Al Jazirah NewsPaper Friday  23/07/2010 G Issue 13812
الجمعة 11 شعبان 1431   العدد  13812
 
ورطة محكمة الجزاء الدولية

 

ليست هي المرة الأولى التي يخرق فيها الرئيس السوداني عمر البشير الحصار الذي أراد مدعي عام محكمة الجزاء الدولية فرضه على الرئيس السوداني بإضافة بند آخر لاتهاماته التي تفتقد إلى العدالة والإنصاف، لأن المدعي العام وظّف المحكمة لخدمة توجهات سياسية لمحاصرة حكومة البشير، ولأن المحكمة الدولية أصبحت لعبة بيد الدول الغربية وأمريكا، فإن القوى الدولية الأخرى لم تعد تحترم قراراتها حتى الدول الأعضاء الموقعة على اتفاقية إنشاء محكمة الجزاء الدولية رفضت قراراتها التي تراها مسيَّسة وتخدم مصالح الغرب. هكذا، أجمعت الدول الإفريقية والعربية وكثير من الدول الإسلامية على ذلك، ومنها دولة تشاد التي يزورها الرئيس السوداني عمر البشير الذي يعمل على ترسّخ العلاقة الجديدة والجيدة بين السودان وتشاد في سعيه لمعالجة قضية دارفور.

تشاد التي استقبلت البشير بحفاوة لم تخفِ على أعين المراقبين الذين تابعوا الزيارة، فتشاد مثل السودان وجدا أن معالجة الاضطرابات التي تشهدها المناطق الحدودية، ومنها مشكلة دارفور والمتمردين في تشاد، ستحل بصورة أفضل وأسرع إذا ما حُصرت القضية بين أصحابها، وفعلاً تسارع حل القضية وشهدت تحركاً وحلحلة سريعة انعكست على أوضاع البلدين، ولهذا، فإن تشاد والسودان وجدا أن مصالحهما القومية والوطنية، ومصلحة شعبيهما أن يمضيا قُدماً في معالجة الخلافات وتعزيز العلاقات، وهو ما انعكس إيجاباً على تحريك قضية دارفور، وعالجت الاضطرابات على الحدود السودانية وفي الأراضي التشادية، وهكذا، فإن تشاد ضربت عرض الحائط بقرار محكمة الجزاء الدولية واستقبلت الرئيس البشير لتعزيز مصالحها الوطنية، خصوصاً وأن تشاد تعي تماماً بأن قرار المحكمة الدولية مسيَّس وأن توقيته السيّئ زاد من شبهة التواطؤ، وأن القرار جاء بعد الخطوات الموفقة الإيجابية التي أنجزتها حكومة البشير ومن أهمها النتائج الجيدة التي تحققت في الانتخابات السودانية الأخيرة.

***



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد