دخل الدكتور محسن العواجي في نقاش صحفي قبل سنوات مع الكاتبة القديرة جهير المساعد وحين سأم من السجال قال إنها من الأولى أن تتفرغ لسجادتها فهي من القواعد من النساء!
ووصف الدكتور محمد النجيمي في حوار عالي النبرة مع الحقوقية الكويتية عايشة الرشيد أنها من القواعد من النساء وأن القرآن الذي قال عنها ذلك وليس هو!
تستخلص من هذا وغيره كثير من هذا الطرح الذي يحتبس المرأة بالخصوبة والإنجاب ويعتبرهما جانب الاحترام الوحيد فيها، فإن كانت شابة يافعة فلها أن تناقش وتناظر إذا لزم الأمر وصوتها مسموع وفكرها مقبول وما يقوله المليح مليح!
إن استخدام مصطلحات القرآن الكريم في سجالات شخصية وتعمد إهانة الآخر بها لهو في رأيي نقيصة عظمى بحق المتحدث وهو استغلال سيئ للمنزه من القول، كما أن فيه اعتسافا للمعنى وتغييرا للمراد منه والحكمة من تنزيله.
القرآن الكريم مصدر تشريعي يبث السلام والوئام ويقدر الإنسان الذي أكرمه الله بالعقل وليس ثمة ارتباط بين العقل والخصوبة الأنثوية البيولوجية المحكومة بسنوات اليفاعة والصبا، الذي لا يعول على فكره ويوصف بأنه فكر شباب مندفع!!
لماذا في النساء يكون الأمر مختلفا؟ فكلما صغرت المرأة وحسن صوتها كان ذلك أدعى لمناقشتها ومناظرتها، وحين تكبر ويغلظ صوتها، حين تتجه إلى سن النضج الفكري فتبلغ أشدها عقلاً وخبرة وبما أن علامات الصبا العشريني تغادرها كما تغادر الرجل فإنها تصبح ممن لا يستحققن الالتفات لما يقلن، وليس لها إلا سجادتها وكأنهم يقولون للشابات لا تتمسكن بسجاجيدكن فلم تبلغن بعد سن القواعد من النساء!!
لدينا علماء بلغوا الثمانين وما زلنا نعرض عليهم قضايانا المستجدة ونعتد برأيهم فهل المقياس لدى هؤلاء وغيرهم ممن يستخدمون مصطلح القواعد من النساء كنقيصة يعايرون فيها أي امرأة دخلت معهم في نقاش - هل المقياس - هو السن أو الجنس أو العقل والطرح الفكري.
حين يستمع الشباب لمثل هذا الخطاب المتدني والمهين لعقل المرأة لمجرد أنها وصلت الخمسين فكيف سيقدرون أمهاتهم؟
وهل نلوم السعوديات والحال هذه على نسبة إنفاقهن العالي على تجديد الشباب واستعادة الصبا طالما أن تقديرهن ومكانتهن الاعتبارية مرتبطة بما يتمتعن به من شباب وصبا!!
