في داخلك تكمن هبات الله فيك، ماذا لو أنك بدأت بمعول العزيمة أن تكتشف ما فيك، : طاقاتك الكامنة, مواهبك الصامتة, قدراتك الراكدة، مواهبك المغطاة، وموقد النار في عروقك، ونبع النهر في جوفك..؟
أنت لست وحدك، لأنك لا تعيش وحدك، الفراغ الذي تحسب أنه فارغ من كل شيء فيك حين يأس، هو ممتلئ بكل ما فيك حين تأمل، فقط عليك أن تقرب منك، من ذاتك، تمد لها يديك، تزيل عنها الأغطية، تلغي ما فوقها من لُثُم، تتسلل بإرادة لتكشف عن مواهبك، وتطلق نداءات طاقاتك، وتفتح لأرغفة أفكارك أفران عزمك، وتجري لنبع كل قطرة فهم، وتمنح قبس إدراكك شعلة يمينك، وتمد لنور بصيرتك منطلقات سيرك، وتشيع لبهجة العطاء فيك كل الأبواب والمنافذ داخلك، ليتحول خارجك لعالم من التفاعل والعطاء، والابتكار والإنجاز، ومدارات الاقتداء، لا يقف صلد في وجه مجراك وأنت تنحت فتبني، وتأخذ فتعطي، وتمضي فتعلو...
من كل شيء فيك ستمنح كل من وما حولك، فالقليل الذي عندك سيغدو الكثير الذي لغيرك...، فاقترب منك، وتعرف عليك، فإنك محتاج لأن تصل داخلك بخارجك، ووحدك الذي سيغير كل سالب فيك لإيجاب من حولك. هكذا استنّ الله في طبيعة خلقه مكامن الانطلاق، بهمة الاحتراق..