أقلعت السبت الماضي أول رحلة دولية من مطار القصيم إلى مطار القاهرة! وإنها لبشرى تستحق الشكر والتقدير لمجلس منطقة القصيم وعلى رأسهم سمو أمير المنطقة حفظه الله، وللعلم فإنه قد بيعت كامل تذاكر الرحلات للقاهرة ولمدة سنة كاملة لأحد المستثمرين حسب ما نشر في صحيفة الاقتصادية الأربعاء الماضي، والسؤال:

على ماذا تدل هذه الصفقة التي بيعت بها كامل التذاكر ؟ وما الذي ستستفيده منطقة القصيم من الرحلات الدولية إلى القاهرة ودبي وصنعاء ودمشق حسب ما تم اعتماده حتى الآن؟ بحيث إن مطار القصيم أصبح يسيِّر رحلاتٍ دولية على مدار العام ؟

وعند البحث عن الإجابة فإنّ أول ما سيتبادر للذهن هو قطاع التمور، فإذا كانت مبيعات سوق بريدة للتمور تصل إلى 2 مليار ريال سنوياً من دون رحلات دولية فكم ستصبح الآن ؟ وماذا عن القطاعات الأخرى ؟

وإذا ارتبطت منطقة القصيم بأكبر مطار في العالم «مطار دبي» فكم سيؤثر ذلك على النمو الاقتصادي لمدينة بريدة ولمنطقة القصيم بشكلٍ عام ؟ فضلاً عن المناطق المجاورة؟ والذي سيعود بنفعه حتماً على الاقتصاد والوطن، وإنني أتأمل في مثل هذه المبادرات والقرارات الخلاقة والصانعة للفرص، والتي تؤكد لنا الدور الرئيسي المناط بمجالس المناطق وهو المبادرة وصناعة العوامل المغيِّرة للواقع كما فعل مجلس منطقة القصيم، وليست بمتابعة تسيير الأعمال فقط، حسب الدراسات فإن نسبة الفرص التي تأتي لا يتجاوز 1 في المائة و 99 في المائة يتم صناعتها، وقديماً قال صاحبنا أبو الطيب:

وقال صاحبنا ابن القيم رحمه الله:

«إن الله لا يُضيِّعُ عملَ عامِل، ولا يخيِّبُ أملَ آمِل».

في كتاب «رؤيتي» لمحمد بن راشد آل مكتوم يطرح بعض المفارقات العجيبة، فيقول إن المواطن الفرنسي يشتري العطور الفرنسية من مطار دبي بسعر أقل من الذي يجده في باريس والتي تنزل للمطار بنفس الوقت التي يتم عرضها بالشانزليزيه !، ويقول أيضاً إن أكبر مصانع تجميع السيارات في العالم ذات المقود الأيمن توجد في جبل علي، بالرغم من أن السيارات التي تسير في شوارع دبي يجب أن تكون ذات المقود الأيسر ! ويختم في كتابه بقوله: «إن خيارنا الإستراتيجي هو أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، مع حرصنا على تطوير نموذج تنموي يضمن لنا القدرة على مواجهة التحديات بأسلوبٍ مرن وفعال، يضع الإنسان في مقدمة أولوياته».

وأخيراً، يحق لنا التأمل في مثل هذه التجارب، وعلينا أن ندرك بأن وطننا يمتلك الكثير، وأن الفرص تُصنع ولا تُمنح، وأخيراً أكرر شكري وتقديري لسمو أمير القصيم على هذه المبادرة ولكل من قدم لهذا الوطن الغالي.

تقول هيلين كيلر:

«الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء!».