بريدة - عبدالرحمن التويجري
تقوم جامعة القصيم بإعداد خطة استراتيجية عشرية 1432-1442هـ في سعيها نحو التطوير والجودة والاعتماد الأكاديمي، من خلال فريق استشاري داخلي يضم خبراء ومستشارين وفق منهجية علمية دقيقة وفي ضوء أعلى المعايير المهنية، وتقوم منهجية إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة على استطلاع آراء وتطلعات الأطراف ذات الصلة Stakeholders حيث تم توجيه ما يقارب 600 دعوة لحضور 17 ورشة عمل، كما تم إعداد استبيانات وتوزيعها على الأطراف الداخلية والخارجية شارك فيها ما يزيد على 5500 فرد من مختلف الشرائح، إضافة إلى تنفيذ مقابلات مع كبار الشخصيات القيادية في التعليم العالي والتنمية المحلية، كما تم تنفيذ دراسة تحليلية لـ20 جامعة على مستوى العالم وفق منهجية المقارنة المرجعية Benchmarking.
ذكر ذلك في تصريح خاص ل(الجزيرة) معالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الرحمن الحمودي وقال: تعتقد إدارة الجامعة أن الخطة الاستراتيجية الفعالة هي تلك التي ترسم توجهات ذكية للتغيير والتطوير وتزيد من قدرة الجامعة على استغلال مواردها والتفاعل الأكثر إيجابية مع محيطها الخارجي بما يجعلها قادرة على استغلال الفرص المتاحة والتقليل من آثار التهديدات المحتملة، كما أن الخطة الاستراتيجية الجيدة هي التي يتم تنفيذ وتطبيق نسبة معقولة منها قبل البدء الرسمي بعملية التنفيذ.
وأضاف معالي د. الحمودي: توصلت الخطة الاستراتيجية لجامعة القصيم إلى العديد من النتائج المهمة ولعل من أهمها أن أعرق الجامعات في العالم تؤسس أوقافاً علمية وبحثية نظراً للتكاليف الباهظة المتزايدة للتعليم والبحث العلمي ولضمان استمرار الجامعة في أداء رسالتها وفق معايير الجودة، وللتدليل على ذلك فقد وجدنا أنه في عام 2009 بلغت أوقاف جامعة هارفارد 25.6 مليار دولار (وقد كانت جامعة هارفارد تمتلك 36.6 مليار دولار في 2008 ولكن انخفضت بسبب الأزمة الاقتصادية)، وجامعة ييل 16.3 مليار دولار ، وجامعة ستانفورد 12.6 مليار دولار ، وجامعة برنستون 12.6 مليار دولار ، ومعهد MIT 7.98 مليار دولار، وأكدت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على هذا التوجه الاستراتيجي الحديث فجعل من جامعة كاوست واحدة من أغنى الجامعات من حيث الأوقاف حيث تمتلك 10 مليارات دولار، وسارت بعض الجامعات السعودية المرموقة على نفس التوجه، فجامعة الملك سعود - على سبيل المثال - جمعت ما يزيد على مليار ونصف ريال إضافة إلى جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مما جعل جامعة القصيم تختار أن تسلك طريق الجامعات المرموقة في العالم.
وقال معاليه: في هذه المرحلة يسرني الإفصاح عن خطوة استراتيجية مهمة تم تحقيقها في هذا المجال والمتمثلة في حصول جامعة القصيم على موافقة صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود على ترؤس اللجنة العليا لأوقاف الجامعة، حيث تؤمن إدارة الجامعة ومنسوبوها بأن ذلك سيكون عوناً للجامعة في المضي في طريق التطوير والجودة؛ لما لسموه الكريم من مكانة وتأثير وعلاقات وقدرات وخبرات قيادية وتنموية.
كما أن الجامعة ستشهد في المرحلة القادمة تركيزاً مكثفاً على التنمية المحلية والعمل على تدعيم التنمية المستدامة في منطقة القصيم وفق رؤية استراتيجية شمولية في ظل توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده - حفظهما الله تعالى - مع الأخذ بالاعتبار أهداف الخطط التنموية الوطنية وأولوياتها، بما يعزز الاقتصاد الوطني ويسهم في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة.