الرياض - واس
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في قصر سموه مساء أمس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وأصحاب السمو والمعالي والسعادة سفراء خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات المملكة في الخارج ووكلاء وزارة الخارجية بمناسبة انعقاد اجتماعهم الدوري الثاني.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كلمة قال فيها:
يلتقي بسموكم في هذا المساء ما يزيد عن مائة وأحد عشر سفيراً ورئيس بعثة أتوا للمشاركة في صياغة الخطة الخمسية لوزارة الخارجية وهي مستوحاة من الخطة الخمسية للدولة وترتكز على مبادئها وقواعدها، وهم في هذا العمل يؤدون واجباً من أهم الواجبات للرفع من أداء وزارة الخارجية وممثلياتها ليلتقوا مع تطلعات قيادتنا في هذه الخدمة وليكونوا خير من يخدم الوطن والمواطن وهم سيكونون إن شاء الله من خيرة مواطني هذه الدولة الذين يحملون مسؤولياتهم بجد ومثابرة ولا يستغنون عن إرشاداتكم ونصائحكم.
وأستاذن سموكم ليقدم الدكتور نزار مدني نبذة عن الخطة الخمسية لوزارة الخارجية.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً، والصلاة والسلام على نبيه محمد الذي بعثه هادياً وبشيراً ونذيراً.
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
أدام الله عزكم، وقوى عزائمكم، وحفظكم بعينه التي لا تنام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
منذ ثلاثة أعوام، كان لسفراء خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - شرف اللقاء المبارك بسموكم بمناسبة انعقاد اجتماعهم الدوري الأول، وما زالوا يا صاحب السمو يذكرون بالفخر والاعتزاز العناية السامية والرعاية الكريمة والتوجيهات السديدة التي تفضل بها سموكم فكانت نبراساً مضيئاً وخارطة طريق بينة المسالك واضحة المعالم أعانتهم دون شك على الارتقاء بأداء مهامهم وتنفيذ واجباتهم.
واليوم - وبتوفيق الله وعونه - يتكرر اللقاء، ليقفوا من جديد أمام سموكم معربين عن غبطتهم وسرورهم بهذه الفرصة الثمينة الغالية.
اليوم ينتهزون المناسبة ليعبروا عن خالص التهنئة والمباركة بعودة سموكم إلى أرض الوطن سليماً معافى بفضل الله ومنته، وتلهج ألسنتهم بالدعاء للمولى القدير بأن يحفظ سموكم من كل مكروه، وأن يلبسكم ثياب الصحة والعافية.
صاحب السمو
لقد كان اللقاء الأول لسفراء خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في رحاب وزارة الخارجية لقاءً تأسيسياً لمرحلة جديدة واعدة من التخطيط والتطوير للأداء الدبلوماسي، ذلك اللقاء الذي اكتسب قوته وفاعليته من المباركة السامية والدعم القوي من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين ومن لدن سموكم، الأمر الذي ظهر جلياً في نتائج الأداء خلال السنوات الثلاث الماضية مما شجع الوزارة على المضي قدماً في تلمس أفضل سبل التطوير والتحسين والتحديث للأداء الدبلوماسي ليأتي اللقاء الثاني الذي تباركونه اليوم متمماً ومكملاً للمسيرة بخطى واثقة متأنية رداؤها الضافي الرعاية السامية، وجوهرها الأصيل الإخلاص والاجتهاد في النية والعمل.
لقد شجعت النتائج المثمرة للقاء الأول على أن يكون اللقاء الثاني أكبر طموحاً وأشمل منهجاً، بعد أن تأسست له القواعد الراسخة ورسمت الأطر الواضحة، فتقرر أن يتم تخصيصه لبحث ومناقشة مشروع (الخطة الاستراتيجية الخمسية للعمل الدبلوماسي السعودي في الخارج ودور الوزارة والبعثات في تنفيذها).
ولكي يكون اللقاء ناجحاً والبحث فعالاً، كان لا بد من تهيئة السبل المؤدية إلى هذا الهدف، لذلك فقد انتهجت الوزارة أسلوباً جديداً لاستطلاع الرأي تمثل في دعوة الجهات الحكومية ذات العلاقة بالعمل الدبلوماسي والدولي، وكذلك القطاع الخاص لسلسلة من اللقاءات المتعاقبة التي ساعدت على التوصل إلى رؤية مشتركة لتشخيص الوضع القائم واستشراف التطلعات المستقبلية، باعتبار تلك الجهات الحكومية والقطاع الخاص، شركاء لوزارة الخارجية، مما ساهم في إنجاح التخطيط والإعداد لمحاور هذا الاجتماع الهام. والتوصل إلى مشروع خطة خمسية موضوعية وطموحة.
صاحب السمو
إننا جميعاً، ونحن نمثل بين يديكم، بحاجة ماسة للاستماع إلى توجيهاتكم السديدة، واستطلاع رؤاكم النيرة، والتزود من معين خبرتكم الطويلة وحكمتكم السديدة، فكلنا آذان صاغية وقلوب واعية لما تتفضلون به من توجيه، وما تسدونه من نصح وما ترسمونه من نهج، وقد جمعتم في شخصكم الكريم طيبة الإنسان وخبرة وحكمة المسؤول، وأمانة المؤتمن.
أدام الله عزكم وثبت خطاكم وأنار طريقكم لما فيه خير أمتكم ووطنكم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد أثنى سمو ولي العهد على الجهود الكبيرة التي يقوم بها سمو وزير الخارجية وسفراء خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات المملكة في الخارج واهتمامهم وحرصهم على توثيق العلاقات بين المملكة والدول المعينين فيها.
وقال سموه مخاطباً السفراء// أنتم أمناء على دينكم وعلى وطنكم وعلى كيانكم والثقة التامة فيكم ولله الحمد وأنتم في عيون البشر تمثلون الدولة، تمثلون خادم الحرمين الشريفين وأعظم من ذلك خدمة الإسلام وخدمة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمسلمين في أنحاء العالم.
وحث سموه الجميع على مضاعفة الجهد وتقديم أفضل الخدمات للرعايا السعوديين في الخارج ولغير السعوديين ومساعدتهم فيما يحتاجونه وتخصيص وقت محدد في اليوم لكل قاصد لسفارات المملكة في الخارج.
وشدد سمو ولي العهد على الدور المناط بالسفراء في خدمة الوطن متمنياً سموه للجميع التوفيق والنجاح.
وفي نهاية الاستقبال تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود هدية تذكارية بهذه المناسبة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. بعد ذلك تناول الجميع طعام العشاء على مائدة سمو ولي العهد.