى رئيس جمعية الناشرين السعوديين الأستاذ أحمد بن فهد الحمدان كلمة رحب فيها بمعالي الوزير والضيوف. وعن سرور سعادته بما تناقلته وكالة الأنباء والصحف العربية والعالمية عن الإنجاز الوطني الكبير في مجال الحماية الملكية الفكرية الذي أثمر عن إزالة اسم المملكة العربية السعودية من قائمة مراقبة تصنيف الدول حسب مستوى حماية الملكية الفكرية، فتحية إجلال وإكبار للذين بذلوا جهوداً جبارة في مجال الحماية الفكرية وهنيئاً للوطن على هذا الإنجاز الذي سوف يكون له الأثر الأكبر في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية ويختص بنمو ثقافة الملكية الفكرية في مجال التجارة العالمية وبراءة الاختراع ودورها المتزايد في الاقتصاد العالمي.
وتناول الأستاذ الحمدان نهج جمعية الناشرين السعوديين وقال: لقد دأبت جمعية الناشرين السعوديين على أداء واجبها الوطني في تشجيع الحراك الثقافي في الساحة الوطنية إيماناً منها بالدور الحقيقي الذي يجب أن تؤديه تجاه المثقفين والناشرين والتعريف بالنهضة الثقافية التي تعيشها المملكة العربية السعودية تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز.
لقد أخذت الجمعية على عاتقها كل عام تكريم مؤلف ومثقف سعودي كان لهما دورٌ بارزٌ في المنشط الثقافي بالتأثير في الساحة الثقافية السعودية، وكذلك تكريم معرض له دور في نشر الثقافة في هذا القطر ونقل ما توصل إليه العالم من أحدث الإصدارات العلمية والثقافية في تظاهرة ثقافية مميزة وتكريم مكتبة عامة سعودية لها دور مميز في خدمة أبناء هذا الوطن الغالي وكذلك دار نشر سعودية مميزة ساهمت في التنمية الثقافية والنهضة العلمية التي تعيشها المملكة. وكذلك تكريم من كان لهم أيادٍ بيضاء في خدمة جمعية الناشرين السعوديين في أداء رسالتها تجاه الوطن والناشر والقارئ في المملكة العربية السعودية.
وتطرق الأستاذ الحمدان إلى التعاون بين الجمعية ووزارة الثقافة والإعلام وقال: إن هذا التعاون تجاوز حدود خدمة الناشر السعودي ليصل إلى الناشر العربي وما منح خصم 20% لعضو اتحاد الناشرين العرب في معرض الرياض إلا دليل واضح وجليل على هذا التعاون الذي لم يسبق إليه في أي قطر عربي.
كما تناول مجال التعاون مع وزارة التعليم العالي في عدة مجالات.
وقدم الأستاذ الحمدان في ختام كلمته الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على دعمه واهتمامه بالناشر السعودي وجمعية الناشرين السعوديين ومساعدتها في أداء رسالتها في الداخل والخارج للتعريف بالنهضة الثقافية التي تعيشها المملكة في ظل خادم الحرمين الشريفين ونوّه في كلمته بالنشاط الذي تشهده مدينة الرياض من نشاطات ثقافية كبيرة.
فيلم تعريفي للهزاع
بعد ذلك شاهد الجميع فيلماً وثائقياً عن حياة ومسيرة الأستاذ عبدالرحمن الهزاع مدير إدارة الإعلام والمستشار بوزارة الإعلام. أعقب ذلك كلمة الأستاذ عبدالرحمن الهزاع رحب فيها بمعالي الوزير والحضور والضيوف، وأبرز في كلمته اهتمام الدولة بالنشر وخير دليل على ذلك مؤتمر الناشرين العرب الذي احتضنه مركز الملك فهد الثقافي وهو المؤتمر الأول من نوعه. وأشاد بالتعاون مع جمعية الناشرين السعوديين في عدة مجالات وقدم في ختام كلمته شكره لمعالي وزير الثقافة والإعلام على حضوره ورعايته لهذه المناسبة وكذلك جمعية الناشرين السعوديين.
بعد ذلك ألقيت كلمة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون السيد بدر سيد الرفاعي ألقاها نيابة عنه الأستاذ أحمد العبيدي رحب فيها بمعالي الوزير والحضور.
كما قدم شكره لتكريم معرض الكويت للكتاب وهذا التقدير والاهتمام محل الاهتمام كما قدم شكره لجمعية الناشرين السعوديين.
بعد ذلك ألقى الأستاذ محمد بن عبد العزيز العقيل الملحق الثقافي بسفارة المملكة في جمهورية مصر العربية كلمة رحب فيها بمعالي الوزير والحضور وقال: في الحقيقة أن مشاركة المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية وفي المعارض والمؤتمرات والفعاليات الثقافية ومن ضمنها معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي وصل ولله الحمد إلى المستوى المأمول الذي يعد إن شاء الله من حيث التمثيل مشرفاً للثقافة السعودية من خلال دور النشر المشاركة ومن خلال الجهات الحكومية التي شاركت في معرض القاهرة الدولي. وأبرز العقيل دور الملحقية الثقافية السعودية في القاهرة في هذه المناسبة.
بعد ذلك ألقى الدكتور علي الصوينع مدير عام مكتبة الملك فهد الوطنية كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بمعالي الوزير والضيوف وأبرز في كلمته إنجازات وعطاءات مكتبة الملك فهد الوطنية ودورها الكبير في الحراك الثقافي والحفاظ عليه. وتناول نشأتها وبداية انطلاقتها. وقال: إن من أهم مهام مكتبة الملك فهد الوطنية التي تتميز فيها عن المكتبات الأخرى حفظ الإنتاج السعودي وتوثيقه وخدمة الباحثين. وأمور أخرى تناولها الدكتور الصوينع عن مكتبة الملك فهد الوطنية.
كلمة رئيس التحرير
بعد ذلك ألقى رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) الأستاذ خالد المالك كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بمعالي الوزير والضيوف وقال في كلمته: اسمحوا لي في البداية أن أعبّر عن خالص تقديري وامتناني لجمعية الناشرين السعوديين على اختيارها لي ضمن هذه الكوكبة من المكرمين وجميعهم أعلام في الثقافة والإعلام والنشر. ثم ثانية أنا سعيد أن أكون مع هذه الصفوة من المدعوين في حفل جميل تستضيفنا فيه جمعية تُعنى بالنشر وتهتم به وتحقق فيه خطوات سريعة في تألقها ونجاحها، ضمن تقديرها لأهمية النشر وما يقوم به شخص أو مجموعة أشخاص من إعداد وإنتاج وتسويق للكتب والمجلات وغيرها من المطبوعات. وعندما نتحدث عن النشر فينبغي أن نعود إلى التاريخ ونتحدث عن اختراع الكتابة وأدواتها والطباعة وتاريخ صناعة الكتاب ضمن عناصر أخرى كثيرة وضعت في خدمة المعرفة والثقافة والعلم. وقد تطلب هذا كلّه إنشاء المكتبات والمطابع ودور النشر والاتحادات والجمعيات المهنية التي تهتم بتنظيم وحماية الحقوق لكل من له جهد وعلاقة بأي من هذه المطبوعات وما زال العالم يتطور ويكبر ويقدم الكثير من المبتكرات للاختراعات والمستجدات ضمن تغير شامل لكل ما له علاقة بنظام النشر، فقد اقتحمت هذا العالم السحري أدوات جديدة من التقنية المتطورة كالطباعة وتخزين المعلومة وسرعة التوصل إليها مع ابتكارات أخرى للأرشفة ومجالات التوزيع واقتناء الكتاب في قرص صغير. فنحن إذاً أمام تطور تقني سريع ومذهل ربما قادنا إلى العجز عن مسايرته ما لم تكن مخرجات التعليم في بلادنا موظفة لاستثمار هذا اللون من المعرفة وهذا النوع من التقنية في تعليمنا.
وإن أسلوب النشر وإمكاناته المتواضعة في بلادنا وبأسلوب إدارته والتعامل معه لا يمكن أن يواكب أو يتناغم مع متطلبات المرحلة ولن يكون باستطاعته أن يتعايش أو يتفاعل مع بيئة علمية متطورة يجهل كل منا أسرارها وخفاياها.
ومضى الأستاذ المالك في كلمته متناولاً النشر وقال: إن موضوع النشر موضوع مهم ولا غنى لأي منا عن التعامل معه وحسناً فعلت وزارة الثقافة والإعلام حين قامت بالترخيص لجمعية تُعنى بالنشر والناشر بعد سنوات من الانتظار والترقب والتأمل. ولا شك أن قبول صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل لقبول الرئاسة الفخرية لهذه الجمعية وهو المثقف والمهتم بكل ما له صلة بالنشر قد أضاف إلى الجمعية قيمة معنوية وبعداً في الثقة بنجاحها خلال مسيرتها القادمة. وأبرز الأستاذ المالك أن رعاية معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز محيي الدين خوجة لهذه المناسبة يؤكد أن جمعية الناشرين السعوديين تسير على الخط الصحيح ولا أدل على نجاح مسيرة الجمعية وانضمامها إلى اتحاد الناشرين العرب واختيار رئيسها الأستاذ أحمد الحمدان نائباً لرئيس اتحاد الناشرين العرب وعضويتها ولو بالانتساب لاتحاد الناشرين الدوليين وقيامها بتنظيم مؤتمر لحماية الملكية الفكرية بحضور عدد من المتخصصين من جميع الدول العربية والأجنبية.
وكل من تابع مسيرة جمعية الناشرين السعوديين لاحظ نجاحها بدليل حصولها من وزارة الثقافة والإعلام على تخفيض 20% لجميع الناشرين ممن ينتسبون لاتحاد الناشرين العرب المشاركين في معرض الرياض الدولي للكتاب ومن وزارة التعليم العالي على اشتراك الناشرين السعوديين مجاناً في معرض القاهرة الدولي للكتاب وهذا جهد مقدر ويحسب للجمعية ضمن إنجازاتها في خدمة الناشرين السعوديين والعرب أن 95% من الكتب التي تصدر في دول العالم هي باللغات والإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية. بينما تنضم اللغة العربية إلى أربعة آلاف لغة أخرى لأخذ حقها في 5% المتبقية وهو ما يعني أن أمام اتحادات وجمعيات الناشرين في الوطن العربي ومنها جمعية الناشرين السعوديين مسؤولية كبيرة لخدمة اللغة العربية والنشر العربي من خلال تشجيع إصدار الكتاب بلغة القرآن وهي اللغة العربية، وربما تطلب هذا الأمر مزيداً من الإجراء نحو تحقيق الرقابة على الكتاب المطبوع وهو ما يعني أن على الاتحادات والجمعيات المعنية بالنشر ومن بينها هذه الجمعية أن تنسق مع الجهات ذات العلاقة وتتفاهم معها على إعطاء شيء من المرونة في الرقابة والإجازة لتسهيل وصول الكتاب المطبوع باللغة العربية إلى القارئ، لأن البديل إذا لم يحقق هذا، لجأ القارئ إلى شبكات المعلومات التي تفتح الكثير من المعلومات وتحتفظ في موقعها بأرشيف كامل عن أي معلومة تبحث عنها.
أشكركم جميعاً على هذا الإصغاء.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك ألقى الدكتور عبد الله الماجد مالك دار المريخ للنشر كلمة رحب فيها بمعالي الوزير والحضور وقدم شكره لجمعية الناشرين السعوديين على اهتمامها بدار المريخ للنشر الذي بلغ عمرها حتى الآن 33 عاماً من خلال خطة لم يسبق لها مثيل وهي نشر الكتب العلمية الأكاديمية المحكمة. موضحاً أن مجموع ما نشرته دار المريخ حتى الآن وصل إلى 566 عنوانا في مختلف المعارف والكتب المترجمة بينها حوالي 46% من هذا الإنجاز والباقي مؤلف وأمور أخرى تناولها في كلمته. بعد ذلك ألقى الدكتور أبو عبدالرحمن محمد بن عُمر بن عقيل الظاهري كلمة رحب فيها بمعالي الوزير والحضور.. دعا الله في كلمته التوفيق والسداد والقبول والاستقامة إلى أن نلقى الله راضياً عنا لكل من حضر واستمع وكرم أو كرّم من الناشرين وأخص بذلك معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة نعم الرجل في التشجيع وأخذ بيد الناشر والقارئ معا وعرفته سفيراً في أكثر من بلد مكرماً بالبشاشة وآداب الضيافة، ثم جاءنا وزيراً ليحوّل فروع الثقافة إلى خلية نحل، موجود في كل مناسبة.
ومضى أبو عبدالرحمن في كلمته متحدثاً عن مسيرته ونشأته المباركة وعطاءاته الكبيرة ومساهمته الرائعة من خلال مؤلفاته.
تسليم الدروع للمكرمين
بعد ذلك تفضل معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة بتكريم المكرمين وتسليمهم الدروع وهم: الأستاذ عبدالرحمن الهزاع المستشار والمشرف على إدارة الإعلام الداخلي، والمستشار والملحق الثقافي بسفارة المملكة بجمهورية مصر العربية الأستاذ محمد بن عبد العزيز العقيل، والأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة)، ومعرض الكويت الدولي للكتاب وتسلّم الدرع الأستاذ أحمد العبدي، ومكتبة الملك فهد الوطنية وتسلّم الدرع د.علي الصوينع ودار المريخ وتسلّم الدرع الدكتور عبد الله الماجد مالك الدار.
كما قدمت جمعية الناشرين السعوديين درعاً تذكارياً لمعالي وزير الثقافة والإعلام.
بعد ذلك شرّف الجميع حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة.