إعداد:

عبد الله المالكي

عندما تتحول الذكريات الرياضية إلى سطور وصور مضيئة فهي تؤكد أنه ما زال للوفاء بقية، وما زال الرابط قوياً بين الماضي والحاضر..

(الجزيرة) تقدم لقرائها الكرام أسبوعياً «كوكتيلاً» من الأخبار والتغطيات والمقالات والصور القديمة والتي تم نشرها بالصحيفة الرائدة، متمنين أن تحوز على رضاكم واستحسانكم.

بقلم: مطر الأحمدي

(وأخيراً وجدت لي مكاناً آوي إليه عندما أذهب إلى وطن أعتبره وطني الثاني).

القائل.. محمد علي كلاي.. بطل أبطال العالم للملاكمة في الوزن الثقيل.

الوطن الثاني: المملكة العربية السعودية.

المكان: نادي الهلال الرياضي.

تناقلت جميع وكالات الأنباء العالمية.. وشبكات التلفزيون في الولايات المتحدة بالصورة والصوت.. تلك العبارة التي نطق بها محمد علي كلاي.. خلال مؤتمر صحفي خاص.. تسلم في نهايته عضوية نادي الهلال الرياضي في المملكة العربية السعودية.

وأمام الملأ.. وقّع محمد علي كلاي عضوية نادي الهلال مدى الحياة.. وفي الطرف الثاني.. كان هناك توقيع صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز.. والذي قام به نيابة عن سموه.. سمو الأمير عبدالله بن سعد بن فهد.. أحد أبرز الأعضاء.. وكبار المشجعين الذين وقفوا.. ويقفون إلى جانب الهلال..

وقد دار حديث.. وحوار لطيف بين سمو الأمير عبدالله بن سعد وبطل العالم.. سأل فيه البطل عن مستقبل الملاكمة في نادي الهلال.. وقال محمد علي كلاي.. إنه يتذكر تماماً هذا النادي.. الذي أدخل رياضة الملاكمة ضمن برامجه الرياضية.. كأول ناد في المملكة.. وتذكر محمد علي أنه شاهد بعض ناشئة الهلال يستعرضون في ملعب الملز أثناء زيارته للمملكة قبل أكثر من ست سنوات.

وقد طلب بطل العالم من سمو الأمير عبدالله بن سعد بن فهد أن ينقل تحياته.. وشكره الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة نادي الهلال على تفضل سموه بمنح عضوية النادي مدى الحياة له. كما طلب نقل تمنياته للاعبي الهلال وجماهيره العريضة في كل مكان من المملكة.

(والجزيرة) التي حضرت مؤتمر محمد علي كلاي الصحفي تقدم جزيل الشكر والعرفان بالجميل لسمو الأمير عبدالله بن سعد الذي خصها بالدعوة لحضور هذا المؤتمر، كما أنه هيأ أكثر من فرصة ليلتقي مندوبها بطل العالم محمد علي كلاي.

ويسرنا هنا أن ننقل للقارئ أهم ما دار في ذلك المؤتمر..

فكرة المؤتمر كانت لإعلان تعاون محمد علي كلاي مع سمو الأمير عبدالله بن سعد بن فهد في أعمال خاصة.. يكون حقل نشاطها افريقيا والعالم العربي واليابان وكندا والبرازيل وكوريا وأمريكا.

وكالعادة تتحول مؤتمرات محمد علي كلاي إلى شعلة من المرح والحوار الساخن اللاذع..

سأل أحدهم.. فيما إذا كان محمد علي كلاي سيعتزل الملاكمة - فأجاب البطل:

(سأقابل (سبينكس) في شهر سبتمبر المقبل.. وسأقضي عليه إن شاء الله (قالها باللغة العربية.. وأعدكم بعد ذلك أنني سأعتزال الملاكمة وسأعمل في ميادين كثيرة.. منها على سبيل المثال.. هذا التعاون مع الأخ العزيز عبدالله بن سعد بن فهد.

وعندما أراد أحدهم أن يحرجه بالسؤال فيما إذا كان سيسترد اللقب: تهكم محمد علي به وقال:

سأكون أول بطل في التاريخ يستعيد اللقب للمرة الثالثة.. وهذا سيكون بإذن الله في سبتمبر.

نظر محمد علي كلاي.. إلى بعض الإخوة السعوديين والذين يدرسون في الولايات المتحدة.. وقال ملفتاً نظر الجميع:

(انظروا إلى هؤلاء.. انهم اخوتي.. إنني أحب بلادهم.. فيها مكة.. فيها المدينة.. أتمنى أن أعيش هناك شهراً كاملاً.. كل مدينة في السعودية.. أريد أن أسمع من الصغار عبارات الحب.. سأذكر زيارتي تلك السعودية كذكرى رائعة.. وأكثر من رائعة..

وعند سؤاله عمن يفضل مقابلته.. فيما لو تم له الخيار.. سبينكس أم كين نورثون.. أجاب محمد علي:

(هل تعتقدون انني أتهرب من لقاء كين نورثون؟.. لقد هزمته مرتين احداهما على اللقب.. لا يهمني من أقابل.. انما كل ما أعرفه أنني سأستعيد اللقب إن شاء الله.

وعن ابنه علي الصغير.. ومستقبله يقول محمد علي: (إنه يبلغ السابعة من العمر الآن.. ويدرس في مدينة شيكاغو.. وفي مدرسة خاصة.. ويعكف الآن على دراسة اللغة العربية فقط. ليتمكن من قراءة القرآن الكريم.. كتاب كل مسلم.

وجه محمد علي كلاي حديثه للطلاب السعوديين خارج المؤتمر الصحفي ناصحاً:

(لقد أتيتم في بلاد عظيمة.. ولكنها تحفل بجميع المنكرات.. أنصحكم بعدم الانغماس في ذلك.. أنتم مسلمون.. وتدركون معنى الإسلام.. وهو الذي يحفظكم من الانغماس في الشهوات.. انظروا لدراستكم وأعمالكم.. هناك كثير من أعداء الإسلام من يهود وغيرهم.. يسعدهم رؤيتكم في الطرق المعوّجة.. ثقوا أن إسلامنا عظيم.. خذوا منهم القدوة.. لتقودوا آخرين).

يقول محمد علي كلاي.. انه سيزور المملكة بعد استعادة اللقب والاعتزال ليقصد مكة المكرمة مؤدياً فريضة الحج والتي هي فرض على كل مسلم ومسلمة.. وسيحضر معه في تلك الزيارة جميع أبنائه.. علي الصغير ومريم وهناء وخليل.

نظر محمد علي كلاي.. إلى الأمير عبدالله بن سعد في مصعد الفندق الذي عقد فيه المؤتمر.. وسأله فيما إذا كان بإمكان مندوب (الجزيرة).. الملاكمة.. فأجاب سموه بالإيجاب.. عندها اتجه محمد علي إلى (مندوب الجزيرة).. موجهاً كلتا قبضتيه إلى وجهه.. ولكنه تفاداها بأعجوبة.

يرى محمد علي كلاي أنه عيب على العالم أن يكون سبينكس بطلاً له.. على ما يتمتع به من بعض العادات السيئة.. والثقافة الضحلة.

حضر جيمي اليس.. بطل العالم السابق مع محمد علي كلاي.. ولكنه لم يصرح بأي شيء.

تردد اسم المملكة العربية السعودية في المؤتمر الصحفي أكثر من سبعين مرة على الأقل.

أصر محمد علي كلاي.. على التقاط صورة تذكارية مع الطلاب السعوديين وأكثر من صورة مع سمو الأمير عبدالله بن سعد.. عند تسلم عضوية نادي الهلال الرياضي.

الأربعاء 16 رجب 1398هـ الموافق 21 يونيو 1978م