دمشق العربية عروبة التاريخ والثقافة والطموح والمواقف كانت دوماً الوجه الجميل بخضرة غوطتها وقلوب أبنائها وهم يصنعون مواكب الزمن المتدفق عطاء وحيوية وحكمة.
|
وكتاب «دمشق في عيون الشعراء» الذي أعده الأستاذ محمد قجة يقدم دمشق من خلال عيون الشعراء عبر عصور مختلفة من التاريخ العربي يعتبر إضافة أدبية ومعرفية لعرض وجه دمشق المشرق من خلال قصائد أبرز الشعراء العرب.
|
وعلى الغلاف الأخير أبيات للبحتري تقول:
|
أما دمشق فقد أبدت محاسنها |
وقد وفى لك مطريها بما وعدا |
إذا أردت ملأت العين من بلدٍ |
مستحسنٍ وزمانٍ يشبه البلدا |
ويقول المؤلف: تحية للدور الثقافي المتجذر في عروبته يأتي هذا الكتاب الذي يرى من خلاله الشعراء دمشق مدينة التاريخ الخالد، وقد جمعنا بعض القصائد وقمنا بترتيبها في سياق زمني بدءاً من حسان بن ثابت مروراً بفحول العصر العباسي كالبحتري والصنوبري والمتنبي.. وصولاً إلى شعراء العصر الحديث.
|
يقول الشاعر خير الدين الزركلي:
|
العين بعد فراتها الوطنا |
لا ساكنا ألفت ولا سكنا |
|
عائدٌ إليكم.. |
وأنا مضرج بأمطار حنيني |
عائد لأملأ جيوبي |
بالقضامة والجانرك واللوز الأخضر |
عائد إلى محارتي |
عائد إلى سرير ولادتي |
فلا نوافير فرساي |
عوضتني عن مقهى النوفرة |
ولا سوق الهال في باريس |
عوضني عن سوق الجمعة |
ولا قصر باكنغهام في لندن |
عوضني عن قصر العظم |
ولا حمائم ساحة سان ماركو في فيينا |
أكثر بركة من حمائم الجامع الأموي |
|
أتجول في حارات دمشق الضيقة
|
تستيقظ العيون العسلية خلف الشبابيك
|
|
|