حتى الشمس لها حديث مع المرحلة، حين كانت في الربيع برداً وجمالاً، تنتشي لها النباتات، وتتضوّع بها الأشذاء، وتتلألأ بها أوراق الشجر، وتحلق بها قطرات الندى في طيّات الهواء،.. كلُّ شيء جميل في شمس الربيع، عميق في شمس الشتاء،.. غير أنّ شمس الربيع لهذه المرحلة كانت أشد وقيداً منها في ظهيرة القيظ، ومنتهى صيف الصحاري.. تناغمت الشمس في حرارتها مع حرارة النفوس، وبراكين النوايا، ولهيب الشر، جاءت تربت على واقع الواقع بخيوطها كأنها الأصابع تشير لخفاياهم، لكنها المكشوفة، ولنواياهم ولكنها المنجزة،...
في آخر أيام الربيع، كانت الشمس تهب الصيفَ الربيعَ، كأن المواسم موسمان، حر وبرد، حتى الخريف بدا في معيّتهما ملحقاً بقافلتهما...
منعطف الوقيد، مبتدأ الفاصل، وطَرْق الانتباهة...