الكاتب والشاعر عبدالله بن سالم الحميد أصدر كتاباً عن (القدس) بعنوان (القدس ذاكرة الماضي ورؤى المستقبل)؛ وقال في مقدمة الكتاب: منذ أن وعينا على الحياة وصوت القدس يهتف في أسماعنا، ونداء القدس يتردد عبر الأرجاء.
وفي وجدان كل مؤمن يدرك قدسيته ومكانته في نفوس المسلمين وذاكرتهم وتاريخهم فهو مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
نال شرف المكان وشرف الزمان، وانطبعت مكانته في النفوس وتعلقت به ذاكرة العبادة منذ كان القبلة الأولى حتى تم تحويلها إلى الكعبة المشرفة في زمن الدعوة المحمدية؛ وما زالت مكانته ومنزلته لدى المسلمين في الذاكرة والوجدان.
وقد اشتمل الكتاب على أسماء مدينة القدس وتاريخ المسجد الأقصى وأهم المراحل التاريخية التي مرت بالقدس ومحاولات إحراق ونسف المسجد الأقصى على أيدي اليهود. وتحت عنوان (الفلسطينيون وأكذوبة بيع الأرض) قال المؤلف: هناك فكرة انتشرت انتشاراً واسعاً لا يستبعد أن يكون وراؤها اليهود وهي المقولة بأن أهل فلسطين باعوا أراضيهم وتمتعوا بأثمانها، ثم جاءوا اليوم يدعون ويلاً وثبوراً فهم أحق باللوم لما فرطوا في أوطانهم.
وهذه مقولة تدعو إلى التخاذل وعدم الاهتمام بهذه القضية وفي هذه الكلمات تبرز الحقيقة التي تخالف ذلك كل المخالفة فإن الفلسطينيين قد حرصوا على أراضيهم كل الحرص وحافظوا عليها برغم الإغراءات المالية الخطيرة من قبل اليهود وبرغم الضغط الاقتصادي عليهم بمختلف الوسائل من قبل الإنجليز.
ومنذ تأسيس المجلس الإسلامي الأعلى الذي انتخبه الفلسطينيون لإدارة المحاكم الشرعية والأوقاف عام 1922م قام بأعمال عظيمة لصيانة الأراضي من الغزو اليهودي فمنع بواسطة المحاكم الشرعية التي كان يشرف عليها بيع أو قسمة أي أرض كان للقاصرين نصيب فيها وكذلك اشترى المجلس من أموال الأوقاف الإسلامية كثيراً من الأراضي التي كانت عرضة للبيع، وأقرض كثيرين من أصحاب الأراضي المحتاجين قروضاً من صناديق الأيتام ليصرفهم عن البيع؛ وكان يعقد مؤتمراً سنوياً من العلماء ورجال الدين لتنظيم وسائل المقاومة لليهود الطامعين في الأراضي.