تحليل: وليد العبد الهادي
حرَّك بركان آيسلندا الحمم الراكدة في الدولار.. مما جعل معظم العملات الرئيسة تدور في مكانها دون أي سطوة قوية للمشترين.. والمركزي الهندي يرمي بأدوات الكبح المالي على رؤوس المضاربين.. حيث تأثر بها النفط بالهبوط، واليورو يغلق فجوة سعرية أمام الدولار ظهرت عقب إنقاذ اليونان، أما في المملكة المتحدة فأي خبر إيجابي عن الاقتصاد يصب لمصلحة السياسيين ويدعم بالأخص (براون).. حيث أصبحت الأرقام الاقتصادية تعمل لصالح السياسيين وليس المستثمرين مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئيسة، ولمزيد من التفصيل دعونا نستعرض في جولة اقتصادية أحداث الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم
الدولار الأمريكي
المركزي الهندي رفع سعر الفائدة بينه وبين البنوك 25 نقطة أساس إلى 3.75% لامتصاص السيولة الفائضة من الاقتصاد والحد من التضخم الذي وصل إلى 9.9% أعلى مستوى له منذ عام ونصف العام.. هذا عامل سلبي للنفط حيث يعيق مبيعاته للسوق الهندي، لكن بعد أن تم فتح بعض المطارات في الدول المجاورة لآيسلندا بعد تداعيات البركان أعطى لخام نايمكس تماسكاً عند 83 دولاراً للبرميل ومع نهاية الأسبوع مخزونات النفط الأمريكية ترتفع 1.9 مليون برميل دفعت بالهبوط من جديد ويرجح زيارة مستوى 82 دولار للبرميل، هذا من شأنه أن يعطي تماسكاً للدولار حيث وضع في مسار جانبي قوي بين 82 و79 أمام سلة عملاته لكن حمم الدولار البركانية يرجح أن تنفجر أمام العملات الرئيسة في المستقبل القريب.. أما بشأن الأرقام الأمريكية كانت شحيحة وسيطرت أرقام النتائج المالية للموسم الأول على أذهان المستثمرين.. وكانت بالفعل فوق التوقعات وهناك العديد من النتائج لكبرى الشركات نذكر منها (مورغن ستانلي) طمس خسائره التشغيلية بالكامل وحولها إلى أرباح بنسبة نمو 140% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.. وهو أكثر ما لفت الانتباه بالإضافة إلى (جولدمان ساكس).. لكن الأخير لم يحتفل بها حيث تم قتل الفرحة بسبب تهمة الاحتيال الكبرى التي وجهت له من معظم أقطار العالم ولا يزال التحقيق جارياً.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
تم إغلاق الفجوة السعرية التي ظهرت عقب إنقاذ اليونان بعدما ارتطم بمقاومة أثبتت جدية البائعين للبيع وهي 1.36 والآن يحاول التماسك والمسار الجانبي هو أكبر هموم المشترين والمحصلة تظهر توازن قوى بين الطرفين.. وهذا لا يمنع من زيارة مستوى 1.32 للأسبوع القادم.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
هناك إمكانية لتوسع نطاق التذبذب إلى 1.57 وهي بالمناسبة مقاومة قديمة تم تشييدها منذ شهرين ولا يزال المسار الهابط مستمراً.. والرغبة حتى الآن غير جادة في ثنيه نحو المسار الأفقي.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
اختبر دعمه عند 92 تقريباً كما كان متوقعاً ضمن حركة هادئة فوق الاتجاه الصاعد وصفقات الشراء ما زالت مليئة بالزخم ومراكز البيع على المكشوف توقفت تماماً مما يرجح أن يعود لاختبار قمته الأخيرة عند 94.6 كأقصى سعر ممكن يصله الأسبوع القادم.
اليورو
أكبر مصنع للسيارات في أوروبا (فولكس واجن) نمت مبيعاته 19% وصافي أرباحه 90% بسبب طلب الصين وفي المرتبة الثانية (بيجو) نمت أرباحها 40% مما رفع شهية المخاطرة في أسواق الأسهم هناك، وأسعار المنتجين في ألمانيا تقلص انكماشها إلى 1.5% مقارنة بانكماش نسبته 2.9% لشهر مارس من العام الماضي ضمن سلسلة من النمو تدعم معدلات الاستهلاك لاحقاً حيث يرجح ذلك، وأسعار المستهلكين في ألمانيا أيضاً وعلى المقياس السنوي لشهر مارس بقيت عند نفس نموها السابق 1.1% وهي المستويات المقبولة لدى المركزي الأوروبي، وننتظر أرقام مبيعات التجزئة حيث ستفتح المجال لتقليص خسائر جديدة في العملة الموحدة التي تتماسك حالياً أمام غرمائها من العملات الرئيسة.
الجنيه الإسترليني
أي خبر جميل يصب لمصلحة السياسيين ويدعم بالأخص (براون) والانتخابات تبقى عليها 3 أسابيع.. كما أن معدل التضخم بمستواه الحالي 3.4% يقع ضمن المنطقة المرغوبة لديهم، أما بشأن أهم البيانات فقد أعلن عن مؤشر (rightmove) الذي يرصد أداء أسعار المنازل حيث نما إلى 6% لشهر إبريل مقارنة بنمو 5.3% لنفس الشهر من العام الماضي وتبدو الأسعار مغرية للمشترين بعد هبوطها الشديد مطلع العام الماضي على الرغم من تخللها بعض الهبوط من شهر لآخر، كذلك أسعار مبيعات التجزئة على المقياس السنوي تنمو في إبريل إلى 4.4% والقراءة السابقة تظهر نمو 3.7% نتيجة نمو معدلات الاستهلاك في البلاد، وطلبات الإعانة للشهر نفسه تتراجع عشر في المئة هذا دعم العملة الملكية على الأقل في التماسك خصوصاً أمام الدولار الشرس.
الين
فائض الميزان التجاري للسلع ارتفع استجابة لطلب الصين.. ونتج عن ذلك نمو الصادرات 43% لشهر إبريل مقارنة بنفس الفترة من 2009م وصندوق النقد يتوقع نمواً لليابان هذا العام 1.9%، أما ثقة المستهلك لهذا الشهر فوصلت مستوى 41 لكنها تبقى دون مستوى الخمسين الذي يشير إلى منطقة الانتعاش بالنسبة للمؤشر.. لكن نموها يدل على الرغبة في الإنفاق بالنسبة للأفراد والأسر، أيضاً طلبات الآلات الصناعية مستقرة.. ويشير ذلك إلى خمول الإنفاق الاستثماري الرأسمالي بالنسبة للشركات.. وهذا يتعلق بالمدى الطويل لأدائها ونموها المستقبلي، والمحصلة أن الين يتفاعل بشكل عكسي مع الأخبار الحلوة.. أما الأسهم وأصول العائد المرتفع فهي محظوظة هذا الأسبوع.
* * *
(تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 4 صباحاً بتوقيت جرينتش)