كتب - طلال الغامدي

أُسدل الستار أخيرا على صفقة انتقال لاعب نادي الاتفاق عبد الرحمن القحطاني إلى نادي النصر بعد مفاوضات امتدت من الموسم الماضي لتنتهي بانتقال اللاعب لمدة أربع سنوات، بمبلغ تجاوز 14 مليون ريال، حصة اللاعب منها 5 ملايين، إضافة إلى ميزات أخرى تم الاتفاق عليها بين إدارة نادي النصر ووكيل أعمال اللاعب (شركة إف 6)، سيعلن عنها يوم الأربعاء القادم من خلال حفل توقيع اللاعب، الذي سيقام في مقر النادي، وإن كان لم يتفق على تحديد المكان حتى الآن.

بداية القحطاني مع كرة القدم

نشأ اللاعب عبد الرحمن بن علي القحطاني، وهو من مواليد 1983م، وترعرع في مدينة الجبيل على يد شقيقه الأكبر محمد بعد أن توفي والده وهو في الثالثة من عمره، وكانت بدايته مع ممارسة كرة القدم من خلال حواري محافظة الجبيل ليبرز اسمه أكثر بوصفه لاعبا موهوبا من خلال دوري رمضاني؛ ليلفت الأنظار وسط منافسة من أندية المنطقة الشرقية للظفر بخدماته، بالرغم من معارضة شقيقه؛ كونه ما زال صغيرا في السن ورغبة منه في تكملة دراسته؛ حيث كان حينها طالبا في الصف الثالث الثانوي، إلا أن محاولات الاتفاقيين نجحت في إقناع شقيقه لينضم إلى نادي الاتفاق بمبلغ مالي زهيد لا يتجاوز 300 ألف ريال.

أول مباراة رسميه أمام نادي النصر

كانت أول مباراة رسمية يخوضها اللاعب مع ناديه الاتفاق أمام النصر في عام 2002م؛ لتكون هذه المباراة الانطلاقة الأولى للاعب نحو النجومية والالتحاق بصفوف المنتخب السعودي؛ حيث شارك في (كأس التضامن الإسلامي، كأس الخليح وكأس آسيا)، وحقق مع ناديه بطولة أندية الخليج الثالثة والعشرين؛ حيث ساهم مع زملائه في تحقيق اللقب الخليجي.

تجربة احترافية أولى مع الاتحاد

قدم اللاعب أفضل مستوياته الكروية عام 2007م مع ناديه والمنتخب السعودي المشارك في نهائيات كأس آسيا آنذاك؛ ليجعل ذلك تحت أنظار الأندية المحلية والخليجية، إلا أن إدارة ناديه رفضت كل العروض المقدمة لشراء عقده؛ لتمنح اللاعب فرصة الانتقال، وبنظام الإعارة لمدة موسم واحد، إلى نادي الاتحاد بمبلغ 7 ملايين ريال، إلا أن هذه التجربة لم يُكتب لها النجاح؛ حيث ظل اللاعب حبيس دكة الاحتياط، ولم يشارك مع الفريق إلا في مباريات معدودة؛ ليعود بعدها إلى ناديه الاتفاق.

2009 موسم مختلف للقحطاني

جاء موسم 2009م مختلفا عن المواسم السابقة للاعب، التي شهدت تراجعا في مستويات اللاعب بسبب نتائج الفريق السيئة في الدوري، وقبل نهاية الموسم أعلنت شركة إف 6 للاستثمار، التي يترأس مجلس إدارتها الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله، تعاقدها مع اللاعب بوصفها وكيلا لإعماله وإدارة استثماراته، وذلك في حفل ضخم أُقيم في مقر الشركة في منتجع شاطئ الغروب بالخبر.

2010 ومفاوضات نادي النصر

بدأت مفاوضات نادي النصر للاعب عبد الرحمن القحطاني مع بداية الموسم الماضي، إلا أن اختلاف وجهات النظر بين وكيل أعمال اللاعب (شركة إف 6) وإدارة ناديه تسببت في فشل المفاوضات؛ لتعود مرة أخرى مع فترة الانتقالات الشتوية، إلا أنها لم يُكتب لها النجاح على الرغم من العرض المغري المقدم من إدارة نادي النصر، الذي تجاوز 17 مليونا.

أخيرا.. اللاعب يوقع للنصر

كان الموسم الماضي من أسوأ المواسم للاعب مع ناديه بسبب الضغوطات التي واجهها من إدارة ناديه ومن قِبل مدرب الفريق؛ ما جعل اللاعب يفقد مستواه المعروف عنه، ولم يكن هناك حل أمام الإدارة الاتفاقية، وفي ظل الأزمة المالية التي يمر بها النادي، إلا الموافقة على العرض الهزيل المقدم للاعب من نادي النصر، الذي بلغ 9 ملايين فقط وهي حصة النادي من الصفقة.

مَنْ المسؤول عن ضياع حقوق نادي الاتفاق؟

جاء توقيع نادي النصر مع اللاعب عبد الرحمن القحطاني لمدة أربع سنوات، وبمبلغ 14 مليون، حصة النادي منها 9 ملايين، ليثير التساؤلات حول إدارة نادي الاتفاق التي حرمت خزينة النادي من مبلغ 17 مليونا قُدِّمت من إدارة النصر في المفاوضات السابقة؛ ما جعل الجماهير الاتفاقية في حيرة من أمرها بخصوص قيمة الصفقة التي لا تساعد النادي على توفير السيولة المالية في ظل الأزمة المالية التي يمر بها النادي وعزوف أعضاء الشرف عن دعم النادي، وهو ما جعل الجماهير الاتفاقية تطالب برحيل الإدارة الحالية بعد أن قدمت ما لديها وفرطت في نجوم الفريق وبمبالغ زهيدة، ولعل آخرها انتقال القحطاني وقبله اللاعب راشد الرهيب الذي أُعير إلى نادي الاتحاد وبنظام التقسيط المريح.

شركة إف 6 تثبت حياديتها

أثبتت شركة إف 6 للاستثمار برئاسة عضو شرف الهلال الأمير فيصل بن فهد حياديتها بالرغم من التهم التي وُجِّهت إليها بعملها لمصلحة فريق نادي الهلال، إلا أن الشركة أثبتت حياديتها؛ حيث ساهمت، وبشكل كبير، في تسهيل إجراء انتقال اللاعب إلى نادي النصر، وهو ما أكده رئيس نادي النصر ونائبه عامر السلهام في تصريحاتهما الصحفية؛ ليكون انتقال القحطاني أول نجاحات الشركة التي ظفرت أخيرا بالتوقيع مع أكثر من لاعب ومن أندية مختلفة بفضل العمل الاحترافي في الأمور الاستثمارية.