عقد مؤتمر (اتفاقيات المرأة الدولية) وأثرها على العالم الإسلامي في البحرين، وقد كانت الجلسة الختامية للمؤتمر يوم الخميس 1-5-1431هـ، حيث صدرت وثيقة توصية فيها بيان للموقف الشرعي تجاه قضية المرأة وحقوقها في المجتمع المسلم، لاسيما في زمن هذه الجولة التغريبية المعاصرة.
|
المؤتمر - كما تحدَّث عنه بعض الإعلاميين - كان خطوة رائعة في المبادرة بطرح ما لدينا نحن المسلمين من أفكار وأنظمة منبثقة من الشرع الإسلامي تجاه المرأة، بعيداً عن ردَّات الأفعال التي أصبح المسلمون مشهورين في العصور المتأخرة من مسيرتهم، كما كان هذا المؤتمر خطوة مهمة في الوقوف ضد الزحف التغريبي للمرأة المسلمة، هذا الزحف الذي أصبح واضحاً للعيان، وجريئاً في طرح ما لديه من أفكار وخطط مناقضة للشرع الإسلامي الحنيف الذي يعتنقه مئات الملايين في العالم العربي والإسلامي.
|
لقد كان المؤتمر خطوة رائدة تسجَّل في قائمة الجهود المباركة التي يبذلها مركز (باحثات)، وجمعية مودَّة بالبحرين، حيث إنهما قاما على رعاية هذا المؤتمر وتبنّيه بطريقة احترافية متميزة.
|
استعرضت الوثيقة التي أصدرها المؤتمر في شأن المرأة المسلمة بياناً شاملاً للموقف الشرعي تجاه قضية المرأة وحقوقها في المجتمع المسلم، وأشارت الوثيقة إلى وجود استهداف عدواني صريح على قيم هذه الأمة من قبل منظومة عالمية تقودها أو تحركها المنظومة الغربية، من خلال رؤيتها العَلمانية المادية الشهوانية، وكان أسلوب الوثيقة واضحاً في بيان ضرورة الاعتقاد الجازم بأن مصدر الخير والحق فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة هو الوحي الإلهي بمصدرية الكتاب والسنة المطهّرين، واليقين بصلاحية هذه الشريعة للتطبيق العملي الشامل في كل زمان ومكان، كما أكدت الوثيقة أهمية الإيمان بشمولية شريعة الإسلام لكل مناحي الحياة، والثقة التامة بهذا الدين، وإمكاناته الكلية والجزئية.
|
وقد تناول المؤتمر في جلساته تفصيلاً لما تضمنته الوثيقة من الإجمال، من خلال أوراق العمل والبحوث المقدَّمة، وكان من أبرز ما تناوله المؤتمر باهتمام التأكيد على أن التصحيح والإصلاح لأي خلل في أي وضع أو ممارسة يجب أن يكون وفق معيار الشريعة في الصواب والخطأ، وليس وفق موازين الآخرين من غير المسلمين أو من تأثر بهم من أبناء المسلمين وقدمت بعض البحوث معلومات موثقة عن قصور المناهج الوضعية البشرية بصفة عامة، وفي شؤون الأسرة والمرأة بصفة خاصة عن تقديم الحلول الناجعة لقضايا المجتمعات البشرية.
|
ومن بحوث المؤتمر ما أشار بأدلة ثابتة إلى أن المدنية الغربية المعاصرة تعتمد (في مجال العلاقات البشرية) (الفردَّية) بصفتها قيمة أساسية في الحياة، تقوم على التغالب والصراع، لا على التعاون والتعاضد، وعلى الأنانية والأثرة، لا على البذل والإيثار.
|
مؤتمر قام على البحوث الموثَّقة، والمشاركات المركَّزة، معتمداً الموضوعية في الطرح، منطلقاً من الشعور بالمسؤولية الكبرى دينياً وخلقياً واجتماعياً تجاه الإنسان، مركزاً على بيان الحقِّ الواضح في مسائل حقوق المرأة، وقضاياها، وما يتعرَّض له موضوعها من أفكار متطرِّفةٍ موغلةٍ في المخالفة الصارخة للقيم والمبادئ التي تضبط حياة البشر.. نحيي هذا المؤتمر ومن قام عليه وشارك فيه.
|
|
بين المشاعر جسر من عقيدتنا |
وبين أفواهنا جسر من الضادِ |
|