التحولات الدولية والإقليمية تتطلب جهوداً جبارة، وعملاً جاداً، ووعياً وتبصّراً من كل مواطن يعيش في هذه البلاد الطاهرة، وعلينا تقديم أنفسنا بوصفنا أمةً ذات رسالة ترى من مهامها تحمل
أعباء المسؤولية وتقديم الحلول التي تهدف إلى مستقبل أفضل!! والسعي الجاد إلى تقديم أنفسنا كقوة فاعلة في تحريك التاريخ وصنعه في الوقت الحاضر والرغبة الأكيدة في لعب دور إيجابي ومؤثر.
والحقيقة تقول إن مَن ليس له قوة لا يمكن أن يكون له وجود. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإعداد للقوة وتجهيزها؛ لأن الاستعداد للقوة يجعل الأمة تتقي شر الأعداء؛ قال تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (60 - الأنفال).
إن هذا الاستعداد الذي أمر به رب العرش العظيم يجعل العدو، مهما كانت قوته، يحسب ألف حساب، ولن يقدم على أي عمل عدواني!! ولنعلم جميعاً أن الضعف يغري الأقوياء، وأن ما تتعرض له الأمة اسمه خطر الغفلة والتقاعس عن إعداد القوة وعدم معرفتهم بأن العدوان لا يرد إلا بمثله، وأن القوة لا تدفع إلا بالقوة، وأن السلاح قوة، وأن التدريب قوة، وأن المال قوة، وأن توحيد الأفكار قوة، وأن الشباب قوة، وأنه لا قوة بعد الله إلا بالرجال، وأن الوطن لا يحميه إلا أبناؤه.إننا في هذه البلاد المقدسة، وبقدر عدد أصدقائنا في العالم، نجد أن هناك أعداء لنا يتربصون بنا؛ فكل ما نتعرض له من غزو فكري وعقائدي وأفكار هدّامة مضللة وإرهاب لا يقيم للأخلاق وزناً، وعابثين ومجرمين يوزعون السموم في شوارعنا وعلى أبنائنا.. كل هذه الأعمال تعتبر اعتداءً سافراً على ديننا وعلى وجودنا وعلى مقدساتنا. لقد استخدمنا كل وسائل اللطف والعفو والصفح والتسامح، وقد يظن أعداء الحق أن هذا مصدره الضعف، ونحن نقول: (لا)، وألف (لا).
إن مصدر ما قمنا به هو أوامر ربانية؛ لأن ديننا دين تسامح ودين تناصح وتآخ، وإن ديننا قد شرع لنا وحث على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؛ ولهذا فإنه يجب علينا كأمة مكلفة بأمن الحرمين وصيانة المكتسبات التوكل على الله والتحضير لكل ما قد يطرأ من مشكلات الحياة. لقد حاربنا التلوث وحاربنا الفقر والتخلّف والتعصّب والعنصرية وحاربنا الجهل! وعلينا الاستعداد لما هو أخطر وأكبر؛ فعالمنا ملتهب، وعالمنا قويُّه يأكل ضعيفه، وعالمنا لا يقيم وزناً لكل القيم ولا يعترف أبداً إلا بالقوة، ونحن بحول الله قادرون على إيجاد القوة من خلال تجنيد شباب الوطن وتدريبهم وغرس روح الانتماء للوطن في نفوسهم، وألا ننشغل بأمور لم يكن لها مكانة ولا قيمة عند الحاجة، ولندرك أن قيمة الوطن في قوة رجاله؟!!