كل الأمل ألا تتأثر مباراة الهلال والنصر المقبلة (الأحد القادم) بالتصعيد الإعلامي (....) الذي حدث.. نريدها أن تكون مباراة نظيفة وخالية من الخشونة، وأن يستمتع بها الجميع.. نريدها أن تكون أيضاً بعيدة عن الشد النفسي والعصبي الذي قد يجعل من المباراة وكأنها (حرب دائرة) وليس منافسة كروية يجب أن يكون ديدنها الأخلاق الرياضية والروح العالية..

صحيح أن الهلال هو الأقرب للفوز والتأهل للنهائي الكبير.. لكن الأكيد أن الكرة مازالت في الملعب، وأن الفرصة مازالت أيضاً متاحة أمام النصر حتى وإن كانت صعبة، وعلى اعتبار أنه ربما حدث من خلال مباراة الأحد ما لم يكن في الحسبان، ومادام أن عالم الكرة مليء بالغرائب والمتناقضات..

قرار إيقاف سامي الجابر ربما استقبله الجمهور الهلالي بصدر رحب.. لكن أن يصدر هذا القرار على طريقة (حرام عليك.. حلال على غيرك) فهنا تكمن الكارثة، وعلى اعتبار أن هناك آخرين قد سبقوا سامي في انتقاد (خليل جلال)، وبصورة أكثر حدة وخروجاً عن النص، ولكنهم لم يعاقبوا حتى ولو بلفت نظر.. بالله عليكم: ألا يحق لجماهير الهلال ومن جراء ذلك أن تغضب.. ألا يحق لنا أيضاً أن نقول لمسؤول لجنة الانضباط إنكم بمثل تلك الانتقائية، وهذا النوع من القرارات المتباينة (الكيل بمكيالين) قد تسببتم في إثارة الشكوك حول قراراتكم الصادرة، وانكم وبفعل ذلك قد أوجدتم أيضاً المزيد من الاحتقان في النفوس داخل الوسط الرياضي.

في بيان نادي النصر ضد سامي الجابر قالوا.. (طوال تاريخ سامي كانت هناك قوة تحميه).. وقالوا أيضاً.. (إنه تعرض للكثير من العقوبات التي لم يستفد منها)..

.. حاولت أن أربط بين هذا الذي قالوه في بيانهم ضد سامي فلم أجد أي رابط.. لأنه لا يعقل أن يكون هناك قوة تحمي سامي.. ويكون هناك أيضاً عقوبات عديدة متخذة بحقه..

قال لي: أحد مشجعي الهلال الشبان: غريبة أن يكون الفارق في عدد مرات فوز فريقنا على فريقهم مقتصراً فقط على (5) مباريات.. رغم أن الهلال خلال آخر عشرة مواسم تحديداً كان هو المتفوق على فريقهم بنسبة (80%) من إجمالي نتائج مبارياتهما.. فقلت له: البركة في نتائج مباريات (أيام طقها والحقها) والملاعب الترابية قبل أكثر من (35) عاماً..

أخيراً.. عندما كان الفارق كبيراً (4- صفر).. قال: أحدهم لآخر: ليتها تصير مضاعفة وتاريخية.. عشان نعقل ونبطل تشجيع!!

كلام في الصميم

اختلف مع الذين (أيقنوا) بأن خليل جلال (سيفشل) في المونديال المقبل وبحجة أنه (فشل في قيادة مباراة الهلال والنصر.. ولأنني أرى في هذا الفشل لم يكن بسبب أن إمكانياته التحكيمية متواضعة، بقدر ما جاء نتيجة (خوفه) من ردة فعل غاضبة ستصدر ضده (....) من لدى أنصار ومسؤولي الفريق المهزوم.. وهذه (بالمناسبة) هي مشكلة أغلب حكامنا..

لجنة الانضباط عاقبت (أسامة المولد) بعد مباراة الاتحاد والنصر بالايقاف لمدة (4) مباريات، رغم أن حكم المباراة عاقبه وقتها بالبطاقة الحمراء.. في حين أن اللجنة ذاتها اكتفت بقرار الحكم خليل جلال (بطاقة صفراء) ضد كوع فيقاروا رغم أنه كان يستحق البطاقة الحمراء.. بالله عليكم: هل شاهدتم أو سمعتم بمثل هذا التناقض!!

حتى (حسين هادي) يتفوق على (فهد الهريفي) في عدد تسجيل الأهداف في مرمى الهلال وعلى اعتبار أن رصيد الأول في المرمى الهلالي (6) أهداف.. في حين أن الهريفي لم يسجل إلا (5) أهداف.. صورة مع التحية لمن مازال يعتقد أن النصر لم يسبق أن خسر بوجود الهريفي من أمام الهلال، رغم أن التاريخ يقول إن هذا الاعتقاد خاطئ، ولأن الهلال فاز على النصر بوجود الهريفي في أكثر من (5) مباريات، وأن أهمها كان هو نهائي كأس الملك موسم 1409هـ الذي انتهى هلالياً بنتيجة (3- صفر)..

في هذا الموسم التعاون كان (غير).. في مستواه ونتائجه ونوعية نجومه، وحتى أيضاً في جهود رجالاته ومساندة جماهيره.. ولهذا كان من الطبيعي أن يكون حصيلة كل ذلك صعوداً تعاونياً لدوري زين.. (سكري القصيم) بعناصره الحالية (مع أربعة أجانب مؤهلين) في الموسم المقبل سيكون أفضل حالاً، بل وقادراً حتى على مقارعة الكبار..

معلومة للتاريخ

في مباراة الهلال والنصر في كأس الملك عام 1396هـ (دور الأربعة) والتي أقيمت على ملعب الأمير فيصل بن فهد (وفي حالة نادرة جداً).. كان الشوط الأول من هذه المباراة قد أقيم (قبل موعد صلاة العصر).. والقصة وما فيها كانت تكمن في التالي: لأن هذه المباراة (خروج مغلوب) وكان من خلالها لابد من فائز.. فقد اضطر اتحاد الكرة آنذاك إلى تقديم موعد المباراة إلى تمام الساعة (2.45) ظهراً.. خوفاً من أن تمتد إلى شوطين إضافيين وركلات ترجيح (ولأنه لا يوجد أضواء كاشفة في الملعب).. وهذا ما حدث بالفعل، حيث انتهت الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل (صفر- صفر).. ومن ثم احتكم الفريقان إلى ركلات ترجيح وفاز النصر بنتيجة (4-2).. وقبل أن يحل الظلام (وقت صلاة المغرب)..