لم يبق من المنتخبات إلاّ الثمانية الذين يستحقون الاستمرار، ولكن الملفت للنظر أنّ أربعة منتخبات من أمريكا الجنوبية، ثلاثة منهم مؤهّلون للاستمرار على حساب اثنين من أوروبا وممثل إفريقيا منتخب غانا، في المقابل تبقى إسبانيا مرشّحة لتجاوز باراجواي التي وفقت في ضربات الترجيح ونجحت للمرة الأولى للوصول إلى هذا الدور على حساب اليابان التي خانتها ضربات الحظ.
ولا شك أنّ وجود نصف فرق الدور ربع النهائي من أمريكا الجنوبية يؤكد التفوق الفردي المذهل للاعب اللاتيني الأمهر في العالم، فنجوم منتخبات الأرجنتين والبرازيل تحديداً هم من يقودون الفرق الأوروبية للنجاحات والانتصارات والبطولات، وهم من التحقوا بمنتخبات بلادهم بوقت متأخر جداً، ولكنهم أثبتوا أنّ الفروق الفردية لدى الأشخاص تساعد المجموعة على الكسب وتساعد المدربين وتقدمهم للواجهة.. كما في حال مارادونا مثلاً الذي قدمه نجوم الأرجنتين كمدرب ناجح، وتسابق النجوم إلى الحصول على إشادات نجم أسطوري كمارادونا الذي نجح في الجانب النفسي واللوجستي بنسبة 100%، فقدم اللاعبون كل ما لديهم، وكان مارادونا بمثابة الداعم المعنوي لهم ربما وهذا بحسب اعتقادي أكثر من الفني وأمامه بعد غد المهمة الأكثر صعوبة أمام ألمانيا، فتجاوز تلك الموقعة سيضعه على أعتاب النهائي، أما يوم غد فالبرازيل مرشّحة فوق العادة لتجاوز إسبانيا التي تتطوّر مع استمرار البطولة، ولكنه تطور ربما لا يكفي لتجاوز فرقة دونجا المدججة بالنجوم والمتميزة بالمهارة البرازيلية غير العادية...
بقيت الإشارة إلى أنّ الحملة التي تعرّض لها حكمنا العالمي خليل جلال لم تكن مبرّرة ولا أدل من استمراره في البطولة مع مغادرة من ارتكبوا أخطاء قاتلة.
ومع المونديال يستمر الحديث غداً.