الجزيرة - عبدالله البراك
أكد رئيس (كي بي ام جي الفوزان والسدحان( إن المديرين الماليين في القطاعات والشركات الكبرى هم المعنيون مباشرة بالتعامل مع تداعيات الأزمة، وبالتالي وجدوا أنفسهم في مواجهة مع الإدارات العليا للبحث في كيفية تجنب مؤسساتهم مزيدا من الخسائر جراء الأزمة).. وقال عبد الله حمد الفوزان لـ(الجزيرة): إن المديرين الماليين يواجهون تحديات وضغوطات من قبل المستثمرين أكثر من أي وقت مضى، وذلك من أجل تقديم نتائج فعالة، وتثبيت أقدامهم بعد العاصفة الاقتصادية، وتركيزهم على نمو الأرباح و تأمين مستقبل الشركات وبحث في الرياض أواخر الأسبوع الماضي مديرون ماليون في أكثر من 80 شركة كبرى محلية وخليجية، بينها سابك والاتصالات والبنوك المحلية كيفية مواجهة شركاتهم الأزمة العالمية التي مازالت تلقي بظلالها على الأسواق العالمية ونظم الملتقي الملتقى شركة KPMG بالتعاون مع ناسيبا العالمية.
مخرجات التعليم لا تخدم هذا القطاع
وابان الفوزان أن المديرين الماليين بحثوا خلال الملتقي أساليب جديدة للتعامل مع الأزمة وكيفية تطوير الشركات لأنظمة الحوكمة الداخلية، والمحافظة على رأس المال البشري وتدريبه وتطويره، وأساليب إدارة المخاطر وتخفيض التكاليف لمواجهة التراجع في الأرباح وحول توفر المديرين الماليين السعوديين قال الفوزان: إنهم عملة نادرة جدا، خاصة وان مخرجات التعليم لا تخدم هذا القطاع والحاجة لهم نمت مع نمو الاقتصاد في المملكة وازداد اتساع الفجوة في الاحتياج واشار الى أن الحاجة تتجاوز الـ20 ألف وظيفة بين مدير مالي ومدير حسابات على مستوى المملكة مبينا ان المديرين الماليين السعوديين خلال الملتقى لا يمثلون أكثر من 15% لأن غالبية المديرين الماليين غير سعوديين.
وأرجع الفوزان اتساع هذه الفجوة بالسوق السعودي إلى مخرجات التعليم، كما أن هذه الفئة تعتبر عملة نادرة على مستوى العالم ووجودهم في بعض الدول المتقدمة لا ينفي الحاجة إلى أن يكونوا قد مروا بتجارب معينة ومهيئين نفسيا لمثل هذا العمل وعن دور مكاتب المراجعة المحاسبية والمكاتب الاستشارية اقر الفوزان بأنها لا تقدم الدور التدريبي المطلوب لطلاب الجامعات السعودية بما يفي بحاجة السوق والسبب في ذلك أن الطلاب يلجؤون للوظائف السهلة، فلا يبحثون عن التدريب والتأهيل في هذه المكاتب ولذلك تجد أن حجم المخرجات لا يتناسب إطلاقا مع احتياجات سوق العمل وهي مخرجات ضعيفة وغير مناسبة وهذه القضية تمت مناقشتها خلال الملتقي وكانت التوصيات بأن يتم الاستثمار في هذه الفئة من قبل الملاك بدعم سعودة هذه الوظائف وعن آلية هذا الدعم قال عبر تكثيف عملية التدريب وتطوير آلية البرامج المخصصة للتدريب وقال: هي عملية لا تعتمد كليا على التحصيل الدراسي بقدر ما تعتمد على القدرة على التعلم واكتساب المهارات.
تراجع إقراض المقاولين بلا مبررات
وعن أسباب تراجع معدلات اقراض المصارف لقطاع المقاولات بالمملكة قال الفوزان: مبررات المصارف غير معروفة وعن ما إذا كان ارتفاع مخاطر التمويل هو السبب قال الفوزان المعروف الآن أن جميع المقاولين يعانون من عملية التمويل فالبنوك قللت عملية الإقراض لهم وتتجنب منحهم الضمانات مثل الضمان الابتدائي أو الضمان النهائي على المشاريع بالرغم من أنها مشاريع حكومية ويمكن أن يكون هناك أسباب غير معروفة، ولكن تعثر بعض المقاولين قد يكون سببه تأخر استلامهم لبعض المستخلصات والواضح أن البنوك لا ترغب في أن تخوض في هذا المجال. وحول الحلول المقترحة قال الفوزان على الحكومة التحرك بشكل مناسب لإيجاد حلول لهذه المشكلة كأن تضمنهم أمام البنوك أو تزيد مقدم العقد أو تزيد حجم الدفعات لدعم القطاع، خاصة وأننا نشهد توسعا كبيرا في هذا القطاع. وعن نمو نتائج الشركات بعد الأزمة، قال الفوزان المدير المالي الناجح لا يقيم بتحقيق الأرباح فقط؛ فقد تكون هناك ادارة مالية جيدة، ولكن الظروف الاقتصادية سيئة فتجد الشركة لا تستطيع تحقيق أي أرباح ومسؤولية المدير المالي لا تعني تحقيق الأرباح للشركة.
وعن القفزة في أرباح الشركات قال الفوزان إن الوضع الاقتصادي العالمي في مرحلة تعافي، وهذا سبب القفزة ولكن يجب أن نتذكر أن الاقتصاد السعودي لم يتأثر بشكل كبير بالازمة وكان تأثره محدودا جدا في قطاعات معينة مثل قطاع الخدمات الذي تأثر بشكل بسيط والقطاع المالي الذي تأثر بأزمات محددة، ولكن إذا ما قورن أداء البنوك السعودية بالبنوك العالمية نجد الاولى تتفوق على نظيرتها العالمية.
مشاكل سلوكية
وعن تجميل الأرباح بالنسبة للشركات وكذلك إعدام أو التخلص من جميع المتعلقات، قال الفوزان: هذه مشاكل سلوكية لا تمثل ظاهرة ولا ترتقي لمستوى الطرح للنقاش في مثل هذه الملتقيات، وفيما يتعلق بمتوسط الرواتب التي يحصل عليها المديرون الماليون، قال الفوزان: أتفق مع القول بأن الندرة تولد رواتب عالية وتختلف بالنسبة لنوع الصناعة وقدرة الشخص، ولكن في الوقت الحالي لا يمكن أن توظف مديرا ماليا بخبرة ومهارات جيدة بأقل من مليون ومئتي الف ريال كمرتب سنوي غير المكافآت السنوية. وعن المؤهلات التي يجب توافرها بالمدير المالي: أن يكون حاصلا على شهادة تؤهله لممارسة العمل كأن يكون حاصلا على (CPA) وان يكون حائزا على درجة الماجستير وان تكون لدية خبرة تقارب العشر سنوات في ممارسة العمل, فلا يمكن أن يكون مديرا ماليا إلا بعد أن تمر عليه عدة تجارب وتتولد لديه الخبرة، بالاضافة إلى المهارة والمؤهلات المناسبة للوصول إلى قمة الهرم في الإدارة المالية.
وعن ميل المديرين الماليين الشباب إلى المغامرة في (الرفع المالي)، قال الفوزان: هذا سلوك لا يرتبط بالعمر فهو سلوك يعكس مدى الميل إلى المغامرة، وكذلك السلوك المهني والتجاري للملاك وكبار التنفيذيين بما فيهم المديرون الماليون، ولذلك لا أعتقد انها مرتبطة بعمر معين..
وحول أهم النقاشات التي طرحت من قبل الحضور، قال الفوزان : بجانب عملية التمويل طرحت بعض التجارب التي تناولت طرق التوفير داخليا وتسهم في خفض التكاليف؛ فالشركات عندها قدرة على تخفيض مصاريفها بحيث توجد سيولة داخلية وكان التركيز على زيادة النجاعة في المشتريات الداخلية وحول الورش التي إدارتها KPMG قال الفوزان: أدرنا ورشا خاصة بإدارة مخاطر الأعمال و إدارة النقدية والسيولة، وكذلك السعودة والمحافظة على رأس المال البشري, وهذه المحاور التي قدمنا بها ورقات عمل، وتعتبر هذه أسخن النقاط التي تمت مناقشتها.