عندما تقرر استمرار (جيريتس) مع الهلال حتى نهاية مشاركته الآسيوية، لا يدرك الكثيرون أن الإدارة الهلالية وقبل أن تصدر هذا القرار كانت أمام خيارين (أحلاهما مر).. إما أن يستمر جيريتس.. أو أن تسرحه وتتعاقد مع مدرب جديد يخلفه.. فاختارت (الخيار الأول) ليس لأنها ترى أن في استمرار جيريتس ضماناً للهلال بتحقيق البطولة الآسيوية بعد توفيق الله.. وإنما لأنها كانت تخشى (وهذا منطقي) من ألا يتكيف (المدرب الجديد) مع ظروف المرحلة المقبلة وحاجة الهلال من خلالها وعلى اعتبار أنها مرحلة في غاية الأهمية وتحتاج إلى المزيد من الاستقرار والتركيز.
نعم.. إدارة الهلال كانت منطقية في قرارها الرامي إلى استمرار جيريتس بغض النظر عن النتائج.. ومستقبل فريقها في البطولة الآسيوية لأن التوفيق من عند الله أولاً وأخيراً، ولأنه ليس شرطاً أن يكون فريقك هو الأفضل ويفوز بهذه البطولة أو تلك.. ولكن عندما نتحدث عن القرار كقرار فإنه منطقي حسب وجهة نظري.. خصوصا إذا وضعنا بعين الاعتبار أيضاً أن المدرب الجديد - أي مدرب جديد- ربما احتاج إلى أكثر من (5) مباريات رسمية عليها الكلام لكي يتعرف تماماً على كل إمكانيات فريقه (فنيا) ويكون بمقدور لاعبيه التكيف مع خططه وتنفيذ أفكاره.. فضلاً عن أن هذا المدرب الجديد أو ذاك (وهذا مهم) قد يكون له آراء فنية مخالفة لآراء جيريتس وبالذات فيما يخص اللاعبين الأجانب وعندها ربما دخل الهلال (في ورطة) من جراء هذا الاختلاف.
قرار استمرار (جيريتس) صدر ولا تراجع فيه.. وكل من يبحث عن مصلحة الهلال..نعم (عن مصلحة الهلال) وبعيداً عن جدوى هذا القرار وعدم جدواه، عليه أن يدرك أن (الاعتراض) على القرار هو أمر لا يجدي، بل ولربما كان ضرره كبيراً على الهلال، لا سيما وأن الهلال في الوقت الحالي هو أحوج ما يكون إلى الاستقرار والتركيز والهدوء.
مباراة الهلال أمام ليفربول الإنجليزي حتى لو كانت (مباراة رسمية) فأنه سيتم تأجيلها جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على ملعب المباراة ومن أجل سلامة اللاعبين.. فما بالكم وهي (مباراة ودية).. بالتأكيد كان مؤكدا أن تلغى وهذا ما حدث.. وهذا هو الصح.
بطولة النخبة الدولية الودية.. أحلى فرصة أمام الهلال والشباب للوقوف على آخر استعدادتهما للموسم الرياضي الجديد.. والتكيف مع أجواء المباريات التنافسية لا سيما وأن الهلال في مجموعة.. والشباب في مجموعة أخرى ومع فرق خارجية.
زجالوا - وكاندينو
في موسم 1405هـ.. كان البرازيلي كاندينو مدرباً للهلال.. فاعتذر قبل بداية الاستعداد لموسم 1406هـ عن العودة مجدداً لتدريب الهلال.. فتذمر الهلاليون من هذا الاعتذار وكان فريقهم (انتهى) ولن تقوم له قائمة.. وعلى اعتبار أن فريقهم في موسم 1405هـ قدم أفضل المستويات (إبداع.. وإمتاع) والتي توجها بالحصول على بطولة الدوري، وكاد أن يحقق وعلى أثرها أيضا (كأس الملك) من أمام الاتفاق لولا إرادة الله ثم بعض العراقيل.. التي وضعت في طريقه وادت إلى خسارته بضربات الترجيح (في النهائي) بنتيجة (4-5).
(المهم) بعد رحيل كاندينو (المفاجئ) اضطر الهلاليون للتعاقد مع مدرب برازيلي آخر و جديد هو (نوقيرا) وسط مخاوف هلالية.. ولكن رغم ذلك تمكن هذا المدرب من قيادة الهلال إلى (المحافظة) على لقب بطولة الدوري في موسم 1406هـ ومن ثم الفوز ببطولة أندية الخليج الرابعة كأول بطولة خارجية يحققها الهلال في تاريخه.
قبل (حكاية كاندينو مع الهلال) كان هناك أيضاً حكاية البرازيلي الشهير (ماريو زاجالو) الذي ساهم في أحداث نقلة نفية هائلة للهلال في موسم 1399هـ وقاده إلى تحقيق بطولة الدوري.. ولكنه في بداية موسم 1400هـ (رحل) بشكل مفاجئ فوضع محبي الازرق اياديهم على قلوبهم من جراء هذا الرحيل.. واضطرت إدارة الهلال وعلى أثر ذلك إلى اسناد مهمة تدريب فريقهم لمساعد زاجالو (كارلوس) الذي قاد الهلال ومن خلال ذات الموسم إلى الحصول على (بطولة كأس الملك) واحتلال المركز الثاني في الدوري.. كما أن هناك أيضاً حكايات تدريبية أخرى كلها تبرهن حقيقة أن مسيرة الهلال مع البطولات لم يسبق أن ارتبطت بوجود مدرب معين!!
أما أطرف الحكايات.. فهي تلك التي تمثلت في (بكاء) المدرب البرازيلي نوقيرا يوم أن قررت ادارة الهلال عدم تجديد عقده في نهاية موسم 1406هـ.. لأنه كان يتمنى الاستمرار وعلى اعتبار أنه حقق بطولتين هامتين مع الهلال.
كلام في الصميم
(معسكرات فرقنا الخارجية).. برهنت مجددا أن الكرة السعودية قد خسرت قنوات ال(أي، آر، تي) على علاتها.. وأنها لم تكسب قنوات الجزيرة الرياضية التي خالفت التوقعات، وربما كان القادم أسوأ.
(محمد نور).. هو قائد الاتحاد، ولو كان يحب فريقه أكثر من حبه لنفسه لسعى ومهما كانت المبررات.. إلى تهدئة المشكلة التي حدثت له مع (جوزيه) لا أن يزيدها اشتعالا.. وهذه هي عادة كل من يغلب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
عندما احتج على (رأيك).. ليس لأنني ضد الرأي الآخر.. ولكن لأن رأيك (مهوب سنع) وبعيدا عن المنطقية.. ولأن فيه أيضاً تضليلا للمتلقى وتحريض ضد آخرين لا يستحقون التحريض.
تأكيد الأخ عمران العمران على أن هناك تفاصيل تخفى على الشارع الرياضي، وأن توقفه كان سليما عندما سحب (من دفعة الاتصالات) مبلغ ال (7.5) مليون ريال الذي أقرضه لإدارة النصر، وانه لن يكشف أيضاً عن تلك التفاصيل وعلى اعتبار أن البوح بها لا يخدم المصلحة النصراوية العامة.
للتواصل salehh2001@yahoo.com.