استطلعت (الجزيرة) آراء بعض الخبراء وقراءاتهم لتوصيات المنتدى الذي اختتم فعالياته أمس، بمنتجع كانكون بالمكسيك، وقالت منهوش أرسنجاني المدير السابق بالأمم المتحدة لـ(الجزيرة): إن منتدى الطاقة الدولي صار مهماً؛ لأنه أوجد الحوار الذين يجمع بين المنتجين والمستهلكين، بهدف تعزيز الشفافية، وبينت أن حضور جميع القوى الاقتصادية الرئيسية في العالم كان له دور مهم وفاعل في هذا المنتدى, حيث جمع دولاً تمثل ثقلاً اقتصادياً كبيراً كالصين والولايات المتحدة؛ باعتبارهما من أهم الدول المستهلكة للطاقة، وكذلك المملكة؛ باعتبارها أهم الدول المنتجة للبترول.
وفي تعليقه على البيان الختامي للمنتدى قال لـ(الجزيرة) الدكتور بسام فتوح الباحث والمحاضر في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة في بريطانيا (أحد الخبراء العاملين على تقرير المنتدى): إن البيان الختامي يركز على أكثر من نقطة مهمة، منها أن منتدى الطاقة لن يتدخل في عمل منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية، وإنما سيكون مكملاً لهما، كما يركز على تفعيل دور المنتدى وضمان استمراريته.
وأوضح فتوح أن الأهم من قضية التركيز على تحديد مستويات الأسعار أن يتم تسليط الضوء على كيفية استمرار الحوار بين المنتجين والمستهلكين بهدف زيادة الشفافية ومعرفة التطور في الطلب على الطاقة وتوفير المعلومات عن العرض والمخزون، وهذا - في رأيي - قد يساعد في إيجاد حالة من الاستقرار في أسواق البترول.
وكذلك فإن التعاطي العقلاني مع أساسيات السوق يساعد في استقرار السوق بمعنى أن الحوار يساعد على بناء المزيد من الثقة بين المنتجين والمستهلكين، وهذا ينعكس بدوره على استقرار الأسواق.
وأوضح فتوح: (منتدى كانكون) هو ثمرة تفهم المنتجين والمستهلكين بأن الأسعار المرتفعة أو المنخفضة للطاقة لا تصب في مصلحة أحد؛ فالأسعار المرتفعة تؤثر سلباً في طلب النفط، وتجعل الاقتصاد العالمي يدخل في ركود, أما الأسعار المنخفضة فتضر بمداخيل الدول المنتجة للبترول؛ مما ينسحب سلباً على الاستثمارات المستقبلية في قطاع الطاقة.
وهذا جعل الدول المنتجة والمستهلكة تتفهم ضرورة إيجاد آلية لمواجهة تقلبات أسعار البترول؛ فجاء اجتماع جدة الذي عقد في عام 2008م بطلب من خادم الحرمين الشريفين؛ ليتبعه اجتماع آخر في لندن في العام ذاته، والذي بيَّن أهمية إيجاد حوار يجمع بين كل الأطراف المنتجة والمستهلكة, وهذا ما يسعى منتدى الطاقة الدولي لتحقيقه، حيث إن (أوبك) تمثل فقط الدول المصدرة للنفط، أما وكالة الطاقة الدولية فتمثل جانب الدول المستهلكة؛ وبالتالي فمنتدى الطاقة هو الطرف الوحيد الذي يجمع بين المنتجين والمستهلكين، وليستمر هذا الحوار يجب دعم وتقوية المنتدى.
وبيَّن فتوح أنه بعد الأزمة العالمية الأخيرة أصبح الاهتمام يزداد بقضايا الطاقة بشكل أكبر؛ ففي فترة التسعينيات على الرغم من أنه كان هناك اهتمام بأسعار الطاقة، ولكنها لم تكن بنفس الدرجة التي نراها اليوم؛ لأن الأسعار في ذلك الوقت كانت مستقرة، أما الآن ومع التقلبات الحادة في أسعار الطاقة فصارت هنالك حاجة إلى التحاور بين المستهلكين والمنتجين، ولا شك أن المملكة ساهمت بشكل كبير في هذا المجال؛ فأحداث الأزمة العالمية فرضت بشكل جدي فتح قنوات للتحاور والتشاور بين المنتجين والمستهلكين.