علمتنا، ألا شيء يمكن أن ينتهي لمجرد أن آخر قد ابتدأ..,

وأن الحياة حلقات تتواصل،..وتجارب الحياة تتراكم، فتكوِّن ارتفاع الإنسان، وكل ذرة في غبار الطريق لا تضيع، فلاشيء مفقود وإن لم يُرَ, ولا ما ينتهي وإن انقطع, يبقى كل شيء، ويستمر كل شيء وإن لحق به من الطريق لمحات مسافاته، ومن الهواء ألوان لفحاته,...

وعلمتنا، أن العصفور وهو يغرد، ربما يبكي، وربما يضحك، قد يكون جائعا، وقد يكون شبعا، وقد يكون صادئا وقد يكون مرتويا، فإن كنا لا نفهم لغته، فلابد ألا نسبغ عليه تأويلاتنا،,,

قلتِ يوما، إن المرء مسؤول عن تأويله، وأن مناط راحته قدرته على فهم ذاته، ومن ثم تأويل ظنها، كل الناس تتحدث وكثير منهم لا يقولون شيئا, ومن لا يتحدث ليس من الضرورة أنه لا يقول شيئا.., وحين تومئين كنتِ تقولين كثيرا، وعندما تنطقين، كثيرا ما كنا لا نقرأ ما تتكلمين، حتى تحولت أبجديتك سلوكا لا نقوى على الخروج من دائرته، ونقرأه عملا تنطق به جوارحنا،..

تركتِ فينا أسئلة كثيرة وعميقة، تبوتقت نبضاتنا داخل كينونة أسئلتك، وما صمتت إجاباتك دون أن تجرنا إلى بحر استفهاماتنا..؟ علامات الاستفهام نصبتِها بوصلات أمامنا، وشحذت عصاتك تلهب القوادم للمدارات ومضامير الركض..,

اليوم نقف ولكن ليس في بدء السؤال، ولا نهايات العلامات، إنما في عمق البحر الذي نصبتِ فناراته، بين برزخي الصواب والخطأ، والمعقول والجنون، والصوت والصمت، والنار والنور، والثبات والإنزياح،..

وها أنتِ لا تزالين تحملين شعلتك لمزيد من قبس في حلكة..حلكة تتحلق في المدى. من حولنا..