مكاتب السفر والتي تتمادى في «الضحك على ذقون المواطنين» تضيف إلى مسماها «مكاتب السفر والسياحة».
هذه المكاتب تعمل بدون ضوابط، ولا يتطلب فتحها وبدء عملها سوى تقديم الضمان النقدي لشركات الخطوط الجوية وتصبح وكيلاًَ معتمداً!
إن هذه المكاتب وبمساعدة شركات الطيران جميعاً دون استثناء تستغل المواطنين والمقيمين الراغبين في السفر، فالمملكة الدولة الوحيدة التي لا تستطيع أن تحصل على مقعد بطائرة في وقت الصيف بالذات، إلا إذا كان لك صديق أو واسطة معتبرة، أو تقدم ثمنا لقيمة التذكرة يتضاعف سعرها عن الأيام العادية، وإذا لم تستجب لرغبة مكاتب السفر وشركات الطيران فلن تجد مقعداً إلى أن ينقضي الصيف.
في أوروبا وحتى في دول الخليج العربية تعرض عليك مكاتب السفر تسهيلات معروفة دولياً وتغيب هنا في السعودية، فهناك تذاكر مخفضة لمدة شهرين وأخرى للشباب، وأنواع أخرى تعرفها مكاتب السفر، إلا هنا في المملكة، فيجب أن تدفع أكثر، أو تُوسِّط أولاد الحلال حتى تحصل على مقعد في أوقات لا يقبل عليها إلا المضطرون.
لماذا كل هذا؟!
أولاً: لأن مكاتب السفر تعمل دون ضوابط، ولأن شركات الطيران يحصل موظفوها على عمولات من تلك المكاتب لتخصص لها مقاعد لا يتصرف بها سوى أصحاب مكاتب السفر الذين يضيفون مبالغ إضافية يدفعها المضطر صاغراً.
ثانياً: لأن المكاتب يديرها ويعمل بها موظفون من غير المواطنين الذين عادة ما يكونون أداة طيعة بيد صاحب مكتب السفر لتحقيق أكبر المكاسب المادية وبطرق يعرفها أولئك المتعاقدون.
أما الموظفون السعوديون فأدوارهم ثانوية، ومع هذا فإن تعاملهم «تعامل تجاري» إذ لا يُبدون أي مساعدة للمواطنين، ويتعاملون بترفع وفوقية وكأنهم لا يوفرون مقعداً على طائرة، بل وأعوذ بالله، كأنهم يمنحون مقعداً في بيت السعادة ولا نقول أكثر..!!
jaser@al-jazirah.com.sa