لفت نظري الموضوع المنشور بالصفحة لهذا الأسبوع والذي حمل عنوان (جمعوا القصيدة في اللوحة الفنية.. طالبات البديعة يترجمون لغة بلا معجم)..

ويأتي لفت النظر لنواحي كثيرة كون المقال يضع اليد على الجرح، وكنت قبل ذلك وفي زاوية الأسبوع الماضي تطرقت لمادة التربية الفنية والمنهج الذي سيرى النور في العام القادم أو أنه وصل إلى المعلمين (لا أعلم ما يتم أو ما تم حيال ذلك).

ولهذا، أعود لموضوعنا اليوم وللفكرة التي قام بتنفيذها مكتب إشراف مدارس البنات بالبديعة وبإيعاز كما اتوقع من الزميلة ريمة الخميس مشرفة اللغة العربية بالمكتب كاتبة المقال والكاتبة في الصفحات الثقافية بالجزيرة، والذي ستجدون فيه ما يغنيكم عن أي تفسير أو شرح قد لا أعطيه حقه في هذه الزاوية، هذه الفكرة والمتمثلة في التفاعل مع القصيدة بسبل تعبيرها وادواتها وتحويلها إلى واقع مرئي من قبل الطالبات يعتبر تصرفا وتحولا ونقلة تستحق التقدير والاعجاب من مكتب ومن قسم لديه من المهام ما يشغله إلا أن قناعة منسوبات القسم بوجود مادة التربية الفنية ضمن منهج الطالبات يحتم على بقية المواد التفاعل معها والاستفادة من الامكانات الفردية من خلال مواهب الطالبات ومن الخامات التي تؤمنها المدرسة للانشطة الفنية (مع أن هذا الأمر فيه شك، كوني أشترى متعلقات مادة الرسم لابنتي مع بداية كل عام وبين فترة وأخرى خلال أيام الدراسة).. أعود للقول: إن في تمازج الإبداعات وتقريب قدرات ملكاتها بين المواد الدراسية ما يعني تكامل الهدف وغرس المعلومة بمختلف السبل وإتاحة الفرصة لأصحاب المواهب من توظيف قدراتهم في نقل المحسوس إلى المادي والمرئي.

إن في تجربة المكتب والعاملات فيه القائمات على هذه الخطوة يؤسسن للآخرين نهجا هاما ومطلبا عصريا تجاه مادة التربية الفنية وعلى مستوى كبير من الإبداع مع ما يتم القيام به من خطوات سابقة أصبحت أمرا معتادا في استلهام المواضيع من المواد المدرسية الأخرى دون الخروج إلى آفاق أرحب في فضاء القصيدة.

هذه الخطوة تعيدنا وتذكرنا بالتقارب والتمازج بين شعراء كبار وتشكيليين مشاهير؛ فهناك الكثير من التشكيليين رسموا أعمالا مستلهمة من قصائد شعراء، وشعراء رسموا من وحي اللوحة.

نذكر منها المعرض الذي أقامه الأمير خالد الفيصل قدم فيه مجموعة من اللوحات استلهمها من قصائد أبرز الشعراء العرب إضافة إلى الكتاب الذي أصدره المصور الراحل صالح العزاز تضمن مجموعة من الصور التي التقطها بعدسته وتعليقات شعرية كتبها الشاعر البحريني قاسم حداد، ونذكر أيضا عملا (شعري - فني) مشترك مع الفنان العراقي ضياء العزاوي والشاعر محمد بنيس إلى آخر المنظومة.

ان مثل هذا التوظيف والتمازج بين الإبداعين من قبل مكتتب الاشراف بالبديعة، ولهذا السن من مراحل الدراسة يحتاج إلى التطوير والتفعيل على مستوى أكبر فكما يستلهم الطلبة والتلامذة من الجنسين ابداعاتهم من واقعهم المنظور، فإن لهم الحق بأن يمنحوا فرصة للخيال واستعارة الصورة من القصيدة أو من موضوع تاريخي تصوره العبارات ويبقى حبيس العقل والمخيلة، مع ما نطمع به في أن تأخذ المادة مساحة من الانفتاح على التقنيات الحديثة عبر برامج الكمبيوتر المختصة بالتصميم وشحذ مواهب الطلبة والطالبات في مجال هندسة الديكور وتصميم المباني والحدائق إلى آخر المنظومة.

أعود مرة أخرى لأشد على أيدي الزميلات في مجال التربية والتعليم في مكتب الإشراف بالبديعة المجال الذي أودعه بالجسد ولم أخرج منه انتماء وعشقا دام ثلاثة عقود جعلتني أتابع كل جديد في التربية الفنية وفي ما يجتهد فيه المسئولون عنها متمنيا أن تجد هذه الخطوة التقدير والاهتمام من إدارة التعليم ومن وزارة التربية والتعليم في الأخذ بكل فكرة أو رأي يخدم المادة ويحقق أهدافها.