Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/04/2010 G Issue 13711
الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1431   العدد  13711
 
لقاء الثلاثاء
من أدخلنا هذا النفق؟!
عبد الكريم الجاسر

 

لا أدري من المسؤول عن تجييش الوسط الرياضي خلف قضية خاسرة ومحسومة.. وهي قضية لقاء النصر بالوصل.. فللوهلة الأولى يتضح لكل من لديه إلمام ومعرفة بكرة القدم وشؤونها أن مثل هذه القضية خاسرة من البداية.. وأن جرّ اتحاد الكرة السعودي والجماهير الرياضية خلف أوهام قلب نتيجة المباراة وتحويل الفريق الخاسر بالأربعة فائز في المباراة ومتأهل للنهائي هي أحلام بقصة وضرب من الخيال.. يعيها كل من يمتلك الرؤية والبصيرة والمعرفة بأن كرة القدم هي في الملعب والقرار الأول والأخير فيها هو لحكم المباراة.. وما دام أن حكم المباراة قرر إكمالها وإنهاءها بطريقة نظامية فإن أي محاولات يائسة بعد ذلك هي: ساء حولنا أكثر منها بحثُ عن حقوقنا وقد تمنيت ألا نظهر بهذا الجهل والعاطفة ونحن نطرح في قلب نتيجة مباراة فشلنا في الحصول على الفوز خلالها أثناء سير اللعب.. وفي الأسبوع الماضي قلت إن هذا لو حدث فهو كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بأن تدار كرة القدم بهذه الطريقة التعسفية البعيدة عن المنطق والواقع وقانون كرة القدم وأصولها وسبب حب الناس لها وتعلقهم بها.

فالكرة في الملعب فقط وما يحدث خارجه هو تعزيز ودعم ومساندة لاستمرار الأجواء والتغطية النزيهة والشريفة لممارسة رياضة حقيقية ومتى أردنا التدخل بهذه المشاكل فإننا نفقد مصداقيتنا واحترامنا وبالتالي احترام الآخرين لنا.

وهذا ما حدث للأسف فقد اكتشف المطالبون أخيراً أن التنافس الرياضي في الملعب فقط ووسط الميدان.. ومحاولات التأثير على ذلك بوسائل مختلفة باتت ضعيفة ومحرجة ومخجلة لكل من شارك بها أو سعى لها.. لأنها تؤكد أن البعض يسير وفق طريقة الغاية تبرر الوسيلة وهذا قد يكون مقبولاً من البعض وفقاً لنوعيتهم وطريقة تفكيرهم وأهدافهم.. أما أن يتبنى الجميع هذا المبدأ فهنا نقول لا وألف لا هؤلاء لا يمثلون جميع أفراد الوسط الرياضي ولأن مؤسستنا الرياضية لها من العراقة والخبرة والفهم ما يحول بينها وبين الانزلاق لمزالق عواقبها وخيمة ومسيئة مهما كانت المبررات.. ولذلك أقول حمداً لله أن الضغوط الإدارية والمؤثرات لم تحقق النتيجة المرجوة في تحويل كرة القدم لقرار وثقل وموقف لأنها عند ذلك ستكون في أيدي مبدأهم أنا ومن بعده الطوفان.. بينما نريد للمنافسات الرياضية ألا تخرج عن إطارها داخل الملعب وأن نقول لمن يفوز مبروك ولمن يخسر هارد لك..

لا بد من هزيمة السد!!

نعم يجب أن يكسب الهلال ضيفه القطري السد متى أراد تحقيق المركز الأول في مجموعته بدوري أبطال آسيا والتفرغ بعد ذلك لبطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال.. لأن مصير الهلال في البطولة الآسيوية وأعني تحقيق المركز هو الآن في المتناول بدلاً من تأجيل ذلك لمواجهة إيران أمام مس كرمان في آخر الجولات.

ففوز الهلال كما هو معروف سيمنحه المركز الأول وبالتالي يتفرغ كلياً.. للبطولة المحلية الأخيرة..

الفريق القطري الشقيق بمدربه القدير أولاريو كوزمين لن يكون سهلاً أو لقمة سائغة في فم الهلاليين.. فهو سيدافع عن حظوظه نحو التأهل وسيسعى بكل تأكيد للبقاء منافساً على البطاقة الثانية للمجموعة حتى آخر لحظة.. ما يتطلب من الهلاليين مجهوداً مضاعفاً لتجاوزه بمؤازرة جماهيرهم الغفيرة.. فما أحوج الزعيم للحضور الجماهيري الكبير الذي اعتاد الآسيويون على رؤيته في درة الملاعب وما أحوجهم لأن يكون الفريق في كامل جاهزيته وعافيته الفنية وما أحوج الفريق لأن يكون لاعبوه في قمة تركيزهم وحضورهم الذهني لأن هذا هو الطريق الوحيد نحو الاستمرار في البطولة الآسيوية بنفس القوة التي بدأ بها الزعيم مشواره.

الهلال هذا العام مؤهل للاستمرار بعيداًَ في البطولة.. لذلك فلن يكون هناك أي عذر مقبول أو مبرر معقول لأي نتيجة غير إيجابية.. مهما كانت المسببات أو العوائق.. فما صرف على الفريق وما هيئ له يجعله مطالباً باستمرار التألق وحصد النتائج والألقاب طالما أن ذلك ممكن وفي حدود إمكانيات الفريق ولاعبيه..

أما أن يتم الاكتفاء ببطولتي الدوري وكأس ولي العهد ذو النتائج والعروض الجيدة في كأس آسيا فهذه لن تكون مقبولة مطلقاً لدى الجماهير الهلالية التي تنتظر المزيد والمزيد من اللاعبين المؤهلين لتحقيق الفوز في كل مباراة بغض النظر عن المنافس ونوعيته..

ومتى أدرك الهلاليون قيمة فريقهم وإمكاناته الحقيقية فإن طموحاتهم بالتأكيد ستكون في مستوى قيمة وإمكانات الفريق وما يمكن أن يحققه مستقبلاً.. فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر طموح نجوم الزعيم تأتي النتائج!.

لمسات

خضوع الهلال لمطالبات حارسه حسن العتيبي بعد أن رفضته كل الأندية السعودية عبر قائمة الانتقال سيضعف موقف الإدارة وأمام بقية اللاعبين في الحالات المشابهة مستقبلاً فإذا كانوا يريدونه لماذا لم يحسموا الأمر قبل الوصول للقائمة وإذا لم يكونوا مقتنعين بأحقية بما يطالب به فلا يجب تلبية مطالبه والتركيز على البدلاء الشباب أو الحصول على حارس مثل جابر العامري ليكون احتياطياً للعميد محمد الدعيع حتى يجهز البدلاء.. إلا إذا كان هناك مخطط آخر غير معلن؟!

في المغرب الشقيق تم التعاقد مع مدرب منتخب أستراليا الهولندي تيم بيفارنيك للإشراف على الشباب والأولمبي والناشئين وهناك مدير إداري فرنسي للمنتخبات المغربية ويجري البحث عن مدربين في مستوى جيرتس للمنتخب الأول بهدف إحداث نقلة في كرة القدم المغربية.. في حين أوصى فريق التطوير لدينا بإسناد مهمة تدريب الشباب والناشئين لمدربين وطنيين!!

إلغاء بطاقة الدوخي التي حصل عليها أمام الأهلي إذا ما حدث فهو مجاملة صريحة للنصر ما لم تكون هناك لوائح واضحة وصريحة لمثل هذه الحالات.. وتدخل صارخ في قوانين كرة ا لقدم التي تعتبر الأخطاء جزء من اللعبة.. وهي مختلفة تماماً عن إلغاء بطاقة لاعب الهلال عبدالعزيز الدوسري أمام النصر حيث أن لجنة الحكام هي من ألغت البطاقة بعد اعتراف الحكم بخطأه في تنفيذ توجيهات حسين عبدالغني بإنذار اللاعب وعدم صحة وجود أي مخالفة أخلاقية ارتكبها الدوسري.. في حين أن بطاقة الدوخي هي جزء من صميم كرة القدم وصلاحيات الحكم التي منحها له القانون!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد