كتب المحرر التشكيلي :
مع أن الساحة أصبحت تتجه نحو الحداثة في الأعمال الفنية على اختلاف تنوعها وأصبح التنافس كبيرا بين الفنانين في البحث والتجريب إلى أن وصل الكثير إلى تبعية التجارب الغربية بشكل يدفع بنا للخوف من طمس الهوية والابتعاد عن منابع الإلهام التي تغص بها بلادنا بكل روافدها المعنوية في تراثنا الأدبي أو الملموسة والمرئية في آثارنا العظيمة، إلا أن الجانب الآخر من الإبداع وهو ما أشرنا إليه في سياق العبارات السابقة والمعني به الواقعية واستلهام الطبيعة، فإن بيننا مبدعين في هذا المجال شأنهم شأن الفنانين العالميين الذين ينهجون هذا النهج ولا زالت أعمالهم تنافس الأعمال الحديثة بصرعاتها وتبدلها.
واليوم نسعد بأن نقف احتراما لمبدع يمتلك الموهبة الحقيقية في تكوين العمل الفني خطوطا وألوانا ودراسات دقيقة في تفاصيل الفكرة أو المشهد، جذبت أعماله الكثير من المقتنين وانتشرت مستنسخات أعماله في اغلب بيوت سكان نجد؛ كونها تحاكي طبيعة المنطقة وصالحة لكل الأذواق مع ما تحمله من أسى للفن التشكيلي السعودي من توقفه عن تواصله مع إبداعه على الرغم من نجاحه المنقطع النظير، رسم الصحراء فأجاد في التعبير عنها جاعلا من اللوحة قصيدة شعبية تشعرك بأصوات نسائم الربيع ورائحة عبير الخزامى والغضا، ورسم الحقول والمزرعة فأطربنا إيحاءا بتأثير دقة تصويره للمشهد بصوت إيقاع (ماكينة الماء) ورائحة البرسيم بعد حصاده ورقرقة المياه في جداولها بين النخيل، أعاد لنا رائحة الطين وبرودة أزقة عنيزة حينما تداعب أطراف جدران منازلها زخات المطر، يسمعنا صدى أصوات ساكنيها.
مبدع ينافس الكاميرا بتسجيل الصورة برائحة الألوان الممزوجة بعطر التربتين ونكهة زيت الكتان.