أطفالنا عماد المستقبل، وروافد البناء، إن أحسنا صياغة حياتهم وفق أسس مدروسة تعينهم على التحصيل النافع، وتغرس فيهم حب المعرفة، وتدفع به إلى البحث الذي يوسع مداركه.
والمتفق عليه أن المنهج الدراسي وحده لا يكفي لبناء الجيل بناء معرفياً لمحدوديته من حيث المادة العلمية والزمن المتاح، ومن هنا فإن تشجيعهم على القراءة والمطالعة الحرة هو الطريق الصحيح لتكوين قاعدتهم المعرفية، وعندما ننظر حولنا سنجد أن التأليف للأطفال يحتاج إلى مهارة فائقة في إعداد المادة العلمية وإخراجها وطباعتها على نحو جذاب، ولكل مرحلة احتياجاتها فمن المهم أن يكون العمل المؤلف متناسبا مع المرحلة من حيث المفردات وتركيب الجمل واستخدام الصور.
وفي ظني أن هناك حاجة ملحة إلى التوجه إلى تأليف وإعداد موسوعات خاصة بكل مرحلة تحتوي على معلومات عامة تاريخية وجغرافية وتراجم للإعلام بحيث يستطيع الطفل اللجوء إليها عندما يبحث عن مادة معينة، ومن المهم في مثل هذه الموسوعات المقترحة أن تكون مركزة على كل ما يتعلق بالتاريخ العربي الإسلامي وجغرافيته واعلامه لا أن تكون مستمدة من أعمال أجنبية تؤدي في النهاية إلى ترسيخ المعرفة بمجتمعات أجنبية، نحن في حاجة إلى أن يعرف الطفل إلى جانب التاريخ الإسلامي والتراث العربي التاريخ الحديث لبلاده ومكوناتها الجغرافية وأعلامها، فمثل هذه المواد هي الأحق بأن تشيع بين أطفالنا في المراحل الأولى لربطهم بتاريخهم ورجالات أمتهم.
إن العمل الموسوعي للأطفال ضرورة ملحة في عصر تزدحم فيه المعارف فتقديم مواد مختصرة سهلة القراءة سوف يعين الطفل على التلقي ويساعده على البحث عنها في الكتب المؤلفة للبالغين، نحتاج أن يتعرف أطفالنا على السيرة النبوية، وأعلام الصحابة وأسماء المواضع في المملكة والمدن والجبال في الجزيرة العربية أولاً، وأن يعرف مسار التاريخ المعاصر وبُناته في المملكة على نحو مبسط ويسير. ولا بأس من تطعيم العمل لموسوعي بالمفيد عن العالم تاريخاً وحضارة واعلاماً.مثل هذه الأعمال المقترحة تحتاج إلى مؤسسات لتقوم عليها وتنجزها بشكل يجذب الأطفال إلى التعامل معها.