العمل الإداري الاحترافي الذي رسم ملامحه ومنهجيته رئيس الهلال النموذجي (عبد الرحمن بن مساعد) في الموسم الرياضي الفائت.. وتمخض عنه امتلاك ناديه خاصية التفوق وتمسكه بزمام النجاح على صعيد المناشط الأخرى وتحديداً فريق كرة القدم الذي كسب الألقاب الكبيرة.. فضلاً عن إحراز النادي الخمسيني على كأس الأفضلية في مضمار كشف الحساب السنوي في عامه الثامن على التوالي وبصدارة هلالية مستحقة بلغت 29 بطولة في ستة ألعاب.. هذا العمل النوعي الذي مسك بزمامه (الأمير الشاعر) يؤكد المنهجية الإدارية السليمة والعقلية المستنيرة التي أعادت صياغة الفكر الإداري.. داخل البيت الأزرق وبلورته في قالب الإبداع وبما يتوافق مع متطلبات ومكونات المرحلة. ولعل أبرز الخصائص والسمات الإدارية للأمير الشاعر إعادة منح الصلاحيات لمنصب نائب الرئيس واكتشاف هويته المفقودة في الأندية من جديد.. في الوقت الذي يشهد فيه منصب (الرجل الثاني) في المنظومة الإدارية الرياضية تهميشاً واضحاً، وبعبارة أخرى لا يهش ولا ينش..!! كما أن سياسة تقسيم العمل ومبدأ التخصص كان سمة بارزة في منهجية الإدارة الحالية.. فالعمل الفني أسند بصلاحيته لمدير الفريق (سامي الجابر)، والاتجاهات الإدارية تحولت ألياً وميكانيكياً إلى نائب الرئيس الخلوق جداً (نواف بن سعد)، وأصبحت بوصلة العمل الاحترافي المنظم متجهة لمسئول الاحتراف الدكتور عبد الله البرقان.. هكذا تحول العمل المنظم إلى بيئة عمل صحية ونقية ومنتجة بقيادة.. إدارية ناضجة مهنياً وراقية تعاملاً .. ذات مخزون ثقافي إداري تراكمي أكسبت النادي الخمسيني خاصية التفوق الرياضي على صعيد الأندية وبشهادة كشف حساب - الجزيرة - السنوي في بنك الإنجازات والألقاب الذهبية.
* والأكيد أن هذه النجاحات المتوثبة والقفزات الجمبازية للزعيم في مضمار الأفضلية لم يواكبها تفاعل مهني من المركز الإعلامي في البيت الهلالي.. فمن الواضح أن المركز الإعلامي للنادي الخمسيني كان يلاحق النجاحات الزرقاء بلياقة مهنية ضعيفة غابت معها الفاعلية المطلقة والحضور المتوقع.. فالاجتهادات والعمل على قدر الإمكانات الإعلامية المتواضعة وغياب الحس المهني القوي عوامل قادت (المركز الأزرق) لاحتلاله مؤخرة سلم المواقع الإدارية الأخرى التي سجلت تميزاً واضحاً في البيت الهلالي.. الأمر الذي يتطلب إعادة صياغته وصيانته من جديد وبشكل يحقق طرف المعادلة في الفعالية والكفاءة والحضور المتوقع، ولعل نجاح العمل الإعلامي يرتبط ضمنياً بوجود الكفاءات المتخصصة التي تجمع الخبرة الميدانية والمعرفة الأكاديمية، وربما يلمح ويلمع اسم النجم الهلالي الدولي -سابقاً- الدكتور الخلوق (عبد الرحمن القحطاني) في دائرة الضوء.. والنجم السابق مثل الهلال والمنتخب في حقبة الثمانينيات الميلادية ضمن جيل النعيمة والبيشي والثنيان والهذلول.. وغادر الملاعب الرياضية مبكراً لابتعاثه ومواصلة تعليمه العالي في الخارج، حيث حصل على درجة الماجستير في الإعلام (وسائل الاتصال الجماهيري) من جامعة وسط ميزوري ولاية ميزوري الأمريكية.. ثم نال شهادة الدكتوراه في الإعلام من أعرق الجامعات البريطانية عام 2000م، والإعلامي المتخصص -القحطاني- صاحب الأطروحات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية.. يعمل محاضراً في كلية الملك خالد العسكرية, وهو الأنسب لتولي زمام الإشراف على المركز الإعلامي بنادي الهلال لخبرته الفنية وحسه المهني ومعرفته الأكاديمية، فمثل.. هذه الكفاءات المرصعة بالعلم والمعرفة والمدججة بالخبرة والممارسة.. يفترض الاستفادة من كفاءتها في البيت الهلالي ومن خبرتها ومهنيتها وتخصصها الدقيق في سوق العمل الإعلامي بأحداثه المثيرة وتحولاته العصرية وتطوره التقني وثورته المعلوماتية.
المحرر
k-aldous@hotmail.com