كتب - محمد المنيف
عاشت الرياض الأسبوع الماضي إبداعات تنوعت فيها الفكرة وتعددت فيها مصادر الإبداع ومنابع الإلهام فقد أقيم معرض للفنان السوداني الأصل العالمي الشهرة راشد دياب في مركز الملك عبد العزيز، وأقيم معرض آخر بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون لمجموعة من الفنانين السعوديين والسوريين تحت عنوان (روابط)، وكلا المعرضين أقيما بالتعاون ودعم من وزارة الثقافة والإعلام السعودية ممثلة في وكالة الشئون الثقافية الدولية. المعرضان لفتا أنظار الساحة بالرياض نتيجة افتقادهما معارض مشابهة؛ ففي معرض راشد دياب لون السلام تذكير واستعادة واقتراب أكثر من أعمال هذا الفنان الذي ملأ الدنيا عطاء وحضوراً ومساهمات وتأسيس نمط وأسلوب تقني لم تعد العين تغفله أو تبحث عن تفسير له؛ فالفنان راشد دياب رمز عربي يفتخر به كل من ينتمي لهذا الإبداع، يمتعك بإيقاعاته الرشيقة، يجيد التوازن والتناغم بين بياض المساحة وألوان الكتل رغم تبعثرها المقصود والمدروس الذي تجمعه العين ويلم شمله العقل، اللوحة عند راشد دياب فارغة ممتلئة تعج بالناس، تسمعك أصواتهم وتريك حركتهم وخطى أقدامهم، استطاع راشد أن يلفت نظر الآخرين طواعية لقبول إبداعه بكل ما يحمله من روح ورائحة لجذور تقاليد وعادات وأنماط حياة مع أنه عاش كثيراً في غربته بين مختلف الفنون تلقاها بعقله قبل عينه وصهرها في وجدانه واستخرج منهم جميعا خلطة سرية التكوين تحمل بصمته وخصوصيته وماركته المسجلة سودانية بكل تفاصيلها وعالمية بتقنياتها وأدائه الاحترافي، شاهدت أعماله الأخيرة في هذا المعرض وكأنني شاهدتها من قبل فقد أبقى في الذاكرة الكثير من الإحساس بعطائه واختزلنا له كثيراً من مشاهد لوحاته ومواضيعها الغنية بالموروث اللوني والشكلي. المعرض والفنان راشد حظيا بتقدير الساحة التشكيلية بالرياض؛ حيث أقيم له عدد من الأمسيات والندوات تم إعدادها وتنظيمها من قبل السفارة السودانية.
روابط تشكيلية سورية سعودية
من جانب آخر أقيم في مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون معرض مشترك بين نخبة من التشكيليين السعوديين والسوريين المقيمين بالمملكة جمع أعمالاً من الطرفين برزت فيها الكثير من التجارب وتنوع المواضيع. غلب على المعرض الاتجاه الحديث في التكوين العام للأعمال باحترافية تؤكد الانتقاء الجيد للمعرض أقيم على هامشه عدد ممن الفعاليات والأمسيات بإشراف من سفارة سوريا بالرياض شارك بها الفنانون المشاركون بالمعرض.
الجدير بالذكر أن وكالة وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية تعد برنامجاً سنوياً يتضمن مختلف الأنشطة الثقافية السعودية للمشاركة به في المعارض والمناسبات الخارجية إضافة إلى الإشراف واستضافة المناشط الدولية المقامة بالمملكة ومن بينها الفنون التشكيلية.