كنت قد وعدت جماهير التعاون بالكتابة عن صعود الفريق المتوقع في المقالة الأسبوعية (مقاربة) الأربعاء المقبل تحت العنوان المذكور أعلاه غير أني خشيت.. نعم خشيت.... خشيت أن يبحث عني التعاون بين آلاف الحضور في يوم (عرسه) فلا يجدني بين الحضور!! خشيت أن يلتفت يميناً وشمالاً ويجد كل أحبابه وأصدقائه ولا أكون بينهم!! خشيت أن أحضر متأخراً يوم الأربعاء المقبل وحين يراني التعاون مقبلاً إليه يباعد بيديه الحضور ثم يتقدم إلي ويأخذني بيدي بعيداً عن كل (المعازيم) حتى لا يسمع أحد عتابه لي ويقول هامساً في أذني: لم أعتد منك أن تكون في آخر طابور المهنئين!! حينها شعرت بالخجل من نفسي وأدركت أنه ليس من اللائق لمثلي تربطه بالتعاون علاقة تاريخية أن يكون من بين المتأخرين.. أدركت أن (العاشق) لا ينتظر المواعيد أدركت أن التعاون لن يغفر لي زلتي إن لم تحملني أشواقي إليه في يوم عرسه (المهيب)!! وعندها قررت أن أكون أول الحاضرين وأن أتقدم الصفوف لأطبع (قبلة) على جبين شيخ أندية الدرجة الأولى فالعاشق يسبق المواعيد ولا ينتظرها.
كأني بالتعاون يفتح عينيه هذا الصباح ويجلس على (أريكة) الصعود ويضع قدماً على قدم ويطلب قهوة الانتصار وقبل أن يحتسي أول (رشفة) يقلّب ناظريه في صحف اليوم ويتجاوزها كلها ويستل من بينها جريدة (الجزيرة) ويفتح صفحاتها بحثاً عن الصفحات الرياضية ثم تقع عينيه على هذا المقال فيلتفت إلى جماهيره الحضور الذين يحيطون به من كل جانب ويقول بثقة: ألم أقل لكم إنه سيكون على الموعد؟! ألم أقل لكم إن (الجزيرة) غير؟!
يا الله.. عادت بي السنوات إلى عام 1416هـ.. نفس اليوم الجمعة.. نفس التوقيت العصر - نفس ألوان الفريق الخصم الأحمر والأسود والأبيض.. نفس طعم الانتصار.. نفسها الجزيرة والأستاذ محمد العبدي يطالبني بالاستعجال لإدراك طبعة القصيم.. والتعاون وأنا نتجاذب أطراف الحب جيلا جديدا من الإداريين واللاعبين والجماهير وأنا والتعاون مازلنا نتجاذب أطراف الحب!!
اليوم.. الجمعة التاريخ 9-5-1431هـ.. المكان: ملعب مدينة الملك عبدالله ببريدة.. المناسبة: صعود نادي التعاون إلى دوري زين السعودي للمحترفين.. الخصم: فريق الرياض.. النتيجة: 1 - صفر للتعاون.. الهداف: عبده حكمي.. جماهير التعاون تملأ المدرجات.. سكري القصيم يحيل الملعب إلى قطعة حلوى.. الأحمر والأسود والأبيض يترنح.. وأنا في مدينة الخرج.. أسمع نبضات قلوب التعاونين وكيف لا.. وأنا أعتقد يقينا أنني في قلوب كل التعاونيين.. وكلهم في قلبي.. وفي زحمة كل هذه المشاعر الجياشة بحب التعاون سألت نفسي: هل تستطيع مدينة بريدة النوم هذه الليلة؟!
أين سينام التعاون؟! وجاءتني الإجابة على لسان التعاون نفسه: سأنام مرتاح البال بين أجفان عشاقي وأنت منهم.
من يقول الزين ما يكمل حلاه.. كل «زين» بالتعاون اكتمل.. ليتني كنت شاعراً لأكتب قصيدة عشق في هذا النادي الذي (سحر) عشاقه وحرم عيونهم النوم انتظاراً لعودته إلى مكانه الطبيعي.
الخالدي والمعلا والخيبري والكري والطارقي والسديري وحكمي والنجعي والبيشي والراشد والخميس والأحمري وسويلك والتركي.. أسماء ستكتب بماء من (مجد) في سجلات التعاون التاريخية.
حماد الحماد وأحمد السكاكر: نجمان كبيران ساهما في توثيق علاقتي بالتعاون فحين رأيتهما يلعبان قبل 16 عاماً مضت أدركت أن فريقهما لن يتركني في حالي وسأظل متابعا له إلى أن يشاء الله.
ثمار «السكري» لا يستحقها أحد قبل الرباعي فهد المحيميد وياسر الحبيب وأحمد أبا الخيل وعبدالعزيز الحميد.. انتهى وقت الزرع فهنيئاً لكم «الحصاد» الجميل.
التعاون مسيرة تاريخية ومن رجاله البارزين سليمان أبا الخيل وعلي التويجري وعبدالله الشريدة وعبدالرحمن السكاكر وعبدالرحمن أبا الخيل والدكتور خريف الخريف وأخيراً إدارة محمد السراح.. ألف مبروك وتستاهلون كل خير.
أعتذر إن كنت نسيت أحد الأسماء البارزة فأنا أسابق الوقت لأكون أول المصافحين للتعاون وفي أول طابور المهنئين فأنا لا أحتمل كلمة عتاب أسمعها من زعيم أندية القصيم.. وعلى التعاون نلتقي.