سجل مهرجان الطفل «لا تقربها» الذي تقيمه جمعية «نقاء» بمتنزه سلام ضمن فعاليات مشروع «الرياض بلا تدخين»، نجاحا كبيرا منذ انطلاقته يوم السبت الماضي من خلال الفعاليات التي وجدت حرصا كبيرا من الشريحة المستهدفة خصوصا خلال يومي الأربعاء والخميس اللذين يمثلان يومي عطلة نهاية الأسبوع، وقُدر عدد الحاضرين خلال يومي الخميس والجمعة بأكثر من 50 ألف طفل تفاعلوا بشدة مع فعاليات البرنامج الذي اعتمدت بشكل أساسي على الفقرات الترفيهية التي قدمتها فرقة نجوم المرح التي صدحت بفقرات شيقة خلال الفعاليات ووجدت استحسان الأطفال وأولياء الأمور، وتتواصل الفعاليات خلال اليوم الجمعة كآخر أيام المهرجان. ورعت المهرجان مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية ضمن رعايتها لمشروع «الرياض بلا تدخين».ويعتبر المهرجان أكبر مهرجان يخاطب الطفل السعودي فيما يتعلق بآفة التدخين، واعتبرت «نقاء» أن هذا التوجه يهدف بشكل رئيس لغرس تصورات إيجابية في أذهان الأطفال لحياة خالية من التبغ حتى لا يقعوا مستقبلا فريسة له، وتضمن المهرجان فعاليات متنوعة ومتعددة استمرت لمدة أسبوع من «السبت وحتى الجمعة» واشتمل خلال فتراته الصباحية من الساعة «9 إلى 12» على تنظيم معارض توعوية بالمدارس تستهدف طلاب المدارس وتوزيع البروشورات والهدايا لتشجيع الطلاب للتعرف على حقيقة السيجارة ومكوناتها والمواد الكيميائية السامة التي تتكون منها، أما الفترة المسائية فتكونت من العديد من البرامج والفعاليات التي استضافها متنزه سلام بالرياض وكانت الفترة بين المغرب والعشاء لتقديم محاضرات توعوية بأسلوب لطيف لمخاطبة فكر وعقلية الطفل وإيصال المعلومة لهم بشكل مبسط وسهل، كما تم تنظيم 6 برامج توعوية على شكل محاضرات خلال فعاليات المهرجان تحدث خلالها مجموعة من المختصين، كما تم إطلاق مسابقة الرسومات التعبيرية للأطفال عن التدخين وعروض الفلم الكرتوني عن أضرار التدخين وكذلك عرض سبوتات نقاء ومن ثم مشاركة فرق الإنشاد وفقرات نصائح البراعم التي قدمها بعض الأطفال عن أضرار التدخين وأيضا برامج العروض المسرحية والألعاب الترفيهية التي قدمتها فرقة نجوم المرح لمدة ساعة ونصف يوميا خلال الفعاليات وكذلك فقرات استعراض الحيوانات المثير، يذكر أن نقاء وقعت اتفاقية مع مجموعة نجوم المرح للعروض الترفيهية والبرامج المنوعة لتنفيذ الحملة وإنجاح المهرجان.

مكافحون يشددون على التوعية

إلى ذلك دعا مكافحون - بمناسبة مهرجان «لا تقربها» للأطفال - أولياء الأمور بتوعية أبنائهم بأضرار التدخين وتحذيرهم من الوقوع في فخ الدعايات المروجة له من قبل شركات التبغ، كما طالبوا المدارس بتقديم برامج توعوية مستمرة لتعريف الطلاب بالآثار السلبية المرتبطة بممارسة عادة التدخين، كما دعوا أئمة وخطباء المساجد بإلقاء الضوء على هذا الجانب وحث أولياء الأمور بالقيام بدور ملموس في توعية أبنائهم بمخاطر التدخين، وقال الدكتور عبد الله السلمان مكافح ومستشار أسري: يجب أن تقوم المدارس بدور فاعل في هذا الجانب من خلال شعار «بيئة مدرسية خالية من التدخين» محذرا من مكائد شركات التبغ التي تستخدم كل السبل لصيد الأطفال والمراهقين كعادتها لتخلق لها أرضية صلبة من العملاء في المستقبل، مؤكدا أنها لا تيأس أبدا وترمي بأسلحتها التسويقية المشروعة وغير المشروعة دون أن تراعي قيم المجتمعات ولا تبالي حتى باصطياد الأطفال، ودعا السلمان قادة المجتمع وخطباء المساجد والمربين والمعلمين للعب دور فعال في توعية الأبناء والشباب بشكل عام من أضرار التدخين وحثهم على الابتعاد عنه كونها عادة مدمرة للصحة قبل كل شيء.من جانبه قال المستشار خليل الجهني - مهتم بمكافحة التدخين - أن تبصير الأطفال مبكرا يعد مناعة تحصينية ضد التدخين، وأن توعيتهم في هذا العمر سترسخ في أذهانهم انطباعاً سلبياً تجاه التدخين، وأضاف: عندما ينشأ الطفل في بيئة لا يشاهد فيها التدخين والمدخنين، سيعتقد أن هذه الظاهرة مرفوضة لدى المجتمع وبالمقابل فإنه سيعتبر التدخين مسألة طبيعية إذا نشأ وتربى في بيئة تمارس فيها عادة التدخين ويكثر فيها المدخنون، وأشاد الجهني بمبادرة نقاء ورعاية مؤسسة الراجحي لهذا المهرجان ولمشروع «رياض بلا تدخين» بشكل عام داعيا جميع أفراد المجتمع إلى ممارسة دور إيجابي تجاه التوعية والتعريف بأضرار التدخين.

وكان مسح عالمي لمنظمة الصحة العالمية -تم نشره بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين العام الماضي- قد كشف أن 34.5% من طلاب المرحلة المتوسطة بمنطقة الرياض جربوا التدخين، كما كشف المسح -الذي تم إجراؤه بين الشباب وشارك فيه مركز مكافحة الأمراض وشمل 140 بلداً- أن عدد وفيات تعاطي التبغ سيتضاعف من 5 ملايين سنوياً إلى عشرة ملايين سنوياً بحلول 2020، ويعزى هذا الارتفاع إلى زيادة عدد المدخنين بسبب الإعلانات المباشرة وغير المباشرة لشركات التبغ وكذلك بسبب عواقب التدخين القسري.