بينما نحن مراوحون في مكاننا.. يشهد العالم (الآخر) شرقاً وغرباً عملاً لا يهدأ للوصول إلى اختراعات تخدم أبناء الأرض، وكلما تقدم الزمن اخترعوا لنا الأفضل.. فلا يقفون عند ذلك.. بل يتنافسون على راحتنا.
باستطاعتك اليوم أن تحمل جهازاً صغيراً في حقيبتك يحتوي على عشرات الكتب بمختلف عناوينها تتصفحها إلكترونياً دونما حاجة لأن تحمل معك كتباً تشغل حيزاً في المكان، بل باستطاعتك الانتقال من كتاب إلى آخر كما تفعل بهاتفك النقّال.. أضف إلى ذلك أن في الغرب اليوم دور نشر إلكترونية توفر لك ما ترغبه من كتب وبأسعار تنافسية، وهذه التقنية لم تصلنا حتى اليوم.. لكنها حتماً في طريقها إلينا ولو بعد حين.
كنا في السابق نعتمد على الكاسيت، وهو اليوم يرقد في فراش الموت، وحلَّ مكانه القرص المضغوط.. وبالإمكان اليوم شحن مئات الأغاني على قرص واحد.. بل لم يقف الأمر عند ذلك حيث باستطاعتك تحميل عدد ما تشاء من الأعمال الموسيقية والأفلام السينمائية والوثائقية والبرامج والمسلسلات في جهاز صغير لا يتعدى حجمه مساحة الكف دون عناء ولا مشقة.
ارجعوا بذاكرتكم للوراء خمسة عشر عاماً.. وحدّثوا من لم يشاهدوا علبة الأفلام السابقة أو مشغلات الفيديو والموسيقى.. واذهبوا اليوم لأقرب مكان يوفر هذه الأشياء.. أو اقرؤوا عنها في المواقع الإخبارية لتتأكدوا أنني تحدثت بعموميات (بسيطة) ولم أدخل في تفاصيل مملة.
شركات الإنتاج الفني في العالم تتكبد خسائر كبيرة جراء هذه السرعة المهولة في التطور التقني بالنسخ والعرض.. فلا يكاد فيلم سينمائي يُطرح أو عمل موسيقي إلا وتجده (مجاناً) في مواقع الإنترنت التي تتسابق في تقديمه لزوارها.. دونما تعب وبجودة عالية في أوقات كثيرة.
هذا التطور التكنولوجي المتسارع يقابله خوف وهلع المتضررين من سوء استخدامه، وكلما تطورت التقنية كلما ازدادت المخاوف المشوبة بالضرر.. فيما تقف معظم الحكومات العالمية عاجزة عن الحد من القرصنة الإلكترونية التي باتت كابوساً يؤرق شركات الإنتاج العالمي في كل مكان.
افتح المواقع الإلكترونية وشاهد بنفسك.. ثم اذهب إلى أقرب مكان يبيع الأعمال الغنائية أو السينمائية.. واسأل.. ولا تنس أن تسأل عن أجهزة التخزين التي تحدثت عنها في بداية حديثي، لتعرف أن العالم اليوم أصبح في (جيبك).