عاماً بعد عام تمتزج أسمى المعاني والقيم لهذه البلاد المباركة النابعة من دينها الإسلامي الحنيف وعاداتها وتقاليدها بالإضافة إلى تراثها الشعبي الذي لا يزال متجلياً وحاضراً في أروع وأجمل المناسبات السنوية السعودية «مهرجان الجنادرية» بدعم كريم من الوالد القائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسدد خطاه والذي نقل هذا المهرجان من كونه مهرجاناً محلياً إلى مهرجان من أضخم المهرجانات العالمية، وبحضور وتواجد العديد من الشخصيات من مختلف دول العالم وبتغطية إعلامية واسعة..إن مهرجان الجنادرية في دورته الخامسة والعشرين يجسد معنى رائعاً وروحاً زكية تنبع من أصالة هذا البلد المعطاء والذي بالرغم مما شهدته هذه البلاد من تطور ونهضة عمرانية وتقنية ظل متمسكاً بمورثه الثقافي والتراثي صامداً شامخاً طوال هذه السنين بجهود رجال عملوا وكافحوا بجهد جبار ومميز وبشكل احترافي من خلال العديد من اللجان وذلك من أجل الاستمرار والمحافظة على هذا الموروث.إننا عندما نذكر هذا الحدث فإنه لابد لنا أن نتجول بداخله ونغوص في أعماقه لكي نعيش أجواءً مختلفة ونمر بالعديد من الأنشطة الرائعة، ومن ضمن فعاليات المهرجان مسابقة القرآن الكريم، والسنة النبوية وندوات ومحاضرات تاريخية وأدبية وثقافية، وهناك نجد معرضا للكتاب وفي جانب آخر نجد حضوراً للفن يتلألأ من خلال أنشطة الفن التشكيلي بالإضافة إلى العديد من الفعاليات التراثية والحرف اليدوية والشعر.إن هذا التكامل الرائع بين كافة أنشطة المهرجان جعلت المهرجان فعلاً يستحق الزيارة والاهتمام لما سيعود على كافة زائريه بفوائد متنوعة يصعب ويندر أن نجدها في مهرجانات أخرى فمهرجان الجنادرية لم يعد مجرد مهرجان تراثي فحسب، بل هو تجسيد للروح الاجتماعية والترابط والتلاحم لهذه البلاد، كما أنه أصبح مهرجاناً سياحياً ترفيهياً يستقطب العديد من الزوار من داخل المملكة ومن خارجها متفاعلين ومستمتعين بروعة فعالياته وأنشطته، وإلى جانب كل ذلك نجد الأهمية الاقتصادية التي حضرت في هذا المهرجان من خلال أحداثه المتنوعة، إضافة إلى الأنشطة التجارية المصاحبة له.
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية الدعوة والإعلام