هذه الساحرة.. كرة القدم.. تفعل بالناس ما لا تفعله أية وسيلة أخرى.. سواء كانت ألعاباً رياضية أو غيرها من أنشطة الحياة.. لا أحد يعرف السر الحقيقي وراء جنون كرة القدم.. هل هو في بساطة فهمها وأيضا في بساطة قوانينها؟!! أم هو لصعوبة تحقيق أهدافها على عكس الألعاب الأخرى من طائرة وسلة ويد؟!! أم ماذا؟.. ضمن مجلس فيه من الخبرات الكروية الكثير.. ومن منسوبي الوسط الرياضي الكثير.. طرحت عليهم هذا السؤال.. ودائما أطرحه لعلي أجد الجواب المقنع لجنون كرة القدم..
فتأتي الأجوبة متباينة.. بعضها يحتوي على تحليل نفسي عميق يتضمن أن ملعب كرة القدم يُعتبر ميدان تنفيس عن المكبوتات النفسية فتنطلق في الملعب الآهات والصياح وممارسة الصخب بما يريح المشاهد.. ولم يكن هذا الطرح مقنعاً لعدة أسباب مثل التساؤل لماذا لا يحدث الأثر في الألعاب الأخرى؟!!
ثم ماذا عن المشاهد البعيد عن الملعب والقاطن في منزله يشاهد المباراة في التلفاز هل يُحرم من متعة (التنفيس)؟!!
اختصاراً طرح أحدهم تساؤلاً جيداً.. فقد قال لا فض فوه: إننا نحن المجتمعين هنا ننتمي لأندية سعودية مختلفة.. فهل كان انتماؤنا بسبب كرة القدم.. أم أتى انتماؤنا لأنديتنا من خلال كرة السلة أو اليد أو الطائرة وغيرها من الألعاب؟!!
عندها أيقن الجميع أن لكرة القدم سحراً غامضاً لا إجابة شافية له، وهذا السحر هو الذي يحرِّك مكنونات الأنفس والقلوب تجاه كرة القدم ومنتخباتها وأنديتها.
لكن ليس كل ذلك الكلام صحيحا بمطلقه.. فهناك من يعشق الأندية ككيان و ليس لكرة قدمها أو يدها أو سلتها وطائرتها.. بل يحب ناديا لقيمه وإنجازاته وجمالية ألعابه.. وخلو أوساطه من اللجج والمؤامرات والسلوك غير السوي لمسيريه.. وغيرها من الأمور.
ولكن ماذا عن عشق الشعوب لكرة القدم؟!!.. وهذا السؤال يقودنا إلى موطن العشق والوله والجنون بكرة القدم.. ألا وهي البرازيل.. ذلك البلد الذي يفوق تعداد سكانه 170 مليون نسمة.. يتنفسون من خلال الكرة.. ويأكلون على إيقاعها.. ويتزيّنون بألوانها.. ويعشقون فيها.. ويبغضون فيها.. ويرقصون على طبولها.. ويتحادثون بلغتها.. ويتعطّرون بشذاها.
رأيت في التلفاز توديع البرازيليين لمنتخبهم المشارك في مونديال جنوب إفريقيا.. فكانت كل الشوارع والمنازل وكل شبر في بلاد البن قد توشَّح باللونين الأصفر والأخضر، حتى (الإسفلت) الأسود صبغوه بألوان منتخبهم القومي.. فالنساء تصرخ.. والموسيقى تصدح.. والرجال في (هسترة) عجيبة.
المحير فعلاً أن المنتخب البرازيلي وعبر السنين.. هو المنتخب المفضَّل لأغلب الناس في كل مكان و- أنا منهم -.. يليه المنتخب الأرجنتيني الذي يستهوي اليافعين ومن هم في مقتبل العمر.. الكثير يتمنى النهاية برازيلية عدا منتخبات الدول المنافسة.. الكل يشجع منتخب بلاده.. لكن يظل المنتخب البرازيلي هو الخيار الثاني لأغلب المشجعين.. من اليابان شرقاً إلى ألاسكا غرباً.. الكل يطرب للكرة البرازيلية.. والكل يعشق الكرة البرازيلية.. ومن المؤكد أن للفنيات العالية والمهارات الفائقة للاعبي المنتخبات البرازيلية دوراً في هذا العشق السرمدي المتواصل جيلاً بعد الآخر للكرة البرازيلية.. ومن المؤكد أيضاً أن خلو كرة القدم البرازيلية (سابقا) من الخشونة والعنف هو مبرر رئيسي لمحبة كرة بلاد البن.. وأيضاً من المؤكد أن لاعبي البرازيلي يجعلون المتابع يتعاطف معهم بسحناتهم وألوانهم وخروجهم من الأحياء الفقيرة.. حيث ولدوا ولم يجدوا ملعقة من صفيح أو حتى من خشب في أفواههم.. فقد كافحوا حتى أصبحوا أسياد الملاعب في الأرض قاطبة.. ويبقى سر جنون كرة القدم مجهولاً.. لكنه بنكهة برازيلية.
ورغم هذا إلا أن منتخب دونجا هذا لا يبشر بخير.. ولا يمت لنكهة البن البرازيلي بشيء.. فأراه أضعف منتخب للبرازيل منذ عرفت المنتخب البرازيلي.. هناك لاعبون أفضل من بعض ممن أحضرهم السيد دونجا.. و أبقاهم خارج خارطة المنتخب.. إضافة إلى التكوين البدني الضعيف للمجموعة ككل.. مما لا يدعو للتفاؤل على الإطلاق. وعلى عكس منتخب البرازيل.. يأتي تكوين لاعبي المنتخب الأرجنتيني.. ليسلب الألباب.. فالقوة البدنية والطول الفارع ورشاقة لاعبي الكرة الحقيقيين متوفرة في أغلب لاعبي المنتخب الأرجنتيني.. حتى اللاعب ميسي ذو (التركيب) البدني غير المتناسق.. ورغم ذلك فهو محور قوة ذلك المنتخب.. ولعلي أعود للتركيب البدني للاعبينا في مقال آخر.. ولكن بعد المونديال بطبيعة الحال.. بإذن الله.
الأهلي.. و موعد مع ضياء الأمل!!
ترؤس الأمير فهد بن خالد للأهلي.. أعطى الوسط الرياضي برمته.. فضلا عن الوسط الأهلاوي.. أملا واسعا و شاسعا لانتشال الفريق بفكره الشاب.. وبواقعيته ودماثة خلقه واستماتته في الدفاع عن حقوق فريقه.. ولعل أكثر ما أبهجني هو قرب صاحب القرار من اللاعبين.. وهذا ما كان يشكو منه لاعبو الأهلي لمواسم طويلة.. وإنما الآن قضي الأمر بترؤس أبي سعود للقلعة.. وكونه المسئول عن فريق كرة القدم.
هذا يحظى سموه باحترام حقيقي في الوسط الرياضي.. وهذا ما لمسته حقيقة.. وهؤلاء خير من يعلم بتركة ثقيلة و تراكمية.. محملة بالشجن والآلام.. والسقطات المعيبة في حق كيان كالأهلي.. ولكن في العتمة الدامسة.. دائما ما يكون الإنسان أكثر إيمانا أن هناك نورا ما سيبلج تلك العتمة.. وحان للفكر الشاب أن يقود السفينة الخضراء العظيمة في بحر لجي.. وبالتوفيق والسداد للرئيس الأهلاوي الشاب.. وللنادي الأهلي العريق.
نبضات!!
* اللاعبون المحترفون الأفارقة أفسدتهم (الفلوس).. والدليل خروج المنتخبات الإفريقية من الدور الأول عدا منتخب واحد ، وهذا ليس كلامي بل كلام مسئولي الرياضة في الدول الإفريقية.. حتى لاعبو المنتخب الفرنسي يواجهون نفس التهمة خاصة المجنسين الأفارقة منهم!!
* التثاؤب الإيطالي المعهود في بدء مباريات المونديال لم يفد إيطاليا.. وخسرنا كمتابعين مكر الثعلب الأزرق في الأدوار النهائية كالمعتاد.. لتضاف لخسائر مونديال جنوب إفريقيا المحبط لعشاق كرة القدم!!
* فرق (لم تربح) المحلية.. يكثر عادة ضجيجها في الإجازات وانتهاء المواسم الكروية.. ولكن ذلك الضجيج يخفت مع بدء المنازلات الكروية!!
* فريق النصر أتوقع أن يكون له شأن آخر الموسم القادم.. فالتحضيرات للموسم على قدم وساق!!
* الهلال يعاني.. وسيعاني الموسم القادم الأمرين.. وذلك لأمور كثيرة.. وسترون!!