في قصص التاريخ عبر عظيمة لمن يعتبر وعظة لمن يتعظ.. وكتاب (العرب.. التاريخ لا يرحم) للدكتور عيد بن مسعود الجهني يذكر بأن أمة العرب اليوم ما هي إلا أطلال لأمة العرب بالأمس.. ويقول: علينا ألا نستسلم لليأس وأن نتمسك بأهداب الأمل فإن التاريخ يحدثنا أن أمتنا قد تعرضت لكبوات كثيرة ونكبات كبيرة ولكنها نهضت بعد كبواتها وتماثلت للشفاء بعد نكباتها واستعادت أمجاداً كانت قد سقطت راياتها، وكل ذلك لأنها لم تفقد الأمل ولم تستسلم لليأس. إن أقسى ما في المرض اليأس من شفائه، ونحن معترفون بأن الدول العربية تعاني الضعف وهذا هو المرض، ولكن ليست هذه المشكلة الأساسية فكثير من الدول كانت تعاني الضعف، ولكنها استيقظت من غفوتها ونهضت من كبوتها ونفضت عنها أسباب الضعف وأصبحت دولاً قوية.
الأمثلة كثيرة مثل ألمانيا واليابان وغيرهما بعد الحرب الكونية الثانية كانت في غاية الضعف، بل كانت كومة من الدمار، ولكنها بإرادة قوية وإصرار صادق أصبحت من أغنى دول العالم وأقواها.
وشخص المؤلف مشكلة الدول العربية الأساسية فأكد أنها تتمثل في ضعف إرادة التحرك في اتجاه أسباب القوة والتمكين.. وقال: السؤال الذي في طعم الجرح ومرارة العلقم كم من الدول العربية تأكلها نيران الفتن والمشكلات؟
والجواب لا يخفى على أعشى البصر إذ إن جلها تطحنه الصراعات والنزاعات.
وما هو الحل؟ هل نظل هكذا مستسلمين لهذا الواقع المرير؟
أنترك النيران المشتعلة تأكل الأخضر واليابس ونقف موقف المتفرج؟ إلى متى تظل الأهواء والأغراض والمنافع الآنيّة فوق الأوطان وفوق المبادئ والثوابت. إذاً علينا ألا نستسلم لليأس، وأن نتمسك بأهداب الأمل فبالأمل يمكن أن ننهض من كبوتنا وبه يمكن أن نسير في الطريق الصحيح.