فجعنا في نهاية الأسبوع الماضي بوفاة أخينا وزميلنا فضيلة الدكتور عبد الرحمن بن سليمان المطرودي وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون الأوقاف، وإنه لمصاب جلل.
وكان -رحمه الله- أنموذجًا حقًا بتميز الخلق وعلو الأمانة وصدق الديانة، وما عسى أن يبلغ قلم مهما أوتي من إيفاء أخينا الدكتور عبد الرحمن قليلاً من وصف نبل تميزه، مما أذهل كل من عرفه.
وإنها وربي فاجعة هانت عندها الفواجع الأخرى، وإن القلب ليحزن والعين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد زاملته -رحمه الله- في عدد من المهمات داخل المملكة وخارجها، حيث كان حريصًا - رحمه الله- على إتمام المهمة والوصول إلى حلول حاسمة ونهائية للقضايا، كما كان -رحمه الله- أنيسًا لمرافقيه محبًا للمزاح الذي يدخل على النفوس البهجة.
وفي مؤتمر وزراء الأوقاف للدول الإسلامية الأخير الذي عقد في جدة في شهر جمادى الأولى للعام 1430هـ كان -رحمه الله- رئيسًا للجنة التحضيرية، بينما كنت أنا في لجنة الصياغة فكان يؤخر مراجعة الصياغة حتى ينتهي من كل الأعمال الأخرى، حيث كان حريصًا على الدقة في اختيار المصطلحات والعبارات مما يعكس ثقافة شرعية ولغوية وفي الشأن العام يندر أن تتوفر في شخص واحد.
اللهم يا علي يا عليم يا كريم ارحم أخينا رحمة واسعة وارفع درجاته في المهديين وأعلي نزله في عليين، ومنّ على والديه وأهله بالصبر وأخلفه من عقبه خيرًا وأجمعنا وإياه في جنات النعيم.
د. عبدالله بن فهد اللحيدان - الوكيل المساعد للشؤون الإسلامية