واشنطن - موفد الجزيرة - سعد العجيبان :
ليس بالغريب أن تستقبل واشنطن زعيماً بحجم الملك عبد الله بن عبد العزيز بهذا القدر من الاهتمام الذي تجسد في تقدير وجدية واهتمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالموضوعات التي طرحها الملك عبد الله على مائدة المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.
ذلك أن الملك عبد الله الذي حمل في حقيبته عدة ملفات ساخنة كقضية السلام العادل في المنطقة بما يضمن للفلسطينيين حقهم بإقامة دولتهم، وملفي العراق وأفغانستان، إضافة إلى الملف النووي في المنطقة، ليس بالزعيم العادي، فمن البديهي أن تستقبل واشنطن والبيت الأبيض زعيماً كالملك عبد الله بن عبد العزيز بهذا الحجم من الاهتمام البالغ الذي لا يشهده الكثير من الزعماء، ويحظى ملك الإنسانية بهذا الزخم الهائل من التقدير والاحترام.
الأوساط الإعلامية الأمريكية تتحدث عن زيارة الملك عبد الله للولايات المتحدة، وتبرز لقاءه بالرئيس أوباما، وتتحدث عن ملك وهب نفسه بدوره المؤثر في العالم لخدمة قضايا بلاده وأمته العربية والإسلامية، ليحمل همومهم ويعالج قضايا شعبه وأمته بطريقته الخاصة المليئة بالحكمة والسدادة في الرأي.
فلم يكن عبد الله بن عبد العزيز ذلك الملك الذي يقدم مصالح نفسه عن مصالح غيره.. بل انصبت جل اهتماماته لتوفير سبل الرخاء لمواطنيه ولمصالح وطنه، ولتوفير كل ما هو ممكن لحل القضايا العربية والإسلامية، وبناء شراكات وصداقات حقيقية تفي بمتطلبات المرحلة بما يحقق المصالح المشتركة.فنجد أن العالم يعول على الملك عبد الله بن عبد العزيز حل معظم أموره السياسية والاقتصادية وغيرها من الأمور البالغة التعقيد، ليضع ثقله فيها وينهي أكثر الأزمات تعقيداً، ويكسب تقدير واحترام قيادات وشعوب العالم.
نعم.. حينما يحل الملك عبد الله بن عبد العزيز ضيفاً كبيراً على الولايات المتحدة، ويحل صديقاً عزيزاً لقياداتها وشعبها.. حري أن يعامل ملك القلوب معاملة الكبار العظماء، فإنه ملك يأسر الملايين باحترامه وتقديره، بصدق نواياه ونبل أخلاقه وتمسكه بما يتبناه من قضايا لشعبه ولأمته، كل ذلك وغيره الكثير يجعل عبد الله بن عبد العزيز أسير قلوب الملايين.
وحينما يضع خادم الحرمين ملفات الشرق الأوسط الساخنة على مائدة مباحثات أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، لا يبحث عن مجد شخصي، فهو محققه لا محالة، وإنما يبحث عن حلول جادة لقضايا الشعب الفلسطيني وقضايا أخرى لا تقل أهمية، إضافة إلى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
ولا غرابة في تأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتثمينه لآراء الملك عبد الله ووجهات نظره الحكيمة التي تستدعي الاستفادة منها، فهو فعلاً شخصية نادرة يبني ما يصعب بناءه.
عندما قال الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تبقي لي شيئاً للحديث عنه.. نقول لكم يا خادم الحرمين بأنك أنت الذي لم تبقي للعالم كله أي شيء.. ملك الإنسانية وملك الحكمة وملك المودة والإخاء وملك الحوار.. وملك كل شيء.